استحوذت عملية سيطرة الجيش الليبى، بقيادة المشير خليفة حفتر، على منطقة الهلال النفطى فى شرق ليبيا على اهتمام المجتمع الدولى لما تمثله هذه الخطوة من خطورة على سوق النفط العالمية، كما أبدى مارتن كوبلر، مبعوث الأمم المتحدة فى ليبيا، تخوفه من المزيد من الانشقاق والانقسام فى الداخل الليبى جراء هذه الخطوة.
يقول العقيد أحمد المسمارى، الناطق باسم رئاسة أركان الجيش الليبى، فى تصريحاته لـ«المصرى اليوم»: «إن تحرير موانئ النفط هو رسالة لكل الشعب الليبى الذى انقسم، فلم يعد شرقه يثق فى غربه، وغربه لا يثق فى جنوبه، والجنوب يخاف الغرب والشرق، فكانت الرسالة بأن القوات المسلحة لا تعمل بشكل ميليشياوى أو متسلط، ولكنها تسعى فقط لتحقيق هيبة الدولة الليبية بصفة عامة».
وعن المخاوف الدولية حول تواجد القوات المسلحة الليبية فى الموانئ النفطية يقول «المسمارى»: «نريد تبديد مخاوف العالم، فالقوات المسلحة الآن خارج الموانئ، والمجموعات الموجودة هى فقط مجموعات حراسة وتأمين، فبعد أن سيطر الجيش على المنشآت دون أدنى خسائر فى المنشآت والمصانع قمنا بتسليم الموانئ إلى السيد مصطفى صنع الله بالشركة الوطنية، أما نحن فقد عدنا لمواقعنا العسكرية، فلدينا معركة أكبر بكثير من الهلال النفطى، بدأنا ننطلق للعمليات القادمة فى سرت والجفرة».
وعن عملية قوات مصراتة الأخيرة فى جفرة، والتى راح ضحيتها عدد من المدنيين يقول «المسمارى»: «شاهدنا طائرات خرجت من مطار مصراتة وقامت بعملية استطلاع فى مشروع نينا فى منطقة الجفرة، فحاولت استهداف تجمع للواء 12، بقيادة عميد محمد بن نايل، التابع لقوات الجيش الليبى، والذى كان فى دورية هناك، ولكنهم قاموا بقصف مدنيين، لأنها منطقة استجمام عائلات فراحت ضحية العملية 6 نساء وطفلة».
يقول عبدالله بليحق، الناطق باسم مجلس النواب «إن ما حدث فى منطقة الهلال النفطى الليبية هو عملية استعادة لهيبة الدولة، متمثلة فى تحرير الموانئ النفطية من الميليشيات التابعة لإبراهيم الجضران، الذى كان مكلفا بحراسة الموانئ قبل أن تتم إقالته التى رفضها وأعلن سيطرته عليها لما يزيد على الثلاثة أعوام، تحكم فيها وفى قوت الليبيين، بل حاول تصدير النفط لحسابه الشخصى، فكان لابد من التحرك وتحرير هذه الحقول».
وعن الخسائر التى تكبدها الاقتصاد الليبى جراء عدم تصدير النفط يقول «بليحق»، فى تصريحاته لـ«المصرى اليوم»: «لقد تجاوزت قيمة الخسائر 100 مليار دولار على مدار أكثر من 3 أعوام، وتراجع احتياطى ليبيا من النقد الأجنبى من 130 مليار دولار إلى أقل من 70 مليار دولار، هذا إلى جانب محاولة الميليشيات المسيطرة على الحقول ابتزاز الدولة مقابل حماية الحقول».
لم يتوقف المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبى، عند محاربة الإرهاب فى ليبيا، فعقب تحقيق انتصاراته فى بنغازى، توجه إلى تشكيل قوات لتحرير الموانئ النفطية، وعن هذه القوات يقول «بليحق»: «هذه القوات قامت بتحرير الموانئ بدعم من شيوخ قبائل الهلال النفطى، حيث كان عدد كبير من أفراد ميليشيات إبراهيم الجضران من شباب هذه القبائل، فقام الشيوخ بدعم عملية التحرير مقابل عفو عام عن هؤلاء الشباب، وذلك حقنا لدماء الليبيين، وخرجت أمس أولى شحنات التصدير من ميناء رأس لانوف بشحنة قدرها 600 ألف برميل، وهناك ناقلة أخرى فى الطريق وسوف يستمر ضخ البترول الليبى، الذى يتوقع أن يصل بنهاية العام إلى مليون برميل يوميا، وهو ما سيترتب عليه استقرار سعر صرف الدينار الليبى، الذى انخفض مؤخرا، مما أدى إلى زيادة الأسعار ومزيد من العبء على كاهل المواطن الليبى».
وعن تحذير مارتن كوبلر، مبعوث الأمم المتحدة فى ليبيا، من التأثير السلبى من سيطرة قوات الجيش الليبى على حقول النفط على العملية السياسية فى ليبيا يقول «بلحيق»: «المبعوث الأممى أصبح متخبطا فى آرائه وبياناته، ومزعجاً لكل الليبيين من خلال تدخله فى أمور تمس السيادة الليبية، فإذا كان السيد كوبلر يرى أن استمرار سيطرة الميليشيات على حقول النفط سليم، فإن نواياه غير سليمة».
ويضيف «بلحيق»: «الفترة القادمة سوف تشهد تحسنا عما نحن عليه الآن حتى على مستوى المجتمع الدولى، لأن ليبيا عانت من الميليشيات المسلحة لأكثر من 5 أعوام، وإذا كان لحكومة الوفاق أى تحفظات، فإنها حكومة غير معترف بها من قبل مجلس النواب، ولم يمنحها الثقة، ولم تحلف اليمين الدستورية أمامه، كما أن مصير النفط الليبى الآن فى يد المؤسسة الوطنية للنفط، برئاسة السيد مصطفى صنع الله، الذى يعمل على توحيد هذه المؤسسة».