كشفت مصادر مطلعة عن وجود «بورصة سرية» فى الوادى الجديد للتلاعب بأسعار محصول البلح خلال الموسم الحالى الذى بدأ منذ أيام، يقودها عدد من التجار، وبعض أصحاب مصانع التمور؛ بهدف شراء المحصول بسعر «بخس».
وأضافت المصادر أن سعر كيلو البلح السيوى هذا المواسم تجاوز 9 جنيهات، ومن ثم سارع التجار فى عقد اجتماعات سرية وتم الاتفاق على تخفيض السعر لأقل من 6 جنيهات.
وقال محمد سندادى، أحد منتجى البلح بالخارجة، إن تجار البلح وأصحاب المصانع لا يبحثون سوى عن مصلحتهم بالدرجة الأولى دون النظر إلى منفعة المزارع الذى يعتمد طوال العام على المحصول.
وأشار إلى أن انفتاح سوق البلح بالمحافظة، وإقبال تجار المحافظات الأخرى على المحصول يصب فى مصلحة المزارع، إلا أنه لا تزال الغلبة الأخيرة لأصحاب النفوذ والمتحكمين فى أسعار البلح من أبناء الواحات.
وقال وائل طليب «مزارع»، إن تخزين البلح أدى إلى زيادة العائد المادى له، لافتاً إلى أن هناك إقبالاً متزايداً من الشركات والمتعهدين لشراء أى كميات منه، لكن التربيطات التى تتم بين أصحاب مجمعات تجميع البلح، وملاك مصانع التمور تضر بأسعار المحصول، وتساءل: هل من المعقول أن يكون سعر كيلو البلح أقل من دولار واحد، فى حين يتم تصديره للخارج بأكثر من 2 دولار؟.
وحذر إيهاب عبدالحميد، أحد تجار البلح بالخارجة، من مخاطر التلاعب بأسعار البلح، مشيرًا إلى أنها ستؤدى لخسائر مالية فادحة لصغار التجار والمزارعين، خاصة أن السعر يتحرك كل ساعة وكأن هناك «بورصة سرية» تدار من الباطن لصالح مجموعات معينة تهدف إلى الربح السريع من خلال التحكم فى سعر السوق، دون النظر لمخاطر ذلك على أهالى الواحات.
وقال عماد بحر، مدير إنتاج مجمع التمور بالخارجة: «لا حل أمام المزارعين سوى تخزين كميات من البلح وبيع كميات أخرى لتحقيق أكبر استفادة اقتصادية من المحصول، وعملية تخزين الطن الواحد 6 شهور تتكلف 1000 جنيه بواقع جنيه واحد للكيلو، وهناك وعى كبير لدى المزارعين فى كيفية الاعتناء بأشجار النخيل وتحقيق أعلى عائد مادى من البلح، حيث ظهرت هذا الموسم ظاهرة (الجمع المتكرر) بدلًا من جنى البلح دفعة واحدة، وهو الأمر الذى يسمح بنضج كل البلح، خاصة أن هناك كميات نضجت مبكرًا بفعل ارتفاع درجة الحرارة فيما تظل كميات أخرى لم تنضج بعد».
وقال الدكتور محسن عبدالوهاب، رئيس القطاع الزراعى بالوادى الجديد، إن المحافظة بها أكثر من 1.6 مليون نخلة تنتج سنويًا ما يزيد على 55 ألف طن من البلح السيوى المعروف بـ«الصعيدى»، بالإضافة إلى كميات أخرى من البلح كـ «الفالق» و«المنتور» و«التمر».
وأضاف أن أهالى الواحات نجحوا فى زيادة القيمة المضافة للبلح بتخزينه نظراً لزيادة الطلب عليه قبل رمضان من كل عام، لافتًا إلى أن أهم ما يميز بلح الواحات هو القيمة الغذائية نظرا لارتفاع السعرات الحرارية به، بالإضافة إلى تنوع تصنيع البلح وإنتاجه بشكل مميز كالبلح بالمكسرات وبالشيكولاتة.
وقال المحافظ اللواء محمود عشماوى، إنه تم تحديد تسعيرة للبلح بواقع 7 جنيهات للكيلو، وتم التأكيد على أصحاب المصانع والتجار على الالتزام بهذا السعر لتحقيق أعلى عائد للمزارعين، نظرًا لما يمثله محصول البلح من قيمة اقتصادية كبيرة للأهالى، مشيراً إلى أن المحافظة تمكنت الموسم الماضى من إبرام عقود لتوريد كميات كبيرة من البلح مع عدد من الجمعيات الأهلية والقوات المسلحة ويشهد الموسم الحالى خطة مماثلة لفتح منافذ جديدة للتسويق.
