في اليوم الرابع بعد انتهاء الجلسة الأولى من محاكمة «آل مبارك»، مازالت وقائع المحاكمة وتداعياتها تشغل كتاب ومحرري صحف القاهرة، الصادرة صباح الأحد.
واحتلت محاكمة مبارك رأس الصفحة الأولى لصحيفة «الأخبار» عبر عنوانها الرئيسي: «صحة الرئيس السابق جت على المحاكمة»، وقال عنوانها الثاني: «مبارك يأكل ويشرب ويشاهد التليفزيون ومعنوياته ارتفعت».
وعلى صفحتها الثالثة نشرت الصحيفة تقريرا حول تحسن صحة مبارك الذي علق عدد من الأطباء على صحته وحالته النفسية التي بدت خلال المحاكمة على صفحات الصحف المستقلة في الأيام القليلة الماضية.
وبعد أن اتفق معظم الخبراء على أن صحة مبارك جيدة وأنه لا يعاني الاكتئاب كما تردد، قالت «الأخبار» في تقريرها إن صحة الرئيس المخلوع «قد استقرت» وأنه يقضي وقته منذ نقله إلى المركز الطبي العالمي بصحبة فريقه الطبي القادم من شرم الشيخ في تناول الطعام والمشروبات ومشاهدة البرامج التليفزيونية.
صحيفة «التحرير» لاتزال تهتم بالمحاكمة، حيث تناولت مقالات الرأي والتعليقات الإخبارية بالصحيفة ظروف المحاكمة, وما تم خلالها من استقبال حافل من جانب قادة الشرطتين المدنية والعسكرية للمتهمين بقتلة الثوار، «حبيب العادلي وعلاء وجمال مبارك وعدد من القيادات السابقة في جهاز الشرطة».
وكتب بلال فضل متسائلا: «ما الذي يجعل ضابط شرطة عسكرية يسلم بكل الحفاوة والاحترام على لص مال عام؟»، بهذا السؤال افتتحت «التحرير» صفحتها الأولى، وعلى الصفحة الأخيرة امتدت أسئلة بلال فضل «الموجعة للقلب»، على حد تعبيره، في مقاله اليومي الذي استفسر فيه عن المسؤولين عن إصدار الأوامر للشرطة العسكرية بالتعدي على الثوار في ميدان التحرير، وإن كان هو نفس الشخص الذي يصدر الأوامر لقيادات الشرطة العسكرية للتعامل مع «أفراد عصابة مبارك» بمنتهى الحفاوة.
وخلال المقال تحدث فضل عن واقعة الاعتداء من قبل الشرطة العسكرية، المدعومة بقوات الأمن المركزي، على نشطاء خلال إفطارهم في ميدان التحرير الجمعة الماضي.
وتساءل الكاتب الساخر إن كان عليه أن يتناسى الاعتداء على مواطنين مدنيين قدموا للإفطار في الموضع الذي ضحوا فيه من أجل البلاد مقابل الفرحة بمحاكمة الرئيس المخلوع، لنصل إلى اليوم الذي نستخدم فيه تعبير «فض الإفطار» بعد الثورة.
وداخل العدد أهدت «التحرير» قراءها ملفا من 4 صفحات بعنوان «سيكودراما محاكمة مبارك».. الملف الذي أعده الطبيب النفسي الدكتور محمد المهدي، قال إن المحاكمة ما هي إلا مشهد تم إعداده بعناية للتلاعب بسيكولوجية المواطن المصري وأن دخول مبارك إلى القاعة على سريره كان لتفادي التواصل البصري المباشر مع من في القاعة وأن نظرته لمن بالقاعة «كانت تخلط بين الاستكشاف والازدراء والاستعلاء».
وأضاف: «حالة مبارك الصحية كانت تسمح له بالدخول على كرسي متحرك على الأقل إلا أن من أخرجوا له المشهد أرادوا أن يكفوه عناء مواجهة القاعة».
وقال المهدي إن مخططا كان يجري على مدار الشهور الأربعة المنقضية لضمان تعاطف الناس مع مبارك ووقايته عناء المحاكمة, إلا أن هذا المخطط اتضحت أبعاده مع وجود مبارك في القفص بصحة جيدة دون أن تبدو عليه أي من أعراض الاكتئاب.
وعلق المهدى على «عبث مبارك بأنفه» بأنه «دليل آخر على ازدرائه لجمهور المحاكمة ومن يشاهدونها من المصريين الذين اعتبرهم مبارك على مدار ثلاثين عاما كائنات زائدة عن الحاجة».
وأضاف: «الإنسان لا يعبث بمنخاره في وجود أناس يحترمهم أو يعمل حسابهم».
حركة المحافظين
تباينت التغطيات في الصحف الصادرة صباح الأحد حول حركة المحافظين الجديدة، فقد أكدت «الأخبار» ومعها «الجمهورية» أن المحافظين الجدد سيؤدون اليمين الدستورية الأحد أمام المشير دون أي تغييرات في صفوفهم، فيما اكتفت «الشروق» بخبر قصير يطرح المعلومة ذاتها.
واهتمت «التحرير» بقضية محافظ الدقهلية الجديد، اللواء صلاح المعداوي، الذي كشف مستخدمون لموقع «فيس بوك» عن انتمائه للحزب الوطني المنحل وترشحه عن الحزب لانتخابات مجلس الشعب السابقة. بالإضافة لكون ابنه ضابط الشرطة الشاب من أشد المعادين للثورة والمعتدين لفظا على المشاركين فيها.
ونفت «التحرير» على لسان المستشار محمد عطية، وزير التنمية المحلية، وجود نية لدى حكومة «شرف» لإقصاء المعداوي عن الترشح لعدم صدور أي أحكام قضائية بشأنه، وعلق وزير التنمية المحلية على المطالبة بإسقاط المعداوي من التشكيل الجديد قائلا: «نحن لن نأخذ بالشبهات».
ورصدت الصحيفة قيام المرشح لتولي منصب محافظ الإسماعيلية، اللواء جمال إمبابي بإنشاء حساب على موقع «فيس بوك» للتواصل مع أبناء المحافظة.
وعرضت «الأخبار» لموقف ساخر من تأخر إعلان حركة المحافظين، فقد واصل الكاتب أحمد رجب هجومه اللاذع على رئيس الوزراء، عصام شرف، وأسلوب إدارته للأزمات، حيث صورته ريشة مصطفى حسين نائمًا على مقعد واسع بينما جلس جواره فلاح كفر الهنادوة متحدثا في الهاتف عن اتصال عصام شرف بكل مواطني الجمهورية للحصول على موافقتهم على من يعين محافظا لمناطقهم عارضًا لابتزاز، تصوَّره رجب، يقوم به المواطنون لعصام شرف مقابل الموافقة على الأسماء التي يطرحها عليهم.