أشارت نتائج انتخابات ولاية برلين إلى تراجع الحزبين الرئيسيين في البلاد، رغم محافظتهما على المركزين الأول والثاني في الولاية، فيما سجلت الانتخابات دخول حزب البديل اليميني برلمان الولاية في أول مشاركة له في الانتخابات.
كشفت التوقعات الأولية للقناتين الأولى والثانية بالتلفزيون الألماني أن من المنتظر أن يفوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بانتخابات برلمان ولاية برلين التي جرت اليوم الأحد، وذلك على الرغم من الخسارة القوية المتوقعة في نسبة الناخبين المؤيدين له. وحصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي على 23 بالمائة من الأصوات، ليتراجع بذلك عن نتيجته في الانتخابات السابقة. وحل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي تقوده المستشارة ميركل، في المركز الثاني بـ18 بالمائة، في تراجع كبير عن نتيجته في الانتخابات السابقة.
وجاء حزب الخضر في المركز الثالث ونال 16.5 بالمائة من الأصوات، يليه حزب اليسار الذي حقق حوالي 16 بالمائة. كما تمكن الحزب الليبرالي الألماني من العودة إلى برلمان برلين بعد أن غاب عنه في الدورة الماضية، حيث حصل على نحو 6 بالمائة من الأصوات. أما حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي كان تشير استطلاعات الرأي إلى أنه قد يصبح ثاني أو ثالث قوة في الولاية، فقد حقق حوالي 11.5 بالمائة من أصوات الناخبين ليكون القوة الرابعة في برلمان الولاية.
يذكر أن نسبة المشاركة في الانتخابات في برلين ارتفعت هذه المرة عن سابقتها بأكثر من 6% لتبلغ النسبة هذا العام أكثر من 66 بالمائة. وأدلى الناخبون الألمان الأحد بأصواتهم لتجديد البرلمان في العاصمة برلين، المعروفة بطابعها الليبرالي وبتنوعها. وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا، قبل أن تغلق عند الساعة السادسة مساء.
ويعين البرلمان الذي تم انتخاب أعضائه رئيس بلدية المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 3.5 ملايين نسمة. ولا يفترض أن تدلي ميركل بمداخلة حول النتائج قبل منتصف نهار الاثنين. وبهذا يسجل التشكيلان الأساسيان اللذان يحكمان ضمن "تحالف كبير" على المستوى الفدرالي أسوا نتيجة انتخابية منذ توحيد البلاد. ومع أن المحافظين لا يتمتعون سوى بتأثير ضعيف في برلين تقليديا، إلا أن هذا التراجع في أدائهم يمكن أن يعقد مهمة ميركل قبل عام على الانتخابات التشريعية، في الوقت الذي يندد فيه قسم من حلفائها بسياستها ازاء المهاجرين في العام 2015 ويعتبرونها سببا في بروز الشعبويين.
وعلاوة على المسائل السياسية الوطنية، فإن مواضيع متعلقة ببرلين تحديدا أدت الى تراجع ثقة الناخبين في الحزبين الرئيسيين. وتعاني برلين التي تعتبر من بين المدن الأكثر دينامية في أوروبا خصوصا مع شبكة كثيفة من الشركات الناشئة (ستارت اب)، من ارتفاع أسعار العقارات. كما تعاني برلين منذ إعادة توحيد شطريها من تراكم الديون وتدهور شبكة الخدمات العامة والمدارس القديمة وكلفة استقبال المهاجرين. وفي دليل على هذا التدهور بات مشروع بناء مطار دولي جديد موضوعا مفضلا للسخرية لدى الألمان بعد أن تأخرت أعمال البناء خمسة أعوام بكلفة إضافية بلغت المليارات بسبب أخطاء في التصميم.