بعد قيام ثورة يوليو 1952، وطوال فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، لم يكن مسموحا للموظف الحكومى بأى عمل آخر، وإلا فصل من العمل. وعندما اشتكى الناس من غلاء الأسعار وضعف المرتبات، فى عهد الرئيس السادات. سمح للموظف فى القاهرة فقط أن يعمل على تاكسى عداد وردية بعد الظهر. بحيث لا يتعارض ذلك مع مواعيد العمل الرسمية. وفى عهد الرئيس مبارك أصبح كل شىء مباحا!! الموظف يفتح مكتبة ومحل بقالة، ويشتغل نقاش وسباك وترزى، ويعمل على «تاكسى وميكروباص وتوك توك» ويزاحم الغلابة فى كل المهن. مما يقلل من فرص العمل للأجيال الجديدة. أما اليوم وبعد ثورة يناير 2011 فقد تلاحظ أن كل شىء أصبح سداحا مداحا. كل موظف حكومة يشتغل كل حاجة. وعلى سبيل المثال لا الحصر: تجد أستاذا فى الجامعة، وهى وظيفة مرموقة يعمل مستشارا لرئيس وزراء، أو لأحد الوزراء، أو لإحدى الشركات. ولا يكتفى بذلك، بل تجده أيضا كاتبا صحفيا له عمود يومى، فى عدد من الصحف. وفى المساء محللا على القنوات الفضائية، وكله بفلوس!! نموذج آخر، رئيس مجلس إدارة صحيفة ورئيس تحرير، عضو مجلس شعب، يقدم برنامجا على الفضائيات، ومحللا على قنوات أخرى. هؤلاء لا يريدون أن يتركوا فرصة للشباب العاطل عن العمل، والحاصلين على مؤهلات تؤهلهم لمثل هذه الأعمال التى يحتكرها هؤلاء الطماعون.
لهؤلاء أقول (الكفن مالوش جيوب) وفى قول آخر (يا ابن آدم اجرى جرى الوحوش غير رزقك لم تحوش).
محمد عبدالعزيز أحمد