x

«المصرى اليوم» في «البوابة الملكية للبيت الأبيض».. وعمدة مدينة بها: أخجل من «ترامب»

الإثنين 12-09-2016 20:32 | كتب: محمد ماهر |
«المصرى اليوم» تلتقي ريك كريسمان، عمدة مدينة سان بطرسبرج «المصرى اليوم» تلتقي ريك كريسمان، عمدة مدينة سان بطرسبرج تصوير : اخبار

تكتسب مدينة سان بطرسبرج، شمال غرب ولاية فلوريدا الأمريكية، أهمية خاصة في سباق الرئاسة الأمريكية، حيث تعد المدينة المطلة على خليج المكسيك، رابع أكبر مدن الولاية، وتشكل مع مدن (جاكسونفيل، وميامي وتامبا وأورلاندوا) ساحات المعركة الانتخابية الرئيسية بين الحزب الديمقراطي والجمهوري في ولاية لطالما اعتبرت البوابة الملكية للوصول إلى البيت الأبيض.

ومن بين كل الولايات الـ50 تحظى ولاية «فلوريدا» جنوب الساحل الشرقي للولايات المتحدة المطل على الأطلنطي بأهمية كبرى في السباق الرئاسي، وكما تشير النتائج التاريخية للولاية فإنه نادرا ما يفوز مرشح في الانتخابات الرئاسية بدون أصوات فلوريدا، تكرر الأمر مع الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما في 2008 و2012، ومع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن في 2004 و2000، وهو ما دفع المرشحين الرئاسيين لتعزيز جهودهما الانتخابية بمدن الولاية الكبرى، فالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون كانت بمدينة سان بطرسبرج خلال الفترة الأخيرة ونظمت مؤتمرا انتخابيا حاشدا، بينما سبقها المرشح الجمهوري دونالد ترامب بتنظيم مؤتمر انتخابي بمدينة تامبا، ومن المتوقع أن يعود المرشحان لتنظيم عدة مؤتمرات بمدن الولاية قبيل يوم الانتخابات أو «الثلاثاء العظيم» في نوفمبر المقبل.

«المصرى اليوم» تلتقي ريك كريسمان، عمدة مدينة سان بطرسبرج

«المصرى اليوم» التقت ريك كريسمان، عمدة مدينة سان بطرسبرج، القيادي بالحزب الديمقراطي، في مكتبه بمبنى البلدية، حيث أكد أن الحزب الديمقراطي يحشد قوته الضاربة في الولاية، استعدادا للانتخابات الرئاسية المقبلة، وفى القلب منها مدينة سان بطرسبرج، مشددا على أن أصوات المدينة ستذهب للمرشحة الديمقراطية وستفتح الطريق أمامها للفوز بأصوات الولاية الـ29 في المجمع الانتخابي.

• في يناير 2014 أديت القسم الدستوري كعمدة لمدينة سان بطرسبرج رقم 53 فماذا حققته لها حتى الآن؟

- أستطيع أن أقول لك إن المدينة تنمو بمعدلات كبيرة فأصبحت تجذب قطاعات كبيرة من الشباب سواء من داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو خارجها، بعد أن كانت وجهة مفضلة لكبار السن، وحجم الاستثمارات الحديثة بالمدينة يبشر بنمو اقتصادي كبير، وأصبحت بالفعل على خريطة السياحة ليست الداخلية فحسب بل أيضا العالمية، ففي هذا العام وحده حصلت على مراكز متقدمة للغاية في عدد من تقارير السياحة الدولية فجاءت ضمن أكثر الأماكن البارزة في تقرير مجلة «فوربس»، وواحدة ضمن أفضل 52 مدينة مهمة للزيارة حول العالم ضمن تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

وأكثر شيء يشعرني بالرضا أن المدينة أصبح لها نشاط ثقافي وأصبحت تحتضن العديد من الأنشطة الثقافية المهمة وثقافتها تتغير بالفعل حيث أصبحت نموذجا للتنوع الحضاري والثقافي.

• كم عدد السكان؟ وكم تستقبلون سنويا من السياح؟

- سان بطرسبرج رابع أكبر مدن الولاية بعد مدن جاكسونفيل، وميامي وتامبا ويعيش هنا نحو 250 ألف نسمة، واستقبلنا 3 ملايين سائح في 2015 بعائدات بلغت 8 مليارات دولار، ومن المتوقع بحلول نهاية العام أن يزيد عد السائحين على 3 ملايين بعائدات أكبر من العام الماضي.

• هل لديكم أرقام عن عدد السائحين من الدول العربية؟

- للأسف لا يوجد لدينا رقم محدد.

• هل لديكم أي أرقام عن المجتمع المسلم في سان بطرسبرج أو ذوي الأصول العربية؟

- بطبيعة الحال لا يوجد لدينا إحصائيات حكومية عن عدد أبناء الطوائف الدينية المختلفة سواء كانوا مسلمين أو أي ديانة أخري، بل لدينا مسجدان وحجم الجالية المسلمة يقدر ما بين 2000 إلى 5000 شخص، ونمتلك مجتمعا كبيرا نسبيا من ذوي الأصول البنجلادشية والفيتنامية ومن بولندا وصربيا وكرواتيا كذلك.

• هل استقبلت المدينة أيا من اللاجئين السوريين؟

- لدينا عدد محدود جدا منهم يعيشون بالمدينة.

• هل لديكم أي برامج خاصة لمساعدة المهاجرين على الاندماج في المدينة؟

- نحاول طوال الوقت أن نضمن أن يكون للجميع منزل وعمل وهي مشكلة كبيرة كما تعلم، ولدينا عدة برامج بمشاركة عدد من الجامعات لتوفير برامج تدريبية للعمل للخريجين الجدد، وهناك عدة منظمات غير ربحية تساعد أيضا في هذا الشأن.

«المصرى اليوم» تلتقي ريك كريسمان، عمدة مدينة سان بطرسبرج

• فلوريدا من أهم الولايات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ربما الأهم على الإطلاق، فما توقعاتك بالنسبة للانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر هنا في فلوريدا؟

- الانتخابات الرئاسية في فلوريدا عادة ما تكون الأعنف على الإطلاق بين الحزب الديمقراطي والجمهوري، فالولاية تعد أشهر ولاية متأرجحة وميولها يصعب التنبؤ بها، ومنذ معركة فلوريدا سنة 2000 والتي تسببت في تعليق النتيجة النهائية للفائز في الانتخابات الرئاسية أكثر من شهر بعد خوض المرشحين الرئاسيين حربا قانونية امتدت للمحكمة الفيدرالية العليا، وأسفرت عن فوز بوش الابن في نهاية المطاف بعد فرز يدوي شاق لملايين الأصوات، باتت معركة الانتخابات الرئاسية في فلوريدا تستحوذ على أغلب اهتمام الحملات الانتخابية، ومتابعة وسائل الإعلام المحلية والدولية، وعادة لا يفوز بها أي مرشح بنسبة تفوق الـ5% من الأصوات، ومدنها الكبرى مثل جاكسونفيل، وميامي وتامبا وسان بطرسبرج وأورلاندوا والتي تعد مراكز الثقل للأصوات في الولاية تشهد غالبا المعارك الرئيسية في الولاية.

وبشكل عام أتوقع أن تكون الانتخابات كغيرها، حيث تشهد شدا وجذبا بين المرشحين، لكنني أتوقع أن تكون الغلبة في النهاية لكلينتون لتفوز بأصوات الولاية ومن ثم الانتخابات كلها.

• على الأقل هل تضمن أصوات سان بطرسبرج للمرشحة الديمقراطية؟

- أجاب ضاحكا: «أستطيع أن أعدك أن هيلاري ستفوز بأصوات سان بطرسبرج، كما أتوقع أن تفوز في معركة تامبا وأورلاندوا وجاسنوفيل وميامي أيضا، حيث تؤدي حملة المرشحة الديمقراطية بتلك المدن بشكل جيد جدا، وهو الأمر الذي سيحسم معركة فلوريدا بسهولة لها حيث لا يعقل أن يفوز أي مرشح بأصوات فلوريدا، دون أصوات الخمسة مدن الكبرى بالولاية».

• لكن الجمهوريين يرون أن فرصهم بالفوز بأصوات الولاية تبدو مرتفعة هذه المرة حيث يهيمنون على 18 مقعدا من مقاعدها بالكونجرس، مقابل 11 للديمقراطيين، فضلا عن أن حاكم الولاية جمهوري أيضا؟

- صحيح الجمهوريون يسيطرون على أغلب مقاعد فلوريدا في مجلس النواب، كما أن الحاكم جمهورى، لكن الديمقراطيين فازوا بأصوات الولاية في انتخابات 2008، و2012، وحتى في انتخابات 2000، التي شهدت آخر خسارة للديمقراطيين بانتخابات الرئاسة، والتى فاز بها جورج بوش الابن، خسر آل جور الانتخابات بسبب 537 صوتا في فلوريدا، والمشكلة تكمن في أن أغلب أصوات فلوريدا من المستقلين الذين لا ينتمون لأحزاب، ولذلك يكون التنبؤ بسلوكهم الانتخابى صعبا.

وعادة ما يصوِّت العديد من المدن الكبرى ذات الثقل الانتخابي للديمقراطيين في فلوريدا، وهي التي تحسم أصوات الولاية في الانتخابات العامة، لكن أغلب المدن الصغيرة تصوت للجمهوريين، وهو ما يجعلهم يسيطرون على أغلب مناطق فلوريدا جغرافيا، بينما يسيطر الديمقراطيون على أغلب أصوات السكان في المجموع، وهذا سر تفوق الجمهوريين في الانتخابات الجزئية بالولاية، بينما يفوز الديمقراطيون في الانتخابات العامة، ولكل قاعدة شواذ بطبيعة الحال حيث فاز الجمهوريون بمنصب حاكم الولاية بسبب عدم اهتمام قطاعات عريضة من المؤيدين للديمقراطيين من المهاجرين مثلا بالتصويت في انتخابات حاكم الولاية بعكس الانتخابات الرئاسية.

• كلينتون كانت في سان بطرسبرج خلال الأسابيع الأخيرة والتقيت بها أكثر من مرة.. هل أنت مرشح لأي منصب بالبيت الأبيض في حال فوز هيلاري؟

- أجاب مبتسما: «استقبلت المرشحة كلينتون خلال الأسابيع الأخيرة كما استقبلنا ابنتها تشيلسي بالمدينة أيضا خلال الفترة الأخيرة وهي تخطط لزيارة المدينة مرة أخري قبيل الانتخابات في نوفمبر، ودعني أكشف لك أنها بالفعل عرضت على العمل ضمن فريقها بالبيت الأبيض في حال فوزها وهو أمر رائع بطبيعة الحال، لكنني أفضل الاستمرار في خدمة مدينتي في سان بطرسبرج وأسعي للفوز بثقة أبناء المدينة مرة أخرى في انتخابات 2018 بالمدينة».

• البعض يقول إن سان بطرسبرج هي مدينة لكبار السن باعتبارها أحد أفضل الوجهات للتقاعد كذلك.. فما تعليقك؟

- لم يعد هذا صحيحا بعد الآن.. فالمدينة تجذب قطاعات عديدة من الشباب للعيش بها سواء من داخل الولايات أو من خارجها وقد ساهم هذا في خفض متوسط العمر بها خلال الفترة الأخيرة إلى 42 عاما.

• قلت إن المدينة نموذج للتنوع داخل المجتمع الأمريكي، هل وقعت أي مشاكل أو جرائم كراهية خلال الفترة الأخيرة؟

- عدد محدود جدا من جرائم الكراهية وقع خلال السنوات الأخيرة ومهما كان اختلافك العرقي أو الديني أو الثقافي فإن مدينة سان بطرسبرج سترحب بك، فجولة سريعة لوسط المدينة وستدرك أن لدينا العديد من التنوع حيث يمكنك بسهولة تمييز عدة لغات يستخدمها السياح في منطقة وسط المدينة.

• ماذا عن المسلمين؟ هل هناك أي جرائم كراهية بعد حادث إطلاق النار في أورلاندوا؟

- لا على الإطلاق، بل على العكس نظم العديد وقفة أمام مبنى البلدية هنا من مواطني المدينة للتعبير عن رفضهم لما حدث وعدم ربط ما حدث بالإسلام أو المسلمين.

• في حال فوز ترامب.. هل تتوقع أي تغيير في وضع المهاجرين داخل المجتمع الأمريكي؟

- في الحقيقة أنا محرج جدا وأشعر بالخجل من ترشح شخص مثل ترامب لمنصب الرئيس الأمريكي، ولا أتوقع أن يفوز بأي حال من الأحوال، لكن إذا حدث أمر ما وفاز فإنني لا استبعد أن يسعى ترامب لتغيير الدستور الأمريكي بشكل ضد المهاجرين، ولا عجب أن أفضل شعار يستخدمه الديمقراطيون حاليا «حب ترامب كراهية» هو لا يعبر عن جوهر قيم أمريكا.

• عندما جئت للمدينة حذرني بعض الأصدقاء من التجول بالجانب الجنوبي باعتباره مكانا غير آمن للأجانب.. فما تعليقك؟

- كان لدينا بعض المشاكل في الماضي في الجانب الجنوبي للمدينة وهو ما دفع كل الاستثمارات للانتقال إلى الجانب الشمالي، وهو ما ساعد في تعزيز المشكلة لكننا الآن الوضع أفضل كثيرا، فهناك نحو 22 فرعا من محلات التسوق الكبرى بالجانب الشمالي، وهناك ملايين الدولارات كاستثمارات في بعض الأعمال الصغيرة، كما افتتحنا مؤخرا مارينا جديدة.. والجنوب يتغير، ويمكنك التجول هناك بأمان على مسؤوليتي الشخصية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية