البيت العتيق «7»
■ بداية علينا أن ندرك أن أهل قريش فى الجاهلية وقبل ظهور الإسلام كانوا يعظمون ويحترمون بيت الله الحرام.. كانوا يقسمون قائلين «ورب الكعبة» وعندما جاء أبرهة بغرض هدم الكعبة وكان يمتطى فيلاً ضخماً، وبدأ بنهب أموال أهل مكة.. توجه إليه عبدالمطلب يطلب منه أن يعيد إليه الإبل فسأله وماذا عن «البيت»، فرد عليه «إن للبيت ربا يحميه»، وكان هذا فى عام الفيل الذى ولد فيه سيدنا النبى، صلى الله عليه وسلم.
■ الأصنام التى كان أهل قريش ينصبونها حول الكعبة.. كانوا يبررون بأن الهدف أن تقربهم إلى الله زلفى!! لم يكونوا ملحدين، ولكن انحرافهم عن عبودية الله الواحد وافتقادهم للتوحيد الذى هو فرض الله على العبيد، وإصرارهم على أنهم يفعلون مثل ما وجدوا عليه آباءهم هو السبب فى غضب الله عليهم، لاحظوا أن كثيرا منا يطبق نفس الخطأ ويبرر بهذا ما وجدنا عليه آباءنا!! كل منا فى حاجة لأن يراجع موقفه من علاقته بالخالق.. مدركاً قول الرسول «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإن استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».
■ تذكروا أن الإسلام لا يعنى الإيمان فهناك فرق كبير بين الدرجتين.. الإسلام أن تقوم بالأركان الخمسة، ولكن لا يعنى أن إيمانك كامل.. ولابد أن تكون حريصاً لتتجنب الشرك، وتذكر قول الله فى سورة يوسف 106 «وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون»!! وللحديث بقية.
