لا يكلف الدول مياهاً طائلة مقارنة بمحاصيل أقل إنتاجية، وعملية ريه تقل عن نظيره من المحاصيل الأخرى بنسبة تصل إلى 75%، كما لا يحتاج أسمدة بشكل كبير، وثماره تخلو من متبقيات المبيدات، وأرباح الفدان الواحد تصل لـ20 ألف جنيه، وينتج زيوتا فاخرة يصل سعرها إلى 1200 دولا للتر.. كل هذا وأكثر منافع ذكرها خبراء زراعيون وباعة ومزارعون للتين الشوكى، ومنهم من طالب بدراسات جديدة لتطوير الأصناف المصرية من التين، وتخصيص مساحات لزراعته بمشروع استصلاح الـ1.5 مليون فدان.
«المصرى اليوم»، رصدت أشهر مناطق زراعة التين بالخانكة، وأجمع عدد كبير من أصحاب المزارع على أن التين الشوكى من أسهل الزراعات على الإطلاق، وزراعته غير مكلفة وعوائدها مربحه للغاية، بينما شدد الدكتور عادل البلتاجى، وزير الزراعة الأسبق، على ضرورة زراعة أصناف جديدة من التين الشوكى، خاصة الأصناف الأجنبية الشهيرة، وطالب خبير زراعى بضرورة إدخال أصناف جديدة من التين الشوكى للاستفادة من الظروف المناخية الصحراوية فى مصر.
تعد منطقة الخانكة بمحافظة القليوبية من أشهر المناطق المتخصصة فى زراعة التين الشوكى بمصر، وتتميز بمساحات كبيرة مخصصة لزراعته، وهى المنطقة الأقرب التى يلجأ لها تجار التين الشوكى فى القاهرة لجلب المحصول منها.
«المصرى اليوم»، انتقلت إلى مزارع التين الشوكى بالخانكة، والتقت بعدد من مزارعى المحصول فى المنطقة لبحث أصل حكاية التين الشوكى.
«التين الشوكى زى الفريك ما يحبش شريك»، بهذه الكلمات بدأ صلاح حسين، صاحب مزرعة، حديثه عن التين وزراعته، موضحا أن أشجاره تثمر بعد عامين من زراعته، وأن احتياجاته المائية قليلة، لكن يضار بالجفاف المطلق، وتوفير الرطوبة المناسبة حوله يساعد على نموه بشكل طبيعى، وفى السنة الأولى يحتاج إلى المياه بمعدل كل 10 أيام إذا كانت الأرض خصبة، ويروى مرة كل 3 أيام إذا كانت الأرض رملية، وبعد مرور السنة الأولى يحتاج إلى المياه كل 10 أيام إذا كانت التربة رملية، ويروى مرة شهريا إذا كانت خصبة، ويستمر الحال على هذه الآلية فى أول عامين لزراعته، وفى بداية السنة الثالثة تنتج الأشجار الثمار، ووقتها يحتاج إلى المياه ثلاث مرات فقط فى السنة، مشيرا إلى أن أبرز مميزاته أنه لا يحتاج مياها كثيرة.المزيد
قال الدكتور أحمد أبواليزيد، الخبير الزراعى ورئيس قطاع الخدمات الزراعية بوزارة الزراعة، إن زراعة «التين الشوكى» مشروع جيد لحماية الفقراء من بسطاء المزارعين، لأنه يحقق أرباحا تفوق تكاليف الإنتاج، موضحا أنه يوجد أنواع من التين الشوكى يطلق عليها «أصناف بذرية» يتم الاستفادة منها فى استخراج زيوت فاخرة يصل سعر اللتر الواحد منها إلى 1200 دولار فى السوق الدولية، وتستخدم للأغراض الطبية والصحية.المزيد
وطالبت مصادر رسمية وخبراء زراعيون الحكومة بالتوسع فى زراعة التين الشوكى، بسبب زيادة الطلب عليه محليا وفى الأسواق الدولية، لفوائده الصحية، وخلوه من المواد السامة، وقدرته على طرد المواد سامة من الجسد، موضحة أن زراعة التين يمكنها أن تقلل حالة التصحر التى تعانى منها الدولة، بالإضافة إلى تحمله العطش، لافتة إلى أن عملية رى التين الشوكى تقل عن نظيرته من المحاصيل الأخرى بنسبة تصل إلى 75%.
وشددت المصادر على أهمية تخصيص بعض المساحات لزراعة المحصول ضمن أراضى مشروع الـ 1.5 مليون فدان، فى 12 منطقة، وأن هناك 5 مبررات لزراعته بالمشروع منها أنه يساهم فى تقليل استهلاك مياه الرى المخصصة لمختلف محاصيل الاستصلاح فى هذه المناطق، والعائد السريع من زراعته، جنبا إلى جنب مع المحاصيل الأخرى، بالإضافة إلى زيادة الطلب عليه فى الأسواق الدولية والمحلية، والاستفادة منه فى إنتاج عقارات طبية طبيعية تساعد فى تحسين الأوضاع الصحية، إضافة إلى أنه يحد من تصحر الأراضى سواء فى مناطق الاستصلاح الجديدة أو فى الأراضى القديمة، مشيرة إلى أنه من النباتات الصحراوية ذات الاحتياجات المائية القليلة، لكن يضار بالجفاف المطلق، وتوفير الرطوبة المناسبة حول النبات يساعد على نموه بشكل طبيعى.المزيد
قال الدكتور عادل البلتاجى، وزير الزراعة الأسبق، إن مصر فى حاجة إلى زراعة أصناف جديدة من التين الشوكى، خاصة الأصناف الأجنبية الشهيرة، وأن التجربة المكسيكية من التجارب المتميزة فى زراعة التين الشوكى والتى تناسب الأجواء المناخية فى مصر، لتشابهها مع الظروف المصرية فى المناخ، وذلك لإضافة ميزة نسبية لزراعة مختلف أنواع التين بالأراضى والمشروعات الجديدة.المزيد
أكد تقرير رسمى أصدره معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة، أن زراعة التين الشوكى تعد من الزراعات ذات العائد الاقتصادى الكبير، وتكلفته الإنتاجية قليلة، بالإضافة إلى أنه يتحمل ظروف البيئة الجافة وشبه الجافة، كما يمكنه النمو فى ظروف التربة الفقيرة بما لا يلائم غيره من أنواع الفاكهة الأخرى، لذا تنجح زراعته فى الأراضى الرملية ذات الموارد المائية المحدودة، مشيرا إلى أن التين الشوكى من النباتات ذات الاحتياجات السمادية القليلة، حيث لا يسمد فى أغلب مناطق زراعته فى مصر.
ووفقا لتقرير رسمى آخر أصدرته وزارة الزراعة ممثلة فى معهد تكنولوجيا الأغذية فإن ثمار التين الشوكى تستهلك طازجة أو مصنعة كعصير أو مربى، ويتميز العصير بأنه من المواد «الملينة»، لأنه يساعد على الهضم ويحتوى على ألياف كثيرة، ويساهم فى ثبات سكر الدم وعلاج ارتفاع ضغط الدم، فضلا عن غناه بالكالسيوم والفوسفور وفيتامين ج.المزيد
«إحنا الأسايطة، ملوك التين».. قالها محمد حسين على، أحد باعة التين الشوكى، أمام محطة مترو كلية الزراعة بشبرا الخيمة، مضيفا أن أشهر تجار التين من محافظة أسيوط، ويسيطرون على تجارته فى مناطق شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، ورمسيس والسيدة زينب بمحافظة القاهرة، بالإضافة إلى انتشار تجارة التين أمام مختلف محطات المترو بالقاهرة الكبرى، وفى مختلف أحياء طنطا، لافتا إلى أن تجارة التين عائلية، ويستقطب كل بائعى التين أقاربه للعمل فى تجارته خلال موسم الإنتاج الذى يمتد لـ60 يوما.
وأوضح أن الزبون يقبل على شراء التين الأحمر الشبيه بالفراولة، بينما يقل الإقبال على التين الأخضر، فيما تكون أفضل أيام البيع بعد عيد الفطر، بسبب معاناة المواطن من آثار تناول الكعك بعد شهر رمضان، ويعد يوم الخميس أفضل أيام البيع.المزيد