أنشئت منظمة «إيتا» كمنظمة فى 1959، وتطورت مع الزمن إلى حركة انفصالية، كان من أهدافها المعلنة انفصال إقليم الباسك الذى يخضع بشقيه لسيطرة كل من إسبانيا وفرنسا وإطلاق سراح أعضائها المعتقلين فى كل من فرنسا وإسبانيا، واعتمدت إيتا منهج العنف والاغتيالات كعصيان مسلح كمنهج لفرض حضور، وتحقيق أهداف منها نظام حكم الديكتاتور العسكرى «فرانسيسكو فرانكو»، وتنفرد منظمة إيتا «بميّزة خاصة»، وهى أنّها طيلة الوقت تطالب بانسلاخ إقليم «الباسك» عن الحكم المركزى الإسبانى فى مدريد حيث ترى المنظمة أن شعب «الباسك»، شأنهم شأن شعبىّ «كاتالونيا» و«جاليسيا»، ليسوا شعباً إسبانيّاً خالصاً حتى إن لغتهم تختلف جذريّا عن اللّغة الإسبانيّة، وفى عام 1968، قامت إيتا بأول عملية لها، حيث اغتالت مدير مكتب المخابرات الإسبانية بمدينة سان ساباستيان بإقليم الباسك، فيما كانت الضربة الأقوى التى وجهتها المنظمة إلى الحكومة الإسبانية فى مثل هذا اليوم 20 ديسمبر عام 1973، حينما اغتالت رئيس الوزراء الإسبانى، لويس كاريرو بلانكو، بسيارة ملغومة فى وسط مدريد، حتى إنّ سيّارة رئيس وزراء إسبانيا «طارت» إلى الأعلى وهبطت مقلوبة على شرفة الكنيسة التى كان بلانكو يصلىّ فيها كلّ يوم، أما عن بلانكو فلم يكد يشغل منصب رئيس وزراء إسبانيا لأكثر من سبعة أشهر، حتى تم اغتياله فقد تقلد المنصب فى الفترة من 9 يونيو 1973 إلى 20 ديسمبر من نفس العام، وهو مولود فى الرابع من مارس 1904، وهو عسكرى وسياسى إسبانى شغل مناصب عدة فى حكومة فرانسيسكو فرانكو، وكان فرانكو فى مسيرته العسكرية قد التحق طالباً بالأكاديمية البحرية فى 1918، وكان عمره 14 سنة، وشارك فى حملة المغرب بين عامى 1924 و 1926، وفى بداية الحرب الأهلية الإسبانية لجأ إلى سفارات فرنسا والمكسيك، تفاديا للاستهداف من الميليشيات الجمهورية، إلى أن صار رئيساً للعمليات فى هيئة الأركان العامة للقوات البحرية، وفى 1940 أصدر تقريراً يوصى فيه بحياد إسبانيا فى الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك الحين أصبح من المقربين من الجنرال فرانكو، وصعد تدريجيا إلى المناصب الكبيرة، فعين مساعداً لوزيرة الخارجية فى 1941، ووزيرا للرئاسة فى 1951، ثم نائبا للرئيس فى 1967، وفى يونيو 1973 عين رئيسا للحكومة، وقبل اغتياله سادت ترجيحات بأن يصير الرجل القوى فى الدولة.