x

حمدي رزق رأس الدولة ورأس الكنيسة حمدي رزق الجمعة 16-09-2016 21:27


وهل يمارى مصرى فى حب الكنيسة للوطن، وهل يمارى مصرى فى أن المسيحيين المصريين كانوا فى قلب ثورة 30 يونيو، وبابا المسيحيين فوق منصة 3 يوليو، وهل يمارى مسيحى أن الرئيس السيسى يحمل قلباً محباً للمسيحيين ولا يفرق بينهم وإخوتهم المسلمين، ويرفض هذه القسمة الظالمة؟

وهل ينكر منصف أن الرئيس ذهب إلى الكاتدرائية المرة تلو الأخرى مهنئاً بعيد الميلاد المجيد، رغم هجمة السلفيين العقورة، وهل تأخر عن نجدة «سيدة المنيا» فى خطاب عام، ألم يطلب من القوات المسلحة إعمار ما حرقه الإخوان من كنائس الوطن بعد فض رابعة، ليس منة ولا تفضلاً ولكن حقاً مستحقاً لإخوتنا لا يمارى فيه إلا الكارهون لهذا الوطن؟!

أعلاه حاشية لازمة على الجدل المسيحى المثار حالياً حول بيان الكنيسة الوطنية لإخوتنا فى المهجر بالاحتفاء بحضور الرئيس اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، وإيفاد ممثلين عن الكنيسة ليكونوا فى مقدمة مستقبلى الرئيس، وهو تقليد كنسى درجت عليه الكنيسة الوطنية، لم تأت بجديد، ولم يستن البابا تواضروس طقساً كنسياً مستحدثاً، ولم يخرج على المسيحيين بما يسيئهم كنسياً أو سياسياً، ولم يتعرض للرافضين، فقط البابا نادى على المحبين.

البابا لم ينف مظالم يتعرض لها إخوتنا فى الوطن، ولم يغمض العين عن ورثة طائفية ثقيلة، ولم يذهب إلى بيع المسيحيين بضاعة فى الأمم المتحدة، البابا تواضروس يتصرف بمسؤولية وطنية، ولا يزايد على معارض، ولم يقطع الطريق على رافض، فقط قال بما تمليه اللحظة الراهنة من واجب وطنى، واحترام واجب لرمز الدولة المصرية فى رحلة خارجية.

لماذا يناوله الرافضون بما لا يستحب ومرذول، هل مطلوب من بابا الكنيسة المصرية أن يحرج الرئيس المصرى فى المهجر.. ويؤلب عليه الغرب، ويُمكّن منه مَن يضمرون كراهية للمصريين قبل الرئيس، ويحقدون على العلاقة الطيبة التى تجمع بين رأس الدولة ورأس الكنيسة؟

وإن صمت.. هل هذا يروق للرافضين، البابا تواضروس على خطى الآباء الراحلين يستبطن حكمة السنين، حل مشاكل المسيحيين على الأرضية الوطنية، وسلفه الراحل الكبير بابا العرب قداسة البابا شنودة قالها قبلا ولاتزال تدق كما أجراس الكنيسة: «إذا كانت أمريكا ستحمى الكنائس فى مصر.. فليمُت الأقباط وتحيا مصر».

الهجمة الشرسة على بابا الإسكندرية ليست براء من الغرض، والبابا الحصيف يفرق بين الأرضية الوطنية التى يقف عليها مطالباً بحقوق المواطنة الكاملة، وبين الأرضية الأمريكية التى يقف عليها آخرون متناسين أن هذه الإدارة المجرمة مكنت الإخوان من رقبة الوطن، وصمتت على حرق الكنائس بطول وعرض مصر على أيديهم والتابعين دون أن تحرك ساكناً، وهذه الإدارة التى ترحل لم تكن يوماً فى صف الأقباط، دوماً كانت تستغل ورقة الأقباط للضغط على النظام، ليس حباً فى الأقباط ولكن ضغطاً على النظام.

عجباً، القادمون إلى البيت الأبيض، هيلارى وترامب، كل على حدة، يطلبان لقاء الرئيس المصرى، هل يتخيل متخيل أن البابا المصرى لا يحسن وفادته بين شعبه فى المهجر، البابا أبداً لن يمكن الإخوان والتابعين من الرئيس، ولن يكون الأقباط ورقة يرفعها هؤلاء مكايدة فى وجه الرئيس، متى كان الأمريكان رحماء بالأقباط؟!

الحط على البابا بهذه الغلاظة لا يستقيم وطنياً، فقط لأنه طلب من أولاده فى المهجر إكرام الرئيس، حسناً أكرمت جماعة العلمانيين البابا فى موقفه من الرئيس، إكراماً للوطن، والحس الوطنى الرائع للمسيحيين العاديين فى الوطن وفى المهجر خليقٌ بالحفاوة الوطنية، ونسجل كامل الاحترام لكل صوت مسيحى معارض هنا على أرضية وطنية لا يفارق ناظريه الوطن وسلامته، طوبى للبابا وطوبى للمصريين المسيحيين فى المهجر أن خفوا لاستقبال الرئيس.. حباً فى أغلى اسم فى الوجود.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية