أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، اليوم الأحد، أن الحج لا يزال هو السجل الحافل الذي يرمز لتاريخ الوحدة بين شعوب المسلمين، وهو المؤتمر الأكبر الذي يشهد تبادل الأفكار والخبرات بين علماء الأمة.
وأضاف مفتى الجمهورية، في كلمته اليوم في افتتاح ندوة الحج الكبرى لعام ١٤٣٧هـ بمكة المكرمة، أن الأمر بالدعوة إلى الحج أتى منذ عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام ليحفظ ذاكرة الأمة الواحدة التي ترجع إلى الأنبياء جميعًا وإلى إبراهيم أبي الأنبياء، والتي تتبع في هديها سنة خاتم الأنبياء جميعًا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال المفتي: «إن هذه الرسالة المباركة التي يرسل بها المكان وتبعث بها الشعيرة المقدسة لترد بقوة على كل دعوة لتفريق كلمة الأمة أو تحاول أن تنال من استقرارها وأمنها وتلك رسالة من الفريضة إلى الواقع والحاضر».
وشدد مفتي الجمهورية على أنه يتوجب علينا نحن الذين وكلت لنا أمانة الدعوة والفتوى في هذه الأمة أن نسارع في ترجمة هذه الرسائل إلى واقع يراه الناس، كل بحسب موقعه وعلى قدر مسئوليته، وأضاف: «أخص منهم أصحاب الفتوى بفتاويهم التي تجمع بين فقه النصوص ومعرفة التراث الأصيل وتقدر الواقع المعيش فتكون فتاواهم سببًا في تحقيق مقاصد الشريعة ومقاصد الشعيرة على السواء».
وأثنى المفتي في كلمته على مجهودات خادم الحرمين الشريفين ووزارة الحج السعودية في تنظيم موسم الحج، واستطرد: «إنني وأنا أتحدث عن هذه الفريضة المباركة، وهذه الأماكن المقدسة، عن الماضي والحاضر لا يفوتني أن أتحدث عمن أقامهم الله تعالى في خدمة البيت الحرام وفي القيام على حجاج بيته الكرام؛ فقاموا بالواجب على خير ما يكون، ولم يألوا جهدًا في الاستمرار في السعي إلى الأرقى والأنفع».
وأضاف: «إن ما تشهده العيون من توسعة مستمرة وتطوير دائم يتناغم فيه التاريخ مع مقتضيات الواقع وضروراته والمحاولة المستمرة لتيسير أمور الحجيج وتقديم ما يحفظ كرامتهم وأموالهم وتيسير المناسك عليهم، مما يجسد الدور العظيم للمملكة العربية السعودية في تيسير مناسك الحج والعمرة وجهودها في خدمة الحرمين الشريفين».