x

إياد نصار: البطولة الجماعية إفراز حقيقى للثورة.. و«الفردية» تغريد خارج السرب

الأربعاء 03-08-2011 16:27 | كتب: أحمد الجزار |
تصوير : other

رغم توقع الكثير مشاهدة إياد نصار فى إحدى البطولات الفردية خلال سباق رمضان الحالى، خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققه العام الماضى فى مسلسل «الجماعة» إلا أنه فاجأ الجمهور باشتراكه فى مسلسل «المواطن إكس»، الذى يعد من الأعمال الجماعية، وهذا ما وضع العديد من علامات الاستفهام لدى البعض، خاصة أن «إياد» كانت لديه العديد من المشروعات، التى تمنحه البطولة الفردية عن أسباب ذلك، واختياره هذا العمل بالتحديد.. كان لنا معه هذا الحوار:

لماذا اخترت بطولة جماعية؟

- وجهة نظرى أن كل الثورات التى حدثت فى العالم كان لها انعكاس على الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، وفى مصر كانت البطولة الفردية قبل الثورة مسيطرة على السياسة والاقتصاد والفن، وأرى أن أول إفراز للفن بعد الثورة هو البطولة الجماعية، لأن الثورة كانت جماعية، واعتمدت على الحس الجماعى لا الفردية، والجميع كانوا أبطالاً فى أماكنهم، وقد يكون اختيارى المواطن إكس سيؤثر على الأجر وفكرة البطل الأوحد، ولكنى اخترت الدور بإحساسى وبقناعتى الشخصية.

دون أن تشعر بحالة تشتت؟

- لم يكن هناك أى نوع من التشتت لأننى أسير بخطة، وليس وفق معايير السوق، وأقرأ الساحة بطريقتى، وأؤكد لك وبصدق أننى لم أسر وفقا للظروف، ولكن قراءتى الخاصة فى الثورات ساعدتنى على اتخاذ هذا القرار، خاصة أن ما حدث فى مصر ليس ثورة بسيطة ولابد أن تفرز تحولاً لذلك بعد أن حدثت الثورة أوقفت جميع مشاريعى السابقة، وشعرت بأن اختيارى فكرة البطل الأوحد سيجعلنى أغنى خارج السرب، ولن يتماشى ذهنيا مع الثورة، وأرى أنه من الذكاء أن نقرأ الساحة سريعاً، لذا أؤكد لك أن اختيارى مبنى على فكرة، وقد أكون مخطئاً، ولكن إحساسى فى عملى دائماً لا يخطئ، وأعتقد أن الأعمال الجماعية المقبلة ستحقق شكلاً من النجاح، وسيكون البطل الأوحد غير صالح للمرحلة المقبلة، وتغريد خارج السرب، وأشك أن يتحقق طفرة فى ظل هذا المنطق، لأن المجتمع شعر مع الثورة بحالة من التنفس، ويريد أن يرى نفسه فى كل الأعمال، ولكن البطولة المطلقة تتقاطع مع ذلك، مما سيشعر البعض بحالة غربة فى هذه الأعمال، لذا أعتقد أن قرارى لم يحمل أى نوع من التنازل، وقد تأكدت من ذلك بعد مشاهدتى الحلقة الأولى، وتأكدت أن قرارى كان سليماً، وشعرت بأننى أمتلك من الثقافة ما يؤهلنى لقراءة الساحة بشكل أقرب للصحيح.

حتى لو كان ذلك سيعرضك لخسائر مادية؟

- المادة دائما تستطيع أن تؤقلم نفسك عليها، وطبيعة مهنتنا تجعلنا دون دخل ثابت، وأعتقد أن هذه المهنة تتطلب منا تنازلات طوال الوقت، والمهم أن أقبل التنازل الذى لا «يوجعنى»، لأننى من الممكن أن أقدم تنازلاً أتحمله وأأقلم نفسى عليه مثل التنازل المادى، ولكن من الصعب أن أقبل تنازلاً فنياً بمقابل مادى مغر، وأظل طوال عمرى ندمان ومكسوفاً منه حتى لو ذهب من ذاكرة الجماهير، وقد يكون ذلك مختلفاً لفنانين آخرين، ولكن التنازلات فى النهاية اختيارات وتتوقف على طبيعة معايشتنا معها.

