قال الخبير في شؤون الانتخابات الأمريكية وأستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية بواشنطن ديفيد لوبلين، إن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع المرشحين للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون يعكس رغبة مصر في العمل مع الولايات المتحدة أيا كانت القيادة الجديدة.
وأضاف لوبلين، في لقاء نظمته السفارة الأمريكية بالقاهرة، الثلاثاء، حول تأثير الإعلام على الانتخابات الأمريكية، أن الرئيس السيسي كان حريصا على أن يلتقي بكلا المرشحين، حتى لا يفسر اللقاء بمرشح واحد على أنه دعم له على حساب الآخر، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات أكدت حرص مصر ورغبتها في العمل مع واشنطن، ومع إدارتها الجديدة، أيا كانت.
وتابع لوبلين أن قيام المرشحين للانتخابات الأمريكية بمقابلة قيادات العالم هو أمر غير معتاد في الحملات الانتخابية لكنه يحدث أحيانا، موضحا أن الهدف من هذه اللقاءات هو إظهار قدرة المرشحين على إدارة الشؤون الخارجية ومدى خبرتهمها في هذا المجال، مشيرا إلى أن اللقاء مع الرئيس السيسي مهم نظرا لأهمية دولة مصر في منطقة الشرق الأوسط، كحليف للولايات المتحدة.
وأكد لوبلين أنه بالإضافة إلى ذلك فإن هذه اللقاءات التي يعقدها المرشحان للانتخابات الأمريكية مع قيادات العالم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة تجذب وسائل الإعلام، خاصة إن كانت مع قيادات دول مهمة للولايات المتحدة مثل مصر، وبالتالي يستفيد المرشحان منها في دعايتهما الانتخابية.
وقال إن مصر ستبقى دولة مهمة للولايات المتحدة أيا كانت القيادة الجديدة لها، مشيرا إلى العلاقات الأمريكية بدول العالم لن تتغير بوصول أحد المرشحين للبيت الأبيض، فكلاهما سيكون حريصا على تحقيق المصالح الأمريكية وإن اختلفت الوسائل، والعمل مع مصر وإسرائيل كحليفي لواشنطن سيبقى أولوية للسياسة الخارجية الأمريكية.
وأوضح أنه من الصعب قراءة مواقف ترامب تجاه السياسة الخارجية لأنه يغير مواقفه بشكل مستمر، مما يظهر أنه ليس لديه خطة واضحة لمعالجة الموضوعات خاصة ما يتعلق بسوريا والقضاء على تنظيم داعش، على عكس كلينتون بخبرتها الخارجية والتي عادة مع تعطي تصريحات أقل وأكثر حذرا في هذه الموضوعات.
وحول ما إذا كانت العلاقات مع مصر ستكون أقوى في حال فاز ترامب قال لوبلين: «ربما يقول البعض ذلك معتمدا على سمات شخصية ترامب، لكنني أعتقد أنه لن يكون هناك خلاف في العلاقات بشكل أساسي»، موضحا أن نقاط الخلاف والاتفاق في العلاقات بين القاهرة وواشنطن ستستمر كما هي مع القيادة الجديدة.
وأضاف أشعر بالصدمة عندما أسمع المصريين يتحدثون عن دعم أوباما وكلينتون للإخوان المسلمين، وأنهم عملوا مع حكومة الإخوان، فالولايات المتحدة ليس دورها تحديد الحكومة المصرية وعليها أن تعمل مع الجميع أيا كانت السلطة الحاكمة.
وأشار إلى أن ترامب حساس جدا تجاه النقد وإذا تعرض لنقد من جانب مصر أو السيسي فسيكون شديد النقد في المقابل لمصر والسيسي، مضيفا «ماذا سيحدث إذا استمر ترامب في الكتابة على تويتر مثلما يفعل الآن، هل سنرى حربا على تويتر بينه وبين أحد رؤساء الدول إذا غضب من رئيس معين مثلا».