ربما يكون واحدا من أصعب المواسم السينمائية، رغم أنه كان من المتوقع أن يضم أفلاما كثيرة ومتنوعة، يجرى عرضها لجمهور العيد المضمون دخوله دور العرض وصرف العيدية على تذاكر السينما، إلا أن موسم عيد الأضحى الذي يشهد منافسة 6 أعمال فقط، شهد أيضا دعاية قليلة لتلك الأعمال، إلى جانب تأخرها، فقد طرح التريللر الدعائى لأغلب الأفلام متأخرا، نتيجة التخبط الذي شهده الاستعداد للموسم من جانب منتجى وموزعى الأفلام، وصولا للاستقرار على أي منها يجرى عرضه، وبعضها تم الانتهاء من تنفيذه في الأيام الأخيرة التي سبقت اختيار الأفلام المعروضة، إلى جانب خروج أفلام كان يجرى منذ فترة طويلة الترويج لعرضها في عيد الأضحى ومنها «جواب اعتقال» لمحمد رمضان، إلا أنها خرجت من المنافسات في اللحظات الأخيرة.
وبعكس موسم عيد الفطر السينمائى، فإن الدعاية لأفلام عيد الأضحى جاءت هزيلة، وهو ما يبرره البعض بأن حالة الاضطراب التي شهدتها كواليس تنفيذ تلك الأفلام والاستقرار على عرضها كان سببا في تأخر الدعاية وضعفها، إلى جانب ضعف الموسم السينمائى الصيفى بشكل عام هذا العام، حيث طرحت أفلام محدودة، وأغلب ما حقق منها من إيرادات كبيرة، كان قد بدأ عرضه في موسم عيد الفطر، وواصلت تلك الأعمال جنى الإيرادات خلال موسم الصيف وحتى الأسبوع الماضى، وعلى رأسها «جحيم في الهند» و«من 30 سنة» و«أبوشنب»، وذلك رغم ما كان يتوقعه خبراء السوق السينمائية من تحقيق إيرادات كبيرة طوال الموسم الصيفى مقارنة بالأعوام القليلة الماضية، التي كانت تشهد جذب الجمهور لمتابعة الدراما التليفزيونية خلال شهر رمضان، والعزوف عن ارتياد دور العرض السينمائية.
ورغم طول فترة الموسم الصيفى هذا العام، مقارنة بالأعوام القليلة الماضية، إلا أنه تداخل مع موسمى عيد الفطر وعيد الأضحى، والأفلام المعروضة خلاله كانت قليلة، ليقتصر تحقيق الإيرادات الكبيرة على موسمى العيدين فقط تقريبا.
ولم ترض إيرادات الأفلام التي عرضت خلال موسم الصيف صناع السينما ومنتجيها، فالأفلام التي طرحت بعد موسم عيد الفطر لم تحقق إيرادات كبيرة، وبعضها لم تتجاوز المليون جنيه مثل «الماء والخضرة والوجه الحسن» و«الباب يفوت أمل»، بينما كان فيلم «اشتباك» الحصان الأسود خلال الموسم، خاصة أنه جال مهرجانات عديدة، وبرغم الهجوم الذي طاله ومخرجه محمد دياب، إلا أنه نجح في تحقيق 3.5 مليون جنيه.
وربما ما يجعل موسم عيد الأضحى واحدا من أصعب المواسم السينمائية خلال السنوات الأخيرة أيضا ما شهدته الأفلام من أزمات ومشاكل عديدة في التصوير، والمونتاج، إلى جانب خلافات مع الأبطال، وتغيير الممثلين، والانسحابات، والتأجيلات، تعددت الأسباب، لكنها صبت في النهاية في رفع الموسم شعار الأزمات، بعضها نجح صناعه في تجاوزها والتغلب عليها، وآخرون اتخذوا قرارا بالخروج من الموسم بغض النظر عن موعد العرض المتوقع، خاصة أن أغلب الأفلام المعروضة كان يجرى تنفيذها والانتهاء من نسخها الأخيرة على الهواء، حتى اللحظات الأخيرة، بشكل مشابه لما يحدث في الدراما التليفزيونية حين يجرى مواصلة إنهاء تصوير الأعمال بينما يجرى عرضها.
وبقدر ما تلعب الدعاية دورا في جذب الجمهور لمشاهدة الأفلام بشكل عام، فإن الاعتماد عليها هذا الموسم كان ضعيفا، مع تأخر طرح التريللرات الدعائية للأفلام، بسبب حالة التخبط التي شهدتها السوق السينمائية للاستقرار على الأفلام المتنافسة، ففيلم «عشان خارجين» بطولة إيمى سمير غانم وحسن الرداد كان أول الأعمال التي تم طرح تريللر دعائى لها على مواقع التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية منذ 31 أغسطس الماضى، إلا أن أفلاما أخرى لم يتم طرح دعاية لها، إلا منذ أسبوع فقط منها «تحت الترابيزة» بطولة محمد سعد، و«كلب بلدى» بطولة أكرم حسنى، و«صابر جوجل» بطولة محمد رجب، و«حملة فريزر» بطولة شيكو وهشام ماجد وبيومى فؤاد وأحمد فتحى ونسرين أمين، بينما تم طرح التريللر الدعائى لفيلم «لف ودوران» بطولة أحمد حلمى ودنيا سمير غانم الأربعاء الماضى.
فيلم «لف ودوران» يأتى في صدارة الأفلام التي عانت حتى الأيام الماضية تأخرا في تجهيز نسخته النهائية وقرر منتجه وليد صبرى تغيير اسمه في اللحظات النهائية، واضطر بطل العمل أحمد حلمى ومخرجه خالد مرعى المواظبة والعمل على الفيلم 24 ساعة يوميًا أو على الهواء كما يقال، ما تسبب في تأخر الحملة الدعائية الخاصة به سواء البروموهات أو الأفيش، واصطحب «مرعى» أثناء تصوير المشاهد الأخيرة للعمل في شرم الشيخ وحدة مونتاج فورية تعمل بشكل فورى لما يتم الانتهاء من تصويره.
أيضًا شهد فيلم «صابر جوجل» خلافات بين بطلته الفنانة سارة سلامة ومخرجه محمد حمدى بسبب تكرار تأخرها عن الحضور إلى اللوكيشن في مواعيد التصوير، وهو ما تسبب في تعطيل التصوير أكثر من مرة، إضافة إلى السفر المتكرر لأبطال العمل الذي استغرق وقتًا طويلًا.
من جانبه علق مخرج فيلم «صابر جوجل» محمد حمدى أن الموسم الحالى صعب والعمل على الهواء مباشرة وبشكل فورى سلاح ذو حدين فقد يساعد صناع الفيلم على مشاركته وعرضه في الموسم وهو ما قد يكون على حساب المحتوى وقد يتسبب في كثير من الأخطاء، وأعتقد أن خروج فيلم «جواب اعتقال» بطولة محمد رمضان وإخراج محمد سامى جاء لهذا السبب تحديدًا، لأن عددا كبيرا من مشاهده لم يتم الانتهاء منها، وكان مستحيلا ضغطها في 4 أو 5 أيام، وهو ما حدث مع فيلم «لف ودوران» أيضا، ولعبت معه الصدفة والحظ دورا، لأنه لو كان قد تأخر تصويره ولو يوما واحدا ما كان دخل الموسم، وبسبب ضغط التصوير تسبب ذلك في تأخر تجهيز الدعاية الخاصة بالفيلم وتم عرض التريللر الرسمى قبل أيام.
وتابع حمدى: معظم المخرجين يدخلون التصوير في وقت متأخر ويعملون تحت ضغط صعب والأزمة محصورة بين الإنتاج والإخراج، مشيرًا إلى أن تأخر تحديد الخريطة النهائية للأفلام المعروضة في العيد يوضح أن الكل كان يعمل على الهواء وتحت ضغط كبير محاولة للحاق بموسم العرض.
إلا أن مصدراً بإحدى وكالات الإعلانات أرجع ضعف الدعاية وتأخرها إلى أمر آخر يتعلق بارتفاع الدولار وارتفاع أسعار الإعلانات سواء عبر الفضائيات أو إعلانات الأوت دور على الطرق السريعة كما يحدث في المسلسلات التليفزيونية، ما أدى لانخفاض الدعاية بنسبة 25% تقريبا مقارنة بنظيرتها في مواسم سابقة، والاكتفاء بمواقع السوشيال ميديا وموقع يوتيوب.
خاصة أن أسبوع إجازة العيد يعقبه أسبوع الاستعداد للمدارس، وبالتالى فاستمرار الموسم الأسبوعين الأولين يمنحه فرصة جيدة للمتابعة والإقبال من الجمهور على دور العرض، لحين بدء العام الدراسى، إلى جانب أن مواقع السوشيال ميديا باتت مصدرا مهما للدعاية والانتشار للأعمال الفنية من جانب كبير من الجمهور خاصة المراهقين وصغار السن.