ولماذا المواطن إكس بالتحديد؟

- لأننى شعرت بأن شخصية الضابط شريف، التى أقدمها ستمنحنى مساحة لأقدم شيئاً مختلفاً بعد حسن البنا فى الجماعة، خاصة أن الشخصية مودرن، بالإضافة إلى أن الهيكل العظمى للشخصية منحنى فرصة بأن أكون حاضراً بداخلها، لأن الشخصية مكتوبة بطريقة «العضم»، وقد سعيت لأخلق لها دماً ولحماً وهذا ما أفضله فى الشخصيات، التى أقدمها على أن تكون علاقتى بالمؤلف والمخرج أفقية، حتى نترك لبعضنا المساحة لنخرج أفضل ما يكون، أما بخصوص اختيارها دون غيرها من المسلسل، فأنا لى طريقة خاصة فى اختيار الشخصيات، وعندما يعرض على نص لابد أن أقوم بقراءته كاملاً، وعندما أجد أن هناك شخصية محددة تطاردنى بصورها وبحركاتها أرى أنها الأنسب لى، وهذا ما حدث معى فى شخصية شريف، ورأيت أن تقديمى الشخصيات الأخرى لن تجعلنى مختلفاً، بينما قد يمنح هذه الميزة لباقى الممثلين.

لكن أعتقد أنك واجهت تحدياً كبيراً، خاصة وأنت تقدم شخصية نمطية ومكررة فى الدراما؟

- هذا حقيقى، وكان ذلك من أصعب التحديات، ولكنى استقررت فى النهاية على أن أخلق للشخصية واقعاً افتراضياً أجعل المشاهد يعتاد عليه مع استمرار المشاهدة، لأننى مقتنع بأن الدراما قد تقدم انعكاسات على الحياة، وليس العكس فقط، وهذه الشخصية بالتحديد كنت أرى أن خالد الصاوى قد أغلق المنطقة الخاصة بها تماما، وأى اجتهاد فيها سيكون أقل من الذى قدمه خالد، لذلك كان الحل الوحيد أن أسير فى سكة مختلفة، خاصة أن الشخصية لديها قصة وتفاصيل تبرر خروجها عن النص.

أشعر بأن العمل يحمل مساحة من التجريب؟

- هذا صحيح وأعتقد أنه من المفروض أن تدخل جميع الأعمال فى روح التجريب، لأنه لا يجوز طوال الوقت أن نسير وفق قوانين محددة وأهم شىء أن نكسر هذه القوانين، ونتمرد عليها ولكن مساحة التجريب تكون مفتوحة وواسعة فى السينما عن التليفزيون، لأن الأخير لا يحتاج إلى مغامرة كبيرة، ومساحة التجريب فيه لابد أن تكون مدروسة.

وما أكثر الصعوبات التى تعرضت لها مع هذه الشخصية؟

- لدى مشكلة خاصة عندما أدخل المدافن، لأننى أدخل فى حالة بكاء كبيرة، وفى هذا العمل كان لدينا بعض المشاهد فى المقابر، وقد حاول المخرج تأجيلها حتى اللحظات الأخيرة، وعندما بدأت تصويرها دخلت فى حالة بكاء استمرت ما يقرب من خمس ساعات حتى انتهينا من المشاهد المقررة هناك، وكان ذلك من أصعب الأيام التى واجهتها فى المسلسل.

وكيف تعاملت مع مخرجين مختلفين لعمل واحد؟

- لم أشعر بذلك إطلاقاً، بل كان هناك هارمونى بين كل عناصر العمل، وكان هناك اتفاق مسبق على كل شىء، كما أن المونتاج كان يتم فى مكان واحد، لذا أرى أنهما شخصان فى شخص واحد.

وأخيراً ما موقف الأعمال التى قد تعاقدت عليها قبل الثورة؟

- أعتقد أن هذه الأعمال لم تعد تصلح للمرحلة المقبلة، وسنكون قد تأخرنا كثيراً إذا قدمناها لأنه، كما قلت، سيعاد النظر فى كل الأعمال التى كانت تحضر قبل الثورة، وستكون هناك ثورة على مستوى الأفكار فى الفترة المقبلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية