x

والدة «الطفلين الغريقين» ضحية والدهما المنتحر: «يا ريته قتلنى أنا»

الخميس 08-09-2016 21:55 | كتب: محمد القماش |
السائق المنتحر مع نجليه القتيلين وزوجته السائق المنتحر مع نجليه القتيلين وزوجته تصوير : اخبار

تجلس إلى جوار ملابس طفليها «إسلام»، 10 سنوات، و«يوسف»، 5 سنوات، لاتزال رائحتهما بتلك الملابس، تأبى أن تزيحها من جوارها، تراها بين الحين والآخر تشتم رائحة «التيشيرتات»، تأخذ نفَساً عميقاً تبتلع معه مرارة افتقاده ولديها اللذين ألقى بهما طليقها «أحمد. ف»، السائق، بمياه نهر النيل من أعلى كوبرى الساحل، ثم انتحر شنقاً بشقته بالهرم.

هكذا أضحى حال هبة يوسف، التي قالت لـ«المصرى اليوم»، خلال مقابلة بمنزل عائلتها بشارع حسن محمد، بمنطقة البصراوى: «إن الحياة أصبحت لا تساوى شيئا دون (إسلام) و(يوسف)، يا ريته قتلنى انا وتركهما يملآن الدنيا بهجة وسرورا، لم أهنأ بحياتهما، طفلان في عمر الزهور راحا ضحية أب متهور».

تبكى الأم بحرقة، فهى الآن تتذكر أصعب لحظة مرت بحياتها: «يوم الأحد الماضى، اتصلت بطليقى لتأخر الطفلين معه، فأخبرنى خلال الاتصال بأنه تخلص منهما، وعندما استفسرت منه عما يقصد بقوله، أكد لى أنه ألقى بهما بنهر النيل من أعلى الكوبرى، وأنه في طريقه إلى اللحاق بهما، لكنّه سيصل بيته أولاً لشنق نفسه».

«أنا الوحيدة التي صدقت ما قاله (أحمد) خلال مكالمة التليفون، قلبى استوعب في ثوانٍ، الدنيا لفت من حولى، ولا أدرى ماذا أفعل؟»، تصف «هبة» حالها، مؤكدة أن والدها حاول أن يهدئ من روعها: «يا بنتى بيقول هذا الكلام لأجل إحراق دمك».

ثمة خلافات كانت بين «هبة» و«أحمد»، قبل شهرين من الحادثة، تحكى ملابساتها بأنها تزوجت من السائق، منذ 13 عامًا، وأنجبت منه الطفلين «إسلام» و«يوسف»، ودبت الخلافات بين الزوجين إثر غيرة الزوج الشديدة، وطلبه منها ارتداء ملابس سوداء بصفة مستمرة، وألا ترتدى ملابس ملونة، وزاد الأمر سوءاً بتعاطى الزوج المواد المخدرة، واستمراره في الاعتداء عليها بصورة وصفتها بـ«الوحشية»، فطلبت منه الطلاق، متنازلة عن جميع حقوقها «جئت إلى بيت أبى بالملابس اللى علىّ وأولادى فقط».

قال جد الضحيتين لأمهما، وهو موظف على المعاش: «إن والد الطفلين طلب منا، يوم السبت الماضى، أن يرى نجله الأكبر (إسلام)، واصطحابه في نزهة بأحد الملاهى، فشعر الطفل الصغير (يوسف) بغيرة، فجاء الأب في اليوم التالى لاصطحابهما في نزهة كانت إلى الدار الآخرة، فرفضت ابنتى إعطائى الطفل الثانى لطليقها، والتحفظ على الابن الأكبر، فقلت لها إنه مهما كان والدهما، فما كان من (الأخير) إلا أن غدر بنا وقتلهما غرقًا».

روى كريم سامى، زوج شقيقة «هبة»، أن والد الطفلين «إسلام» و«يوسف» طلب من خالهما «بلال» التقاط صورة تجمعهم على هاتفه المحمول، ثم قرّر الانتحار بعد قتل الصغيرين، وكانت صورة الوداع.

انتهت الأسرة، أمس، من مراسم دفن الطفل الثانى «يوسف»، عقب العثور على جثته بمياه نهر النيل، بعد جهود بحث استغرقت نحو 3 أيام. يقول «سامى» وقد ظلت على وجهه ملامح الحزن، إن سبب انفصال الزوجين مشاجرة دارت بينهما، تعدى خلالها الزوج على «هبة»، بعد معاتبتها إياه بسبب اعتدائه على شقيقته وقولها له: «اتَّقِ الله فيها، دى أختك وانت مكان أبوها الله يرحمه»، فما كان من الزوج إلا أن لف خرطوم كهرباء حول رقبتها محاولا خنقها، فسمع الجيران استغاثتها وأنقذوها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية