انتشرت عشرات الآليات العسكرية على أطراف عدة مدن سورية السبت، فيما كان وزير خارجية دمشق، وليد المعلم، يؤكد أن بلاده ماضية في طريق الإصلاح «رغم سلبية المعارضة»، متجاهلاً حملة الإدانات الدولية تجاه العنف الممارس ضد المتظاهرين، والتي أسفرت عن استشهاد 22 شخصًا الجمعة.
وأبدت الولايات المتحدة وفرنسا استعدادها لاتخاذ «إجراءات إضافية» ضد النظام السوري، نتيجة لاستمرار القمع في البلاد، فيما قالت ألمانيا إن «الرئيس بشار الأسد لم يعد له مستقبل سياسي».
وتحولت مدينتا دير الزور (شمال شرق البلاد) وحمص (وسط البلاد) إلى جبهتي قتال، إذ ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أن «نحو 250 دبابة ومدرعة انتشرت في 4 مناطق في مدينة دير الزور». وأضاف أن حمص «كانت أشبه بجبهة حتى الصباح».
وكان المرصد قد أكد، الجمعة، أن مدينة دير الزور تشهد منذ الأربعاء حركة نزوح واسعة النطاق تكثفت الخميس، وذلك خوفا من هجوم وشيك قد تشنه قوات الجيش على المدينة المحاصرة.
وقال: «إن حمص شهدت انتشارا مكثفا لمدرعات الجيش وعربات مدرعة وسيارات تابعة للأمن في حي باب السباع»، مشيرا إلى أن «السكان يسمعون أصواتها في الطرقات».
وقال المرصد إنه لم يتمكن من معرفة ما يجري في مدينة حماة «نظرا لاستمرار انقطاع الاتصالات عنها».
وأعنف الاحتجاجات وأكبر الاحتجاجات جرت في حماه التي تقع إلى الشمال مباشرة من مدينة حمص في وسط البلد. وارتكب الرئيس السابق حافظ الأسد والد بشار مجزرة عام 1982 في حماه راح ضحيتها 30 ألف شهيد، بعد قصف المدينة بالأسلحة الثقيلة وضربها بالطيران، لقمع ما سمته السلطات وقتها بـ« انتفاضة إسلامية مسلحة».
هذا فيما وصل عدد شهداء جمعة «الله معنا» إلى 22 شهيدًا سقطوا برصاص الأمن أثناء محاولة تفريق المتظاهرين، بينهم «15 سقطوا في تظاهرات الظهر و7 سقطوا مساءً عقب صلاة التراويح»، حسبما قال الناشط الحقوقي عبدالكريم ريحاوي.
وفي سياق متصل نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن وزير الخارجية وليد المعلم تأكيده «إصرار القيادة السورية على السير فى طريق الإصلاح وإنجاز الخطوات التي سبق أن أعلن عنها الرئيس الأسد».
وأشار إلى أن «في غياب مثل هذا الحوار، بسبب سلبية موقف المعارضة، فإنه ليس أمامنا إلا السير في طريق الإصلاح دون ترك الإصلاح رهينة لأي عامل مانع لها».
وتقول المعارضة إنها لن تشارك في أي حوارات مع النظام قبل أن يتوقف سفك دماء المتظاهرين، الذين تواجههم السلطات بالرصاص الحي.
وحول ردود الأفعال العربية والدولية، عبرت دول مجلس التعاون الخليجي، السبت، في بيان هو الأول من نوعه للمجلس تجاه الأحداث في سوريا عن «القلق البالغ والأسف الشديد» حيال «الاستخدام المفرط للقوة» في سوريا، داعية إلى «الوقف الفوري لإراقة الدماء» في هذا البلد.
يشار إلى أن الدول الخليجية لعبت الدور الأبرز في المسألة الليبية، كما أنها صاحبة مبادرة لا تزال هي الأقوى بين الحلول المطروحة لإنهاء الأزمة في اليمن.
ويأتي البيان غداة إعلان البيت الأبيض «أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحث مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل استمرار القمع في سوريا، موضحا أن القادة الثلاثة اتفقوا على التفكير في «إجراءات إضافية» ضد نظام بشار الأسد».
واعتبر وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلي أن المستقبل السياسي للأسد انتهى، في مقالة نشرتها صحيفة «فرانكفورت الجيمين سونتاجستسايتونج» الأحد.
وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف مارس أدى قمعها من جانب السلطة إلى استشهاد 1649 شخصا من المدنيين ومقتل 389 جنديا وعنصر أمن بحسب حصيلة جديدة لمنظمة حقوقية.
كما اعتقل أكثر من 12 ألف شخص ونزح الآلاف، وفق منظمات حقوقية.