يحتفل محمد بركات، نجم الكرة المصرية السابق، اليوم الأربعاء الموافق السابع من سبتمبر، بعيد ميلاده الأربعين، حيث اعتزل اللاعب عقب نهاية موسم 2012-2013، بعد مشوار كروي ناصع البياض، حافل بالإنجازات والألقاب.
«الزئبقي» محمد بركات كان يستحق مكانة أكبر من التي حصل عليها من بين نجوم الكرة المصرية على مدار تاريخها، إلا أن بعض الظروف الصعبة التي شابها سوء الحظ وقفت حائلاً دون زيادة جعبته من الإنجازات والألقاب بمشواره الكروي، وهي المشاهد التي نستعرضها في التقرير التالي.
أولاً: تبخر حلم التتويج القاري مع الدراويش
يطير فريق نادي الإسماعيلي إلى الجزائر لخوض مباراة الإياب لبطولة كأس الاتحاد الأفريقي نسخة 2000، مُطالبًا بالتسجيل في شباك أصحاب الأرض عقب تعادل إيجابي انتهت عليه مباراة الذهاب بالإسماعيلية، ويُمنى مرمى الدراويش بهدف مبكر لتبدأ رحلة البحث عن هدف التعادل وتساوي الكفة، وقبل النهاية بدقيقتين يتوغل بركات في دفاعات بطل الجزائر ويضع صاروخًا يرتطم بالقائم الأيمن ليتبخر معه حلم تتويج أبناء الإسماعيلية باللقب القاري.
ثانياً: اضطهاد شحاتة
على مدار سنوات شهدت تألق محمد بركات بقميص النادي الأهلي منذ موسم 2005، لم يحظ اللاعب بشرف تمثيل منتخب البلاد بصفة أسياسية، لأسباب فنية خاصة بحسن شحاتة، قائد سفينة الفراعنة خلال هذه الفترة، فلم يكن اللاعب ضمن العناصر التي يعتمد عليها «المعلم» بأمم أفريقيا 2008 و2010، وكأس القارات 2009، فضلاً عن عدم الدفع به بشكل أساسي في المباريات الحاسمة للمنتخب القومي بالتصفيات المونديالة.
ثالثاً: فرصة التأهل للمونديال
في الوقت الذي سجل خلاله منتخب مصر الهدف الثاني القاتل في شباك المنتخب الجزائري في الدقيقة الخامسة من عمر الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، والرضا بنتيجة الفوز بهدفين واللجوء للقاء فاصل يحسم بطاقة الترشح لمونديال 2010، يتلقى بركات عرضية متقنة من أحمد المحمدي، ولكنه يسددها بنوع من الاستعجال بيسراه لتمر بجوار القائم مع صافرة نهاية المواجهة العصيبة، وهذه الكرة كانت كفيلة بحسم بطاقة المونديال للفراعنة بعد طول غياب.
رابعًا: إصابات حالت دون مشاركته في المحافل العالمية
لك أن تتخيل أن من بين 5 مشاركات للأهلي ببطولة العالم للأندية باليابان، لم يحظ نجم الأهلي إلا بالمشاركة في نسختين فقط منها، حيث شارك في الأولى في جميع مبارياتها نسخة 2008، بينما خاض دقائق معدودة في نسخة 2012، فكانت الإصابة اللعينة تعوقه في كل مرة عن خوض منافسات البطولة العالمية الكبرى، بينما كانت المشاركة الأخيرة للأهلي في 2013 عقب اعتزال اللاعب، فضلاً عن غياب اللاعب عن مباريات تاريخية لفريقه أمام الصفاقسي التونسي 2006 للإصابة، والنجم الساحلي 2007 للإيقاف، والترجي 2012 لأسباب فنية وجميعها بنهائي دوري الأبطال الأفريقي.
خامساً: قرارات تحكيمية قاسية
بركات الذي امتاز بالسرعة الفائقة وخفة الحركة والرشاقة، تعرض لعدة قرارات تحكيمية قاسية لم تصب في مصلحته على الإطلاق، حيث حرمته راية الحكم المساعد للقاء الأهلي أمام باتشيكو المكسيكي بكأس العالم للأندية 2008 من تسجيل هدف صحيح مائة في المائة، كان كفيلاً برفع النتيجة إلى 3/0، وحسم الفريق الأحمر نتيجة اللقاء، إلا أن الراية الظالمة حالت دون تسجيل «الزئبقي» لأول أهدافه بمونديال الأندية، وهي الراية التي تكررت مرارًا وتكرارًا وحالت دون إحرازه أهدافا حاسمة في مباريات صعبة.
كما أن الكارت الأحمر الوحيد الذي حصل عليه محمد بركات على مدار مشواره مع الأهلي وقع بـ«تمثيلية» تونسية كان بطلها خليل شمام، الظهير الأيسر للترجي التونسي، والذي سقط على أرضية الملعب مستنجدًا بالحكم الغاني الشهير جوزيف لامبتي، والذي أشهر البطاقة الحمراء في وجه «ملك الحركات» في فضيحة تحكيمية صارخة، ويُحرم بركات من تمثيل الأهلي في نهائي دوري الأبطال 2007 بكارت أصفر ظالم أشهر الحكم الكاميروني في وجهه بلقاء الذهاب بداعي التمثيل للحصول على ركلة جزاء، رغم وجود مخالفة ضد مدافع النجم الساحلي واضحة وضوح الشمس، لتستمر معاناة بركات مع قرارات التحكيم.