لم يتوقع أحد أن فكرة إقامة مسابقة للدورى العام في مصر ستتم الموافقة عليها بشكل سريع من قبل الملك فاروق حاكم البلاد وقتها، والذى أراد إزالة آثار الغضب العارم الذي عمّ الشارع المصرى بعد نكبة حرب فلسطين 1948، وفتح مجالاً جديداً لاهتمامات الشعب، وبخاصة الشباب، بإجراء منافسات المسابقة الكروية، ليجد محمود بدر الدين الإعلامى الشهير فكرته تنفذ بسهولة ويسر دون عناء، يعمل الجميع على قدم وساق من أجل التجهيز لإقامتها. محمود بدرالدين، الذي عمل بالجامعة أستاذاً للفنون التطبيقية قبل التفرغ للعمل بالإذاعة المصرية، قام بعرض الفكرة في البداية على محمد حيدر باشا، رئيس اتحاد الكرة ونادى «فاروق»- الزمالك حالياً- في ذلك الوقت، والذى كان يحظى بثقة كبيرة من قبل حاكم البلاد، فوافق عليها.
واستعد 11 فريقاً للمشاركة في النسخة الأولى لمسابقة الدورى العام، هي: الأهلى والزمالك ويونان إسكندرية والترام والأوليمبى والاتحاد والمصرى والسكة الحديد والترسانة والإسماعيلى وبورفؤاد.
ويشهد الثانى والعشرون من شهر أكتوبر لعام 1948 إطلاق صافرة أولى مباريات مسابقة الدورى العام، في لقاء فريقى الزمالك والمصرى البورسعيدى، اللذين قصا شريط المسابقة.
ويحقق الزمالك، الذي عُرف باسم «فاروق» في ذلك الوقت نسبةً إلى ملك البلاد، فوزاً كاسحاً على فريق المصرى بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، وسطر محمد أمين لاعب الزمالك اسمه بحروف من ذهب عقب تسجيله أول أهداف المسابقة في شباك المصرى. كما يتألق سعد رستم، لاعب الزمالك، ويسجل أول ثلاثة أهداف «هاتريك» بالمسابقة في لقاء المصرى. وينجح فريق النادى الأهلى في إحراز أول فوز خارج الديار بتاريخ المسابقة، من خلال انتصاره على فريق الأوليمبى بخمسة أهداف مقابل هدفين بمنافسات الأسبوع الثانى من عمر البطولة.
كما تحقق التعادل الأول في تاريخ المسابقة في مواجهة جمعت بورفؤاد والسكة الحديد، وتساوت كفة الأهداف بثلاثية لكل منهما، بينما كان لقاء الإسماعيلى والترسانة هو الأول من حيث الصيام التهديفى وعذرية الشباك. ويحقق فريق النادى الأهلى أول لقب لمسابقة الدورى لذلك الموسم 1948 -1949، جمع خلاله 29 نقطة نظير الفوز في 13 مواجهة والتعادل في ثلاث والخسارة في أربع مباريات، وبفارق نقطتين عن كل من الترسانة والإسماعيلى صاحبى المركز الثانى والثالث، و4 نقاط عن كل من المصرى والزمالك اللذين احتلا المركزين الرابع والخامس.
أما عن الأرقام القياسية فأبرزها: تمكن الراحل حسن الشاذلى، هداف الترسانة، من تسجيل «الهاتريك» في 10 مباريات، بينما يمتلك فريق المصرى البورسعيدى رقماً فريداً، وهو صاحب أكبر فوز في تاريخ المسابقة، والذى حققه على حساب بنى سويف موسم 1963-1964، بنتيجة (11-0)، ويعد حسام حسن هو أكثر لاعبى الدورى المصرى على مدار تاريخه تحقيقاً للقب، حيث تذوق طعم التتويج به 14 مرة بواقع 11 مع الأهلى و3 بقميص الزمالك.
ويحتفظ المايسترو صالح سليم برقم فريد، وهو أكثر اللاعبين المسجلين للأهداف في مباراة واحدة، بسبعة أهداف أحرزها بمفرده في شباك الإسماعيلى في لقاء انتهى بفوز الأهلى بثمانية أهداف دون رد موسم 1957-1958.