x

نجاح أول تجربة لمحاكاة «الانفجار الكبير»

الثلاثاء 24-11-2009 13:05 | كتب: وكالات |
تصوير : other

تمكن المهندسون العاملون في «مصادم الهدرون الكبير» (LHC) في صدم أشعة البروتونات مع بعضها البعض وذلك لأول مرة منذ إعادة العمل بالمصادم الذي صمم لانجاز تجربة محاكاة ظروف الانفجار الكبير، وقد وصفت هذه الخطوة بـ "الانجاز العظيم" بالنسبة لمن يعملون في هذه التجربة الفيزيائية العملاقة.


وتم هذا التصادم عندما قام الباحثون بتمرير شعاعيين وجعلهما يدوران بشكل متساو في أنفاق ماكينة الصدم «مصادم الهدرون العظيم» الممتدة بشكل دائري لمسافة 27 كيلومتر في وقت مبكر من أمس الاثنين. وقد صمم «المصادم» بشكل يسمح بصدم أشعة البروتونات مع بعضها في محاولة لإلقاء الضوء على طبيعة الكون ونشأته، وعبر العاملون في التجربة عن فرحتهم بالتقدم السريع الذي تم تحقيقه منذ إعادة تشغيل الماكينة الجمعة الماضية. ويعد «مصادم الهدرون العظيم» الذي تديره وكالة البحث النووي الأوروبية (سيرن)، أكبر آلة في العالم سيتم من خلالها خلق ظروف مشابهة لتلك التي تمثل اللحظات التي أعقبت الانفجار العظيم، وهو الإنفجار الذي أرجع له العلماء سبب نشأة الكون.


وقال «رولف هوير» المدير العام لـ (سيرن): "انه انجاز عظيم أن نصل إلى هذا المدى في زمن قصير"، غير أنه أضاف "ولكن ينبغي أن نضع في منظورنا، انه مازال أمامنا الكثير لعمله قبل أن نبدأ البرنامج الفيزيائي لمصادم الهدرون الكبير (LHC )".


وتقع منشأة «المصادم» في نفق على عمق 100 متر تحت الأرض في منطقة على الحدود الفرنسية السويسرية، ويستخدم المصادم 1200 من القضبان المغناطيسية الفائقة التي تقوم بتعديل دفقات البروتونات في اتجاهين متعاكسين حول الحلقة الرئيسة لنفق المصادم وبسرعة تقارب سرعة الضوء، وتتصادم دفقات البروتونات بعضها ببعض في نقاط موزعة في الحلقة الرئيسية بدفق طاقة هائل. وقد وضعت آلات "استكشاف" كبيرة على نقاط التقاطع، لتقوم بحساب حجم التدمير في هذه التصادمات وما تسفر عنه ، الأمر الذي قد يسفر عن اكتشافات قد تغير آفاق المعرفة الإنسانية.


ويبحث العلماء عن علامات «بوزون هيجز»، وهي جزيئة دون ذرية تعد أساسية لفهمنا الراهن للفيزياء، إذ أنه على الرغم من توقع  العلماء وجودها( نظريا)، إلا أنهم لم يتمكنوا من تحديدها بعد. وكانت المنشأة قد أوقفت في سبتمبر 2008 ، بعد تسعة أيام من تشغيلها بسبب عطل كهربي أسفر عن تسرب للهيليوم المسال المستخدم في تبريد العملية التجريبية وصولاً لحرارة 271 تحت الصفر مئوية. وقد أنفقت الهيئة الأوروبية للبحوث النووية قرابة 40 مليون فرانك سويسري أي ما يقرب من 24 مليون جنيه إسترليني على الإصلاحات لإعادة الآلية للعمل.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية