x

السيسي في «قمة العشرين»: مصر جسر للتواصل الإيجابي بين أفريقيا والعالم

الإثنين 05-09-2016 11:15 | كتب: محسن سميكة |
الرئيس السيسي يشارك في فعاليات قمة مجموعة الـ20 في الصين، 3 سبتمبر 2016. الرئيس السيسي يشارك في فعاليات قمة مجموعة الـ20 في الصين، 3 سبتمبر 2016. تصوير : آخرون

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، الإثنين، في جلسة العمل الرابعة بقمة مجموعة العشرين المنعقدة بمدينة هانجشو الصينية، والتي ناقشت سبل الوصول إلى التنمية الشاملة والمترابطة.

وألقى الرئيس كلمة بالجلسة، رحب فيها بخطة العمل التي أعدتها مجموعة العشرين لدفع جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، معربا عن تطلعه لتنفيذها بشكل شامل وفعّال لإعطاء إشارة قوية للمجتمع الدولي بالتزام المجموعة بأهداف أجندة التنمية، التي هي خارطة طريق لممارسة الدول لحقها في التنمية.

وأشار السيسي إلى أن مصر كانت من أوائل دول العالم التي بادرت طوعيا بأن تعرض أمام الأمم المتحدة منذ أسابيع قليلة تجاربنا وخططنا الوطنية الشاملة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، موضحا أن جوهر هذه الخطة هو إطلاق الطاقات البشرية، وتنمية الموارد الاقتصادية، وتحسين بيئة الاستثمار، وتطوير الخدمات الاجتماعية، وتوسيع قاعدة البحث العلمي، بما يؤسس لدولة حديثة بإمكانيات تناسب مقومات وتطلعات شعبنا، وتدعم ما نضطلع به من دور حيوي لتحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وهو الدور الذي عززه المجتمع الدولي بتأكيد ثقته في مصر لتولي عضوية مجلس الأمن الدولي خلال العامين الحالي والقادم.

ووجَّه الرئيس التحية للرئاسة الصينية على وضع قضية التصنيع في أفريقيا والدول الأقل نموا على قائمة أولويات المجموعة، مشيرا إلى تعاون مصر مع الصين ودول المجموعة في صياغة مبادئ هامة للعمل المستقبلي في هذا المجال الحيوي، كما أعرب عن تطلعه لأن يتم تنفيذها بما يلبي الحاجة الملحة لقارتنا الأفريقية والدول الأقل نموا لإطلاق طاقاتها التصنيعية الواعدة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما لن يتحقق سوى بتقديم دول المجموعة الدعم اللازم لتطوير البنية الأساسية للقارة الأفريقية وتنمية طاقاتها البشرية والارتقاء بخدماتها اللوجستية.

وأضاف السيسي: «رغم الأزمات المتلاحقة التي عصفت بالاقتصاد العالمي خلال السنوات الماضية، تضمنت مؤخرا قائمة الدول ذات الاقتصادات الأسرع نموا 10 دول أفريقية، وهو ما يؤكد ثراء قارتنا بالمقومات البشرية والاقتصادية».

وأكد الرئيس أن مصر جسرًا للتواصل الإيجابي بين أفريقيا والعالم، ومكونا أساسيا في مسيرة العمل الأفريقي الاقتصادي المشترك، منوها إلى أنها استضافت العام الماضي مؤتمر التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة للتكتلات الأفريقية الاقتصادية الثلاث الكوميسا، والسادك، والمجموعة الاقتصادية لدول شرق أفريقيا، والتي أطلقت أكبر تكتل تجاري في أفريقيا، بما يمهد لإقامة منطقة التجارة الحرة القارية.

ولفت إلى أن قناة السويس الجديدة ساهمت في دفع حركة التجارة الأفريقية مع الأسواق العالمية، مؤكدا أن مشروعات تنمية منطقة قناة السويس ستعزز من المقومات الأفريقية للتصنيع والتصدير، وأوضح أن مصر تعمل على استكمال مشروع إنشاء الطريق البري بين القاهرة وكيب تاون، مرورا بعدد من العواصم الأفريقية، وكذلك ربط بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط ملاحيا، بما يسهم في تعزيز التكامل الأفريقي وزيادة اندماجها في الاقتصاد العالمي.

وأشاد الرئيس في كلمته باهتمام مجموعة العشرين هذا العام بدراسة انعكاسات التطورات الاقتصادية الأخيرة على مجال التوظيف، بهدف بحث سُبل تنسيق العمل الدولي في تطوير منظومة التوظيف، بما يضمن دمج السياسات المستحدثة في الاستراتيجيات الوطنية التنموية، وإيجاد بيئة مواتية تعزز من القدرة على توفير فرص عمل لائقة وتحسين منظومة التوظيف، وتراعي مبادئ العدالة الاجتماعية.

ووجَّه السيسي التحية للدور البناء الذي تقوم به مجموعة العشرين في تعزيز منظومة الأمن الغذائي عالميا، وتحسين مستويات التغذية والقضاء على الجوع، في إطار تنفيذ أجندة التنمية 2030، فضلا عن جهودها المبذولة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، من أجل تطوير أساليب الزراعة، واستحداث وسائل مبتكرة للتحول إلى النمو الزراعي المستدام، وتشجيع تبادل الخبرات بهدف دعم الدول النامية في مجال التكنولوجيا الزراعية.

وقدم الرئيس التحية للرئاسة الصينية للمجموعة، والرئاسة الألمانية القادمة، على مشاركتها مصر في تنظيم حدث رفيع المستوى بالأمم المتحدة في يوليو الماضي، لبحث سبل حشد الموارد الدولية اللازمة لتمكين الدول الأفريقية من تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، بما في ذلك أهداف التصنيع، والتي أسفرت عن توصيات هامة نأمل أن نتعاون جميعا في تنفيذها، معربا عن تطلع مصر لأن تتيح الرئاسة الألمانية القادمة لمصر المجال لاستكمال ما نقوم به، في إطار المجموعة، من دور في نقل مشاغل القارة الأفريقية، وطرح حلول ورؤى بناءة، من منطلق حرصنا على اضطلاع مجموعة العشرين بدورها المأمول تجاه معالجة تلك القضايا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية