x

فاروق الباز يدعو العرب إلى استغلال المبادرة العالمية للابتكار

الأحد 19-12-2010 10:49 | كتب: أ.ش.أ |
تصوير : other

دعا العالم المصري الدكتور فاروق الباز، المبعوث الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا، العرب إلى استغلال المبادرة العالمية للابتكار من خلال التكنولوجيا، «جيست»، وتوظيفها في بحوث تستهدف حل مشاكلهم التنموية في ظل استعداد أمريكي لدعمها في المنطقة.

وقال الدكتور الباز، الذي يشغل منصب مدير مركز الفضاء والاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية، في تصريح لصحيفة «الغد» الأردنية، الصادرة، الأحد، عقب تدشين المبادرة، التي أطلقتها المؤسسة الأمريكية الدولية لتنمية البحوث المدنية لدعم البرامج العلمية والتكنولوجية: «إن العقول العربية مبدعة، لكن تنقصها البنية التحتية لتطوير سبل البحوث العلمية، ولا سيما في مجالات المياه والغذاء والطاقة والصحة».

وأضاف أن الحكومة الأمريكية رأت تدشين المبادرة والتي شارك فيها أكثر من 100 شخص من 23 دولة لمساعدة الخبراء والعلماء على تبادل الخبرات بين الجانبين، وبخاصة الباحثين الشباب، وتحديد المجالات الأساسية التي تحتاج إلى دعم، بحسب أولويات كل دولة واحتياجاتها.

وأوضح أن المبادرة تستهدف أربعة قطاعات للتعاون والشراكة مع الجانب الأمريكي، وهي تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والصحة، والطاقة، والزراعة، متوقعًا أن تخصص الحكومة الأمريكية كمرحلة أولى ما يزيد على 50 مليون دولار لتمويل أبحاث «شبابية»، على أن تتقدم كل دولة على منح الدعم المالي خلال المؤتمر الأول للمبادرة العالمية للابتكار من خلال العلوم والتكنولوجيا المقرر عقده في شهر يونيو 2011 في المغرب.

واعتبر الباز أن المستوى الحالي للخريجين في العالم العربي «دون مستوى الطموح»؛ لافتقارهم إلى الخيال والتفكير والتحليل والنقد؛ لأن التعليم، بحسب قوله، يعتمد على الحفظ والتلقين، مؤكدًا أهمية تطوير دور الجامعات كي تصبح شريكًا رئيسيًّا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

واعتبر الباز أن أهم العوامل، التي يعتمد عليها الإصلاح في قطاعات متعددة كالصحة، والطاقة والزراعة والاقتصاد، في المنطقة، هي البحوث النوعية المستمدة من مشاكل حقيقية مستنبطة من أرض الواقع، ليسارع إلى حلها لإسعاد البشرية، مشيرًَا إلى أنه في ضوء الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة، تم الاعتماد على استراتيجيات للابتكار في عمليات الإنتاج واستخدام الأفكار الخلاقة والأدوات التكنولوجية للتعافي من الأزمة.

وقال الباز إن المبادرة ناقشت التحديات، التي تواجه المستقبل العربي البحثي، حتى توضع حلول مستقبلية تعتمد على أدوات العلوم والتكنولوجيا، من أهمها تحقيق الكفاءة في مجال الطاقة، وإنتاج الغذاء، لافتًا إلى أن الأردن وفلسطين بحاجة لمزيد من الأبحاث النوعية في المياه والغذاء والتوجه نحو تطوير زراعة القمح.

وأضاف أن المبادرة تسعى إلى جمع نخبة علماء وممثلي حكومات ومنظمات مجتمع مدني وهيئات أكاديمية وقطاع صناعي؛ لتعزيز الابتكار والاختراع وريادة الأعمال وإتاحة التكنولوجيا تجاريًّا وإنشاء اقتصاد قائم على المعرفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا.

وقال إنه رغم وجود مجموعة تحديات كبيرة، تواجه المنطقة في مجال العلوم والتكنولوجيا، فإنه توجد قصص نجاح لشركات وهيئات تمكنت من تحقيق مكانة عالمية في هذا المجال، ومنها شركة «تل نت» التونسية، المختصة في هندسة المنتجات والاستشارة في التجديد والتكنولوجيا المتطورة، والشركة العربية للتقنيات الحيوية في الإمارات العربية المتحدة، التي تجمع باحثين من مختلف الدول العربية للقيام بأبحاث في مجال التقنيات الحيوية، إلى جانب مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وفي الأردن مبادرات ناجحة منها مؤسسة العلوم والتكنولوجيا وصندوق البحث العلمي، موضحًا أن هذه المبادرة خطوة جادة وعملية، نتجت عقب خطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى العالم الإسلامي من جامعة القاهرة، العام الماضي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية