x

السعودية تستعين بـ«الهليكوبتر والأساور والكاميرات والمتاريس» لتأمين الحج

الجمعة 09-09-2016 21:11 | كتب: غادة غالب |
تصوير : وكالات

تحلق طائرات الهليكوبتر فى السماء، أعلى عدد «لا تبدو له نهاية، من الجنود الذين يسيرون فى انسجام تام، فى مشهد بدا وكأن السعودية تستعد للحرب، لكنه فى الحقيقة يرصد استعدادات المملكة لشعائر الحج».. هكذا رصدت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» نشاط السلطات السعودية لتأمين ما يقرب من مليونى حاج من جميع أنحاء العالم يأتون كل عام للحج.

موسم الحج الذى بدأ منذ نحو 6 أيام، وسط غياب ليس تاماً من الحجاج الإيرانيين، بسبب أزمة بين طهران والرياض بعد فشلهما فى التوصل إلى اتفاق حول ترتيبات الحج وسط خلاف دبلوماسى، وهو ما قالت عنه إيران: «إن السعوديين لم يفعلوا ما فيه الكفاية لضمان سلامة حجاج بيت الله الحرام، فى حين يقول السعوديون إن إيران تريد حقوقا وامتيازات خاصة».

المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، منصور التركى، قال إن «الإيرانيين يريدون تسييس الحج»، وأضاف: «يريدون تنظيم احتجاجات، لكننا لن نسمح لهم أن يفسدوا الطقوس الدينية للحج، وهذا هو سبب انتقادهم لنا».

ووفقا لما ذكرته «بى بى سي»، فإن السعودية اتخذت هذا العام إجراءات أمنية غير مسبوقة، لتجنب أى انتقادات، وأشارت إلى أن السلطات فى المملكة عازمة على ألا يتكرر ما حدث العام الماضى.

وأوضح التقرير أن الطريق إلى المسجد الحرام فى مكة المكرمة يتخلله العديد من نقاط التفتيش الأمنية، ويفحص ضباط التفتيش بطاقات الهوية وقبل بضعة كيلومترات من المسجد الحرام، تم وضع المتاريس ومنعت المركبات من العبور، مع السماح بمرور المشاة فقط، ومع وجود الشرطة المكثف، تتواجد فرق خاصة من الضباط لتنظيم الحشود لمنع الفوضى، فضلًا عن الآلاف من كاميرات المراقبة الإضافية فى كل مكان وحول الأماكن المقدسة، لضمان حسن سير أداء المشاعر وتجنب انتشار الفوضى.

ونقلت «بى بى سى» عن أحد الحجاج قوله: «أعتقد أن الأمن رائع» لكن نظرًا للأعداد الهائلة من الأشخاص، من الممكن دائما وقوع الحوادث، وأضاف: «يمكن أن تخرج الحشود عن نطاق السيطرة، لكننى ما زلت سعيدا جدا بما يجرى هنا».

لكن بعض الحجاج الآخرين عبروا عن قلقهم، إذ قالت سيدة جزائرية: «أخشى من أى تدافع ممكن، آمل أن يسير الحج بسلاسة، فلا أريد أن أرى تكرار ما حدث العام الماضى».

وفى أعقاب حوادث التدافع السنة الماضية، عانى المسؤولون من صعوبة تحديد هوية بعض الضحايا، ولتفادى حدوث أمر مماثل، أصدرت السعودية لجميع الحجاج «السوار اﻹلكترونى» المرتبط بخاصية «جى بى إس» الذى يحتوى على المعلومات الشخصية، مثل جواز السفر أو عنوان الحاج، وكذلك أيضا المعلومات الطبية كاﻷمراض التى يعانى منها مثل الحساسية وغيرها، وأشار الموقع إلى أن هذا «السوار» يساعد السلطات فى التعرف بشكل أفضل على الحجاج وتوفير الرعاية اللازمة لهم حال وقوع أى حادث.

وإلى جانب هذا، يظهر على السوار أوقات الصلاة، ومن خلال البرمجيات متعددة اللغات يساعد الحجاج غير الناطقين بالعربية على أداء فرائض هذا الركن، وتكون كل معلوماتهم متاحة لموظفى وزارة الحج ومسؤولى الأمن عن طريق ارتباط السوار بالهاتف الجوال.

ويبدو- بحسب بى بى سى- أن السعوديين يستخدمون كل قدراتهم اللوجستية فى محاولة لضمان أن يمر الحج هذا العام دون وقوع حوادث، لكن مع ملايين الحجاج الذين يؤدون شعائرهم فى فترة زمنية محدودة ومكان واحد، خطر الحوادث لا يزال مرتفعا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية