البيت العتيق «10»
تعددت الروايات والأحاديث - وبعضها ضعيف - بخصوص تاريخ بناء الكعبة، ويظل المؤكد هو ما ورد فى كتاب الله.. فالحقيقة المؤكدة تأتى فى قوله تعالى فى سورة آل عمران 96 (إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركاً وهدى للعالمين) فلا يهمنا أول من وضعه سواء الملائكة أو سيدنا آدم أو ابنه، وإن كنت أجنح أنه وضع قبل آدم لأنه من «الناس» والله أعلم!!
■ يقول تعالى فى سورة إبراهيم37 على لسان رسوله إبراهيم (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)، فقد أعلمه الله بمكان البيت العتيق بقوله فى سورة الحج 26 (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت) فتوجه هو وزوجته هاجر وطفلها إسماعيل وهو فى الرضاع من الشام إلى مكة، وكانت الكعبة حينذاك غير مقامة، مجرد أحجار الأساس فقط، ثم كانت رواية ذهاب السيدة هاجر للبحث عن ماء، وهرولتها بين جبلى الصفا والمروة، ثم عودتها لطفلها لتجد الماء يخرج من تحت قدميه فكانت «بئر زمزم» وسال الماء فاجتذب الطير، فشاهدها قوم قبيلة «جرهم» فتوجهوا إلى المنطقة، واتخذوا المكان موطئاً ومقاماً، وتحقق دعاء سيدنا إبراهيم فجعل الله أفئدة من الناس تهوى إليهم فعج المكان بالبشر، ورزقم من الثمرات.
■ عاد سيدنا إبراهيم إلى مكة حيث أمره الله تعالى أن يقوم ببناء البيت فى المكان المحدد له، يقول تعالى فى البقرة 127 (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم)، ولم يكن البيت العتيق كما هو حالياً فقد تغيرت بعض أبعاده عبر القرون!! ونستكمل غداً.