x

هل ينجح السيسي لاقتناص الفرصة لدعم «الاقتصاد» في «قمة العشرين»؟

الأحد 04-09-2016 11:43 | كتب: محمد عبد الجواد |
لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع نظيