قال سعد كمال محمد سعد القمري، 17 سنة، طالب بالصف الأول الثانوي التجاري، وأحد أبناء قرية الجزيرة الخضراء بمطوبس، وأحد الناجين في حادث غرق مركب برشيد، إن محاولته الهجرة غير الشرعية لدولة إيطاليا كانت من أجل شقيقاته البنات ووالده المريض بالقلب، مؤكدًا: «والله ههاجر تاني لن أسكت عن المحاولات قبل أن يصل عمري 18 سنة».
وروى «القمري» مأساته، لـ«المصري اليوم»، قائلاً إن الظروف دفعته للهجرة غير الشرعية نظرًا لعدم وجود فرصة عمل، مضيفًا: «اتفقت مع 30 من أصدقائي على الهجرة في محاولة لمساعدة أسرنا الفقيرة جدًا فتوجهنا لرمزي أبوناصف، أحد أبناء قرية الجزيرة الخضراء ليساعدنا في الخروج من مصر في هجرة غير شرعية ووقعنا على وصل أمانة بـ18 ألف جنيه على أن يسدد أولياء أمورنا المبالغ المالية عندما نصل إلى إيطاليا».
وتابع: «في اليوم المحدد للرحلة توجهنا لمنزل رمزي أبوناصف في الساعة 11 مساءً، ثم ركبنا مركب إلى البرلس، ثم مركبًا آخر به 350 شخصًا، وكنت من بين الذين تواجدوا في ثلاجة المركب وعددهم 250 شخصًا وشعرت بأن هناك شيئا غريبا يحدث وشعرت بالاختناق فخرجت من ثلاجة المركب وجلست أعلى المركب، ثم بدأ المركب يغرق.
ويضيف: «اتصلت بوالدي وطلبت منه إنقاذي، واتصلت برمزي المهرب فرد عليا قائلاً: وأنا هعملكم إيه، حاولت إنقاذ نفسي وخرجت على الشاطئ بمساعدة ربنا».
وأشار إلى أن «المنظر مرعب ومخيف، والمركب كان به 30 طفلاً أقل من 5 سنوات بجانب شباب أقل من 17 سنة ونساء وشباب من كل الجنسيات»، لافتًا إلى أنه بالرغم من تعرضه للموت إلا أنه سيحاول الهجرة عدة مرات قائلاً: «ومادام الإنسان هنا ميت وبالخارج ميت سأحاول مرارًا الهجرة رغم علمي بأنها رحلة الموت».
وكشف «القمري» عن سر تصميمه للهجرة أن إيطاليا تستقبل الأطفال أقل من 18 سنة وتعاملهم معاملة طيبة وتنفق عليهم وتوفر لهم التعليم وكل ما يحتاجونه، أما من يلقي القبض عليه أكبر من 18 سنة يوضع في السجن، مضيفًا أن عشرات الأطفال من أصدقائه من الجزيرة الخضراء متواجدون بإيطاليا يعاملون معاملة طيبة وهو يريد أن يكون من بينهم وكانوا ينتظرونه، مؤكدًا «والله ههاجر تاني لن أسكت عن المحاولات قبل أن يصل عمري 18 سنة».
بينما قال والد سعد لـ«المصري اليوم» إنه لم يكن يعرف بهجرته وفوجئ باتصال هاتفي منه قائلاً: «أنا هموت المركب يغرق، فقلت له مركب إيه إنت فين قال كنت هسافر إيطاليا المركب بيغرق إلحقني كلنا هنموت».
وأضاف الأب: «توجهت كالمجنون في الطرقات لا أعرف ماذا أفعل، والحمد لله على نجاة ابني»، مشيرًا إلى أنه أجرى عملية في القلب ولديه ثلاث بنات ولا يعمل، وسعد أراد الهجرة من أجل شقيقاته البنات فأراد التضحية من خلال هجرة الموت.
وتابع: «لو كنت أعرف بمحاولة هجرته والله ما تركته حتى ولو كنا سنأكل عيش حاف لأنه الوحيد على ثلاث بنات»، فيما رد الابن: «والله هسافر مهما فعلت والله هسافر أنا هنا ميت فموته بموته هسافر».