اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين، محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، حدثاً تاريخياً يفيض بالمعاني والدلالات، ويمثل الحالة الأولى في العالم العربى التي يحاكم شعب رئيسه بعد خلعه على جرائمه البشعة التي ارتكبها فى حق الشعب والوطن.
وأضافت الجماعة فى رسالتها الإعلامية، مساء الأربعاء: «مصر تغيرت تغييرا جوهريا، حيث تدل هذه المحاكمة على سيادة القانون، فلم يعد هناك من هو فوق القانون ومن هو تحته، وأصبح الجميع سواسية أمام القانون، كما تدل محاكمة مبارك على أن مصر أصبحت ترفض الضغوط الخارجية العربية والدولية التي مورست لمنع إتمام هذه المحاكمة، بعدما كانت تأتمر بأمر كثير من الدول فى العهد البائد».
وأوضحت الجماعة أن الإرادة الشعبية هى الغالبة، فالسيادة للشعب وهو مصدر السلطات، وهذه الإرادة بإصرارها وصمودها كانت السبب المباشر في التصدى للضغوط، وتفعيل القانون على مبارك، مشيرة إلى أن الشعب المصرى أثبت أنه شعب متحضر، لأنه كان بمقدوره أن يثأر لنفسه بيده خارج إطار القانون، إلا أنه فوض القضاء فى تحقيق القصاص احتراماً لسيادة القانون لإقامة العدل، كما أنه لم يشمت فى أحد، مؤكدة أن هذه المحاكمة تثبت أن الله هو الملك وأنه يمهل ولا يهمل.
ولفتت الجماعة إلى أنها كانت تتمنى أن يتم فتح ميدان التحرير للمرور دون اللجوء للعنف، داعية الجماهير إلى المساعدة فى احترام القانون وتجنب الاعتصامات التي تؤثر على استقرار البلاد.
وانتقدت الجماعة التغطية الإعلامية لأحداث العريش، والتي قالت إنها تميل إلى تحميل المسؤولية لحركات عنيفة تتشكل في منطقة سيناء، والتي تقوم بعمليات منظمة تهدد سلامة المواطنين والمؤسسات العامة، مؤكدة أن أهمية تأكيد سلطة الدولة وسيادتها علي كل التراب الوطني، موضحة أن القضاء على انتهاك القانون والانفلات يقتضي استكمال الشوط الديمقراطي الذي ما زلنا في بداياته الأولي، إضافة إلى ضرورة أن تتحمل الشرطة مسئوليتها.
فى سياق متصل، دعا الدكتور محمود حسين، أمين عام الجماعة، كل الشعوب العربية ودول العالم إلى اعتبار الجمعة المقبل، يوماً للتضامن مع الشعوب السورية واليمنية والليبية.
وقال حسين فى تصريح صحفى، الأربعاء:«إن الإخوان يستنكرون كل أفعال الأنظمة الغاشمة ضد شعوبهم ويطالبون بضرورة وقفها فوراً ومحاسبة المسؤولين عنها حتى ينالوا جزاؤهم المستحق».