جاء دربي مانشستر مناسبًا للتوقعات التي سبقت المباراة، الكثير تنبأ بإثارة وقوة ومتعة للحظات الأخيرة، والمباراة لم تخذل المتابعين.
فاز مانشستر سيتي في عقر دار غريمه مانشستر يونايتد بهدفين مقابل هدف، لعب الفريقين بروح عالية ووضح ذلك على لاعبيهم بنهاية المباراة وحالة الإعياء البدني الكبير الذي انتاب غالبية من في الملعب، بما فيهم الجماهير من فرط الإثارة والمردود القوي في الملعب، ليعود ديربي مانشستر للسطوع كرويًا مرة أخرى بعد سنوات من الملل.
أبرز نقاط مباراة دربي مانشستر، نستعرضها في السياق التالي.
- فلسفة جوارديولا تنتصر
الصدام كان قويًا ليس فقط بسبب النجوم أصحاب الملايين المدجج بهم صفوف الفريقين، لكن القيادة الفنية في حد ذاتها، «مورينيو × جوارديولا». مواجهة في حد ذاتها لها نكهة كروية بطعم خاص، فهو الصدام الأبرز بين مدربي العالم.
ونجح جوارديولا في أن يكون صاحب اليد الطولى في هذا الدربي، الذي استحق فيه مانشستر سيتي الفوز قياسًا بما قدمه الفريق خلال الـ90 دقيقة مقارنة بأصحاب الأرض.
جوارديولا سيطر تمامًا على اللعب من بداية المباراة، والأمور لم تكن تشير إلى أي ناتج جيد لأصحاب الأرض، سيطرة بالطول والعرض من الضيوف، انتشار متميز وتمريرات تجد أهدافها بمنتهى اليسر والليونة، استغل شكل مانشستر يونايتد الدفاعي وخلق فجوة بين لاعبي الارتكاز وقلبي الدفاعي، استمتع بها الثنائي ديفيد سيلفا وكيفين دي بروين أغلب فترات المباراة، وتغلب بشكل واضح على غياب واحد من أفضل المهاجمين في العالم وهو أجويرو، الذي غاب عن الدربي بسبب الإيقاف، لكن المراهق إيهيناتشيو قام بتعويض الأرجنتيني بشكل ممتاز.
أخطاء فردية أعادت أصحاب الأرض للمباراة مرة أخرى، ونفس الأخطاء كادت أن تكلف الفريق نقاط المباراة الثلاث، ولعل ذلك سيكون الشغل شاغل للمدرب بعد المباراة، لكي يصل إلى الأداء الكامل الذي يحلم بالوصول إليه مع مانشستر سيتي
- مورينيو سيعيد حسابته مع كثير من الأمور
في الأوقات العادية، لن تؤثر هزيمة على تفكير أو تكتيك المدرب مورينيو على الإطلاق، لكن السقوط في الديربي، أمام منافس رئيسي على اللقب وتقديم أكثر من لاعب مهم لأداء مخيب في موعد كبير مثل هذه المباراة، كل ذلك سيدفع المدرب جوزيه مورينيو لتعديل بعض الأمور في قادم المواعيد.
أخطاء المدافع دالي بليند، الذي كان يقدم أداءً ممتازًا من بداية الموسم، قد تعطي الفرصة للمدافع كريس سمولينج للعودة والمشاركة بشكل أساسي، هنريخ مخيتاريان وجيسي لينجارد، لم يقدما ما يشفع لهما بالمطالبة باللعب بشكل أساسي على حساب ماتا ومارسيال، بينما لم تكن شراكة بوجبا مع فيلايني في الوسط كافية لإيقاف طوفان الهجوم من القلب لمانشستر سيتي، ولكن الأمور تحسنت بعض الشئ مع دخول أندير هيريرا، الذي ربما يكون له دور في المستقبل القريب مع التشكيل الأساسي، وستبقى المعادلة الأصعب هي ايجاد وضع أفضل لواين روني، الذي كان محل نقد من أغلب المحللين والمتابعين حول أدائه الذي من خلاله عجز عن دعم فريقه بالشكل المتوقع والمنتظر من لاعب بحجم وإمكانيات واين روني.
مورينيو لم يكن سعيدًا على الإطلاق بالهزيمة ولا بالأداء، واعترف بذلك علانية بعد المباراة، بأن التقصير كان من بعض لاعبيه الذي كانوا الطرف الثاني الأفضل في المباراة بعد ضيوفهم، وإن كان البرتغالي لم يفته انتقاد حكم المباراة مارتن كلاتنبرج لعدم منح فريقه ركلة جزاء وطرد الحارس برافو.
- بداية مخيبة تمامًا لبرافو.. وزلاتان يسجل اسمه في الدربي
عدد كبير من اللاعبين «8»، شارك لأول مرة في مباراة دربي مانشستر، وتنوع أدائهم بين من تألق ومن قدم أداءً مخيبًا، لكن اللافت للنظر كان أداء الحارس التشيلي كلاوديو برافو، الذي خاض اول مباراة رسمية له مع مانشستر سيتي بعد انتدابه في أواخر موسم الانتقالات الصيفية المنصرم، والذي تسبب وصوله في إقصاء الحارس جو هارت من قائمة الفريق، بداعي أنه ليس بالمستوى المطلوب لحماية عرين مانشستر سيتي، وبالتحديد استخدام القدمين في التمرير وبناء الهجمة.
برافو قدم بداية مرعبة لناديه الجديد، تسبب بشكل مباشر في هدف فريق مانشستر يونايتد بعد أن اخطأ في تقدير الكرة العالية، أخطأ في اكثر من كرة عالية مما جعل الخصوم يلجأون طوال المباراة للكرات العالية والساقطة داخل منطقة الجزاء، ولولا دفاع الفريق وقرارات حكم المباراة، لكلف اللاعب فريقه هدفً آخر، لينجو برافو ببدايته الكارثية من غضب جماهير ناديه، لكنه بالقطع خلّف الكثير من القلق والحيرة حول سدادة قرار المدرب بيب جوارديولا بانتداب الحارس التشيلي ليكون الحارس رقم 1 في الفريق.
على النقيض تمامًا واصل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش تقديمه للمستويات المميزة، وسجل هدف فريقه الوحيد من استغلاله لخطأ الحارس برافو، ومن زاوية صعبة على أي مهاجم.
ووضع إبرا اسمه في قائمة المسجلين في هذا الدربي، ليصبح أول سويدي يسجل في دربي مانشستر، ويضيف اسم دربي مانشستر لسجله العريض من الأهداف في المواعيد الكبرى مثل الكلاسيكو ودربي ميلان ودربي كتالونيا وكلاسيكو فرنسا.