بدأت عملية التصويت الأحد في جمهورية بيلاروسيا السوفيتية سابقا في انتخابات ستؤدي ولا شك إلى تمديد حكم ألكسندر لوكاشينكو لولاية رابعة بعد ثلاث ولايات مجموعها 16 عاما قضاها في السلطة.
ويتنافس مع لوكاشينكو في هذه الانتخابات تسعة مرشحين آخرين.
وحصل لوكاشينكو على مساندة موسكو في اللحظة الأخيرة بعد أن ظل عرضة لانتقادات عبر شاشات التلفزيون الروسي لأسابيع وبدا أنه عازم على مواصلة سياسة الإيقاع بين روسيا والغرب.
وستساهم عوامل مثل طريقة إجراء الانتخابات وهامش الانتصار الذي سيحققه لوكاشينكو وطريقة تعامله مع احتجاجات المعارضة في اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارا حول المدى الذي يمكنه من خلاله إشراك البلد الذي يسكنه عشرة ملايين نسمة على طرفه الشرقي.
ويلوح الاتحاد الأوروبي الذي يستخدم الآن الترغيب أكثر من الترهيب في محاولة لتخفيف حكم لوكاشينكو الاستبدادي باحتمال تقديم مساعدات مالية إذا كان لهذه الانتخابات مظهر خارجي من النزاهة على الأقل.
ووعد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدة مالية قدرها ثلاثة مليارات يورو إلى بيلاروسيا إذا جرت انتخابات رئيسها في ظل الحرية وبصورة مكشوفة، وفقا لما قاله وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي.
وبدوره وعد لوكاشينكو بإجراء الانتخابات بشكل نزيه معربا عن الإحساس بالتفاؤل.
ويحكم لوكاشينكو (56 عاما) البلاد بقبضة من حديد منذ عام 1994 ولكن العلاقات مع روسيا الداعم الرئيسي لبلاده توترت وخفض الكرملين منذ ذلك الوقت دعم الطاقة المهم لاقتصاد بيلاروسيا.
لكن مصالحة جرت في الأسبوع الماضي في شكل صفقة لتسعير النفط والغاز قضت على أي بصيص أمل للمعارضة في احتمال أن تحجب روسيا مساندتها له.
وأعلن لوكاشينكو الجمعة أنه تصالح مع الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف، وقال إن البرلمان البيلاروسي سيصادق على اتفاقيات إنشاء المجال الاقتصادي الموحد الذي يجمع روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان في أسرع وقت.
وسيتولى 400 مراقب من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ينتشرون في شتى أنحاء روسيا البيضاء نقل مؤشرات العملية الانتخابية إلى بروكسل ومن المقرر أن يرفعوا تقريرهم الاثنين.
وقالت أولجا (34 عاما) التي تعمل مدرسة قبيل توجهها للتصويت: «لا أريد أن أعطي صوتي إلى لوكاشينكو. لكني لا أعلم أي شيء عن الآخرين. ربما سأصوت لصالح مرشح (ضد الجميع)».
وقالت ليودميلا وهي عاملة بمصنع في الخمسينيات من العمر «اخترت لوكاشينكو. أمضينا معه 16 عاما بالفعل».
وتشير انتخابات سابقة إلى إمكان حصول لوكاشينكو على 80 في المئة من الأصوات. وإذا قلت النسبة عن ذلك فربما يكون مؤشرا للميل للديمقراطية وفتح الباب للمحادثات مع الغرب.
كان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وصف لوكاشينكو بأنه «آخر ديكتاتور في أوروبا».
وفتحت لجان الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة صباحا (0800 بتوقيت جرينتش) وتغلق في الثامنة مساء (1800 بتوقيت جرينتش).