x

عضو مجلس النواب الليبى: مصر صاحبة أكبر دور مؤثر فى حل الأزمة الليبية (حوار)

السبت 17-09-2016 23:57 | كتب: سوزان عاطف |
أيمن سيف النصر عضو مجلس النواب الليبي أيمن سيف النصر عضو مجلس النواب الليبي تصوير : سمير صادق

قال عضو مجلس النواب الليبى، الدكتور أيمن سيف النصر، إن استهداف المصريين فى ليبيا غير مقصود، وإن البلاد تعانى من انفلات أمنى كبير مما يمثل خطورة على كل من يتواجد فى ليبيا حتى الليبيين أنفسهم، مشيرا إلى أن المجلس الرئاسى طلب الاستعانة بالغرب من أجل إنهاء خطر داعش والجماعات الإرهابية الأخرى.

وأضاف سيف النصر، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن مصر أدركت أنه يجب أن يكون لها دور محورى فى الأزمة الليبية، لذلك شكلت لجنة برئاسة الفريق محمود حجازى، رئيس الأركان، وتحاورت تلك اللجنة مع كافة أطراف الأزمة أكثر من مرة وأصبحت أكثر قربا من الفرقاء الليبيين. وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى الدور المصرى فى الأزمة الليبية؟

- من الطبيعى جدا أن يكون لمصر دور فعال ومؤثر فى الأزمة الليبية باعتبار أنها تتشارك مع ليبيا فى مصالح كثيرة، إضافة إلى الامتداد التاريخى والجوار، وهناك أيضا مشاركة فى المسألة الأمنية والاقتصادية، وبالتالى كان من الضرورى تفهم الجميع سواء فى ليبيا أو فى مصر أن يكون للأخيرة دور إيجابى للمساعدة فى استقرار ليبيا، وبالتالى كان لديها دور منذ البداية من دعمها لمجلس النواب الذى تم انتخابه، وأثناء الحوار السياسى سواء من خلال الرئاسة أو وزارة الخارجية المصرية فى سبيل تمكين أطراف الحوار والفرقاء الليبيين من الوصول إلى حل وكنا شهودا على ذلك، لكن فى اعتقادى أن مصر تستطيع أن تضطلع بدور أكبر، وهو ما دفع الرئاسة المصرية إلى تشكيل لجنة لمتابعة تلك الأزمة برئاسة الفريق محمود حجازى، رئيس الأركان، وهذا يدل على أن مصر تريد أن تكون داخل الملف الليبى وليس مجرد أحد الأطراف المشاركة فيه، ونحن ندرك جيدا أن الجانب المصرى يستطيع أن يصل إلى حلول سريعة فى الأزمة الليبية لأن هذا الشقاق خطر على ليبيا.

■ وما آخر ما تم التوصل إليه مع اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبى والتى اجتمعتم معها أكثر من مرة؟

- هناك إصرار من الطرف المصرى على التعجيل بحل الأزمة الليبية، وما نتجت عنه الاجتماعات حتى الآن هو وضع محددات معينة من الحفاظ على الاتفاق السياسى للحفاظ على الاستقرار فى ليبيا والحفاظ على مؤسسة الجيش ومجلس النواب والمجلس الرئاسى، وتمت مناقشة العوائق التى تمنع أحد الأطراف من المساهمة بإيجابية فى إنهاء المرحلة الانتقالية لكننا لم نصل إلى اتفاق نهائى بعد لأن الطرف الآخر المتمثل فى عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى، والقيادة العامة للجيش لم تطرح رؤيتها للحل حتى الآن برغم أننا لسنا ضد هؤلاء، بل نريد أن يتفق الجميع على حل وإذا كان الخلاف على أعضاء الحكومة فلنغيرها فهى ليست قرآنا لكن المجلس الرئاسى نتج عن اتفاق رئاسى وتغييره هدم لهذا الاتفاق.

وأما عن الاجتماعات مع اللجنة المصرية، فالاستمرار فى النقاش معها أوضح نقاطا كثيرة، ورغم طلبنا فى الزيارة السابقة من الطرف المصرى أن يطلب من رئيس مجلس النواب تهدئة الأمور إلا أنه أصر على التصعيد وأسقط الحكومة فى جلسة تصويت مخالفة، والفريق محمود حجازى، رئيس اللجنة، قال إنه يجب بحث جميع الأسباب التى تقف وراء عدم الوصول إلى حل، وفى اعتقادى أن اللجنة المصرية الآن أصبحت أكثر قربا من جميع الأطراف، وبالتالى فهى أكثر قدرة على المساعدة فى الوصول إلى حل أزمتنا من أى طرف خارجى آخر.

■ وماذا عن حوادث القتل أو الخطف بالنسبة للمصريين فى ليبيا، وما الإجراءات التى اتخذتموها فى هذا الصدد؟

- المصريون ليسوا هم فقط المستهدفين من العصابات الإرهابية أو الإجرامية فى ليبيا فهى تستهدف كل من يخالفها، أو قد يكون الاستهداف بغرض السرقة أو مخططا لإثارة الوقيعة بين مصر وليبيا فى هذه المرحلة الحرجة، لكن فى حقيقة الأمر فإن الوضع الأمنى غير مستقر على الإطلاق، وبالتالى فكل من فى ليبيا معرض للخطر حتى الليبيين أنفسهم وهناك بعض المناطق التى نخشى المرور فيها.

■ ما هى رؤيتك بالنسبة للاستعانة بالغرب للتدخل فى ليبيا وهو ما تم مؤخرا بتوجيه ضربات جوية لمعاقل داعش بناء على طلب المجلس الرئاسى؟

- تنظيم داعش تمت مواجهته من قبل العناصر الأمنية الليبية فى المناطق التى يتمركز فيها سواء فى سرت أو بنغازى أو أى منطقة أخرى داخل الحدود الليبية، لكن سرت تحديدا كانت منطقة توتر وكانت ملاذا لكل الإرهابيين الهاربين من مختلف المناطق والبلدان من العراق وسوريا، وكذلك ملجأ للمتشددين من بوكوحرام والحركات الإرهابية ووجود تلك الحركات فى مناطق حيوية قريبة من آبار النفط قد يمكنهم من الاستيلاء على هذا النفط وبيعه وهى عملية ليست صعبة كما نتصور، خاصة لو عرضوا بيعه بأسعار رخيصة، مما يساعدهم فى تأسيس كيان يصعب مواجهته يوما بعد يوم ونحن الآن نجد أنفسنا أمام ضرورة توحيد الجهود تجاه محاربة هذا الكيان ووصلنا فى مرحلة معينة أن مناطق تمركز الإرهابيين أصبحت تصدر الهجرة غير الشرعية على مستوى الكثير من المناطق، مما أصبح يمثل تهديدا للدول الأوروبية، حيث أصبح معظم المهاجرين من الهاربين لأسباب أمنية وليس الباحثين عن العمل، وما وقع من حوادث إرهابية فى فرنسا وبلجيكا استثار المنظومة الدولية ضد داعش، خصوصا أنهم أعلنوا الحرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على داعش فى سوريا والعراق، وبالتالى أصبح هناك أكثر من سبب حتى يقوموا بشن الحملات على داعش فى ليبيا، ومن جانبنا فإن الرغبة والاضطرار هما ما دفعانا إلى طلب المساعدة من الغرب، فنحن نعانى بشكل يومى من وجود داعش داخل ليبيا، خاصة لاستقطابها عددا من الشباب الليبيين فى ظل حالة الأوضاع الحالية مما يسهل التأثير عليهم، وهناك أيضا شباب، أغلبهم من دول الجوار مثل مصر وتونس والسودان، لا يجدون فرص عمل، مما يسهل على تلك الجماعات تجنيدهم، ويؤدى إلى تعاظم خطرها، والأسلحة التقليدية التى بحوزة الليبيين لا تستطيع مواجهتم، ودفع فيها الليبيون الكثير من دماء أبنائهم، إضافة إلى أن تلك الجماعات خلفت عددا كبيرا من المعاقين، وفى الأسبوع الماضى قتل 32 شابا فى يوم واحد، لذلك كان لابد من الاستعانة بالغرب لتوجيه ضربات لهم للقضاء على خطرهم الذى أصبح يهدد العالم كله.

■ هل يعنى ذلك أنك تؤيد التدخل العسكرى الغربى فى ليبيا؟

- نحن لا نؤيد بل مضطرون إلى ذلك للعديد من الأسباب التى ذكرتها سابقا، فمثلا مدينة صبراتة فى الغرب الليبى لم يستطع الأهالى بها حتى أن يتنفسوا فقط إلا بعد الضربة الأمريكية للمنزل الذى كان يختبئ به عناصر داعش وقتل فى تلك الضربة 50 منهم، فانتفضت صبراتة كلها ضد داعش، وأنا مع الاستعانة بالتدخل الأجنبى فى حدود ضيقة جدا.

■ هل تحمل الثورة الليبية مسؤولية تردى الأوضاع الاقتصادية والأمنية بعد القذافى؟

- الثورة الليبية هى ثورة شعب انتفض لأسباب يعرفها الجميع حتى من أعضاء النظام السابق أنفسهم، ومن هذه الأسباب انتشار الفساد حتى أن ليبيا كانت تحتل المركز الأخير فى مؤشر الشفافية، ما يعنى أنها كانت دولة فاسدة بامتياز، وأيضا غياب مشاريع التنمية إضافة إلى وصول نسبة البطالة إلى 30% بين الشباب، وهذه هى أبجديات الثورة منذ الأزل، وهناك أطياف عديدة رأت فى الثورة فرصة للخلاص من النظام السابق.

■ وما رأيك فيما يقال من أن ثورات الربيع العربى بما فيها الثورة الليبية تقف وراءها مخططات أجنبية؟

- هذا أمر طبيعى جدا، لكن لا يجب أن نرجع كل شىء إلى نظرية الفوضى والتدخل الأجنبى، فجزء كبير من الأحداث يرجع إلى عوامل داخلية فى الأساس، فالغرب لم يجند الشباب العاطل عن العمل الذى رفع السلاح ضد القذافى بل جندهم الإحساس باليأس وعدم وضوح المستقبل.

■ وما أسباب عدم الاعتراف بالمجلس الرئاسى حتى الآن؟

- أولا: الاتفاق الذى وقعته الأطراف الليبية فى مدينة الصخيرات المغربية تم بحضور الأغلبية من مجلس النواب والأطراف الليبية الأخرى ووقع أيضا أمام شهود وممثلى عدد كبير من حكومات العالم وبرعاية دولية ثم تم اعتماده فى جلسة رسمية فى مجلس النواب بأغلبية 98 صوتا من إجمالى عدد 104 أصوات، وكان أحد الملحقات التى تم التوقيع عليها إنشاء المجلس الرئاسى الليبى بأعضائه الـ9، بمعنى آخر فإن المجلس الرئاسى ليس عرضة للتشكيك أو عدم الاعتراف به وليس هناك من يعارضه إلا القليلون.

ثانيا: المجلس الرئاسى سيستمر لمدة عام أو عامين على أقصى تقدير، مر منهم حتى الآن ثمانية أشهر وفى الأساس المجلس الرئاسى وجد لإدارة مرحلة انتقالية حتى الانتهاء من وضع الدستور والإعداد لانتخابات جديدة وكان من المفترض أن يقوم بتلك المهام مجلس النواب فى المرحلة الانتقالية التى أعقبت انتخابه، لكن مجلس النواب لم يستطع وضع تلك الاستحقاقات بسبب الحرب التى أعاقت المؤسسات المنوط بها إدارة تلك المرحلة، وبالتالى نحن لا نتحدث هنا عن الاعتراف بالمجلس الرئاسى أو عدمه.

■ ولكنك حملت رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، فى تصريحات صحفية سابقة، مسؤولية عدم الاعتراف بالمجلس الرئاسى؟

- هو أخطأ، لكن دعينا نتحدث قليلا عن عقيلة صالح فهو انتخب عن مدينة ما مثل أى نائب آخر فى مجلس النواب وتم اختياره ليترأس أعمال المجلس وله صلاحيات معينة ووجدنا أنه يجب أن ننتخب رئيس دولة وعندما وجدنا صعوبة فى ذلك جعلنا جزءا من صلاحياته فى يد رئيس مجلس النواب بتفويض منا كأعضاء لكن عقيلة صالح انفرد بهذه الصلاحيات ونتيجة لانشغالنا بأشياء كثيرة لم نتابع كيفية تصرفه بهذه الصلاحيات، والنواب قاطعوا جلسات البرلمان لأن رئيس المجلس رفض أن يعلن صراحة عن جدول أعمال الجلسات، وهو ما طالبنا به أكثر من مرة رئيس النواب الذى أعلن جدول أعمال الجلسة وهو مراجعة اللائحة الداخلية ومناقشة قانون الاستفتاء، لكن فوجئنا بإعلانه أنها للتصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطنى وهو يعرف جيدا أن النواب الداعمين للحكومة غير موجودين وبالتالى ارتكب مخالفة جسيمة للائحة الداخلية وانتهك السلطة والنظام الدستورى الذى أتى به بالكامل وانتهك صندوق الانتخابات الذى أتى به رغم أنه على رأس السلطة التشريعية، وقبل تلك الجلسة رفض مرتين عقد جلسة للتصويت على الحكومة رغم أنه كان موجودا داخل المجلس وكانت الجلستان معلنتين للتصويت على هذا البند، فلماذا يأتى الآن فجأة ويعقد هذه الجلسة المغلقة؟

■ ألا يفسر ذلك بأنه خوف على سحب صلاحيات معينة من رئيس المجلس لصالح الحكومة؟

- لا نريد أن نشكك فى نواياه، وأنا تحدثت معه أكثر من مرة، وكان يريد أن يصل إلى حل ولكنه تراجع بعد ذلك واتجه اتجاها آخر تماما، وكل تصريحاته تنم عن أنه ليس هناك خلاف بينه وبين الحكومة، بل إن الخلاف بينه وبين المجلس الرئاسى رغم أن الأخير جاء نتيجة اتفاق جميع الأطراف كما ذكرنا سابقا.

■ ما رؤيتك لحل تلك الأزمات فى ليبيا؟

- وضع دستور يمكننا من اختيار رئيس وإجراء انتخابات تشريعية واختيار حكومة مع وجود مؤسسة عسكرية قوية تستطيع حماية الدولة، ولا يمكن أن تستقر أى دولة فى العالم دون وجود هذه السلطات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية