تضامنا منه مع «جوليان أسانج»، مؤسس موقع ويكيليكس الإلكتروني الذي قام مؤخرا بتسريب الآلاف من الوثائق الدبلوماسية الأمريكية السرية، نشر المخرج الأمريكي المثير للجدل «مايكل مور» رسالة مفتوحة على موقعه الشخصي على الإنترنت يطالب فيها الحكومة السويدية بالكف عن اضطهاد «أسانج».
وأكد «مور»في رسالته قائلا: «أيها المغتصبون.. السويد تحبكم»، وأضاف في كلماته التي خص بها السلطات السويدية «لتسحبوا طلب التسليم ولتقوموا بعملكم الذي ترفضون توليه حتى الوقت الحالي، وهو حماية النساء في السويد»، طبقا لتقرير نشرته صحيفة «الموندو»الإسبانية.
وأشار المخرج الأمريكي إلى أن تقريرا صادرا عن منظمة العفو الدولية حول حوادث الاغتصاب وحقوق الإنسان في المنطقة الاسكندنافية، يكشف عن أن «المغتصبين يتمتعون بالإفلات من العقوبة في السويد»، وهي النتيجة التي توصلت إليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا، على حد قول «مور».
غير أن «مور» يورد في رسالته سلسلة من البيانات التي تؤكد نظريته، حسبما ذكر، والتي تشير إلى أن السويد لديها أكبر عدد من حوادث الاغتصاب التي يتم الإبلاغ عنها لكل فرد في أوروبا.
كما تفيد البيانات بأن مؤشر الإبلاغ عن حوادث الاغتصاب قد تضاعف أربع مرات خلال الـ20 عاما الماضية، في مقابل انخفاض مؤشر إدانات هذا النوع من الحوادث بشدة، بحيث لا تصل 90% منها إلى المحاكم أبدا.
وقوبلت رسالة المخرج الأمريكي المثير للجدل بالسخط الشديد، حيث أكد «كلايس بورجستروم»، محامي المرأتين اللتين تتهمان «أسانج» بالاعتداء عليهما جنسيا، أن «مور»«شخص جاهل لا يدري عما يتحدث».مضيفا أن «احترامي له يختفي عندما يتحدث بهذه الطريقة عن أمر لا يعرفه».
وبرر المحامي كلامه قائلا: «ارتفاع عدد البلاغات بأن السويد أكثر تنظيما من دول أخرى فيما تسمح به وتمنعه»، وتابع أنه «من الصعب إثبات جرائم الاغتصاب في كثير من الأحيان أمام محكمة ما».
وأوضح «مور» في رسالته أنه يرى أن طلب السويد قيام بريطانيا بتسليم «أسانج»لا يندرج تحت الكيفية التي من المعتاد أن تتعامل بها السلطات السويدية مع هذا النوع من القضايا.
ولهذا، كتب المخرج الأمريكي في رسالته: «وفقا للمجلس الوطني للوقاية من الجريمة في السويد، من المرجح للغاية أن تكون ضحية لاعتداء جنسي عن حادث سرقة.. أهي رسالة للمغتصبين؟.. السويد تحبكم».
ثم توجه «مور»مباشرة للحكومة السويدية بعد ذلك، قائلا: «لكم أن تتخيلوا مدى مفاجأتنا عندما قررتم فجأة اتهام «أسانج» بارتكابه حوادث اعتداء جنسي».
وعلى الرغم من ذلك، رفضت «كلارا هراديلوفا سلين»، المتحدثة باسم المجلس الوطني، كلمات «مور» وقالت: «إنها طريقة غير مكترثة للغاية في التفكير، فمفهومنا عن الاغتصاب أشمل بكثير عنه في دول أخرى منذ عام 2005 الأمر الذي يفسر ارتفاع مؤشر البلاغات بوقوع هذا النوع من الحوادث.. وعليه فليس من الداعي القول بأن «أسانج» بريء قبل أن يتم استجوابه».
غير أن «مور» شدد على نظرية المؤامرة وقال: «في أول الأمر قمتم بمطاردته، وبعد ذلك أغلقتكم القضية، ثم حدث تغيير 180 درجة بضغط من نائب محافظ، ففتحتم التحقيق، وفي ظل حوادث الاغتصاب التي تركتم فيها النساء السويديات تنتهك أعراضهن والمغتصبون ينعمون بحريتهم، قررتم أنه حان وقت الضرب بيد من حديد على الرجل الذي تريد الولايات المتحدة اعتقاله واحتجازه».
واستمر «مور» في اتهاماته قائلا: «وفي الوقت الذي يتجول فيه آلاف المغتصبين السويديين بحريتهم، أطلقتم حربا ضارية على «جوليان أسانج» عبر الإنتربول»، مضيفا: «إنكم تستخدمون التهديد الحقيقي على النساء في جميع أنحاء العالم بصورة مخزية لمساعدة الحكومة الأمريكية في تكميم ويكيليكس».
وتابع المخرج الأمريكي: إن «أسلوب استخدام الاتهام بالاغتصاب لمطاردة من يثيرون المشاكل والأبرياء أو المذنبين، في الوقت الذي تغفل فيه جرائم اغتصاب واضحة طوال الوقت، هو ما أخشى حدوثه هنا»، مضيفا «أريد التأكد من أن الأشخاص الصالحين ليسوا مكممين وأنكم لن تفلحوا إذا كنتم حقا تتآمرون مع حكومات فاسدة مثل حكومتنا».
من جانبه، أبرز محامي المرأتين اللتين تتهمان «أسانج» بالاعتداء عليهما جنسيا، أن اتهامات «مور» بالتآمر سخيفة، مشيرا إلى أن «وجهة نظره ذكورية تماما»، وقال إن «أسانج» مشتبه فيه وسيتم استجوابه و«سيتلقى نفس المعاملة التي يعامل بها الآخرون».