على الرغم مما سببه نشر آلاف الوثائق السرية لموقع «ويكيليكس»، من إحراج وأزمة ثقة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وبعض حلفائها خصوصا الدول العربية منها، بعد كشف خصوصية ما يجرى وراء الكواليس لبعض الملفات الساخنة والحساسة وطريقة التعامل معها، فإن الوضع فى مصر يبدو هادئا.
فقد اتفق مراقبون من مختلف التوجهات السياسية بأن الوثائق لم تحمل أى مفاجآت تتعلق بإدارة مصر للملفات السياسية وعلاقاتها ببعض الدول فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة إيران وسوريا وحماس وحزب الله والعراق.
وقال الدكتور عمرو الشوبكى، الباحث بمركز الأهرام الاستراتيجى: «لا يوجد اختلاف هائل أو مفاجآت فيما تضمنته وثائق موقع ويكيليكس السرية، ومواقف مصر من بعض المنظمات والدول، خاصة إيران والعراق وحركة حماس»، مستعرضا مدى اتفاق ما تضمنته الوثائق المنشورة ومواقف الدولة المعلنة.
وأوضح الشوبكى فى تصريحات لشبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية «أن دعم مصر لحركة فتح ورئيسها محمود عباس وتضييقها على حماس، أمر معروف وطبيعى خاصة بعد أن حولت حماس قطاع غزة إلى إمارة إسلامية، ما أثار قلق القيادة المصرية على الأمن القومى المصرى»، وأشار إلى أن « موقف مصر الرافض للتدخل الإيرانى فى شؤون الدول العربية ودعمها لحركتى حماس وحزب الله، وعدم الكيل بمكيالين فى التعامل مع برنامج طهران النووى وإغفال واشنطن الترسانة النووية الإسرائيلية، هى أمور أعلنتها الوثائق، ولكنها لم تحمل مفاجآت»، منوها إلى أن «دعم القاهرة لحكومة نورى المالكى فى العراق وعرضها إرسال قوات لتدريب العراقيين لا يعرضها للحرج لأنها تريد المحافظة على وحدة واستقرار العراق».
وقال السفير عبدالله الأشعل، أستاذ القانون الدولى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن الوثائق لن تؤدى إلى أزمة دبلوماسية بين مصر والدول التى ذكرتها الوثائق، لعدم وجود علاقات قوية وطبيعية بينهم، لاسيما أن موقف الدولة المعتدل فى القضايا الشائكة بمنطقة الشرق الأوسط، أوجد نوعا من استحالة تقاربها مع سوريا وإيران وحزب الله وحماس، مشددا على أن الوثائق لم تأت بجديد بالنسبة للموقف المصرى إلا بتوثيق المعلومات.
ويتفق معه أحمد جبيلى، رئيس حزب الشعب، مؤكدا أن الكشف عن تسريبات ويكيليكس بخصوص مصر وعلاقاتها ببعض الدول، لم يضف جديدا ، لكن «الوثائق المسربة أظهرت أكاذيب الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش فى الوقيعة بين المصريين والعراقيين عندما زعم أن مصر وشت بالعراق بالنسبة لامتلاك أسلحة بيولوجية، حيث كشفت وثائق ويكيليكس عكس ذلك، فضلا عن كشفها المخططات الإسرائيلية التى تحاول التخلص من الفلسطينيين وإلقاء تداعيات غزة على الإدارة المصرية إضافة لكشفها سوء الإدارة الأمريكية وتعاملاتها مع الدول العربية».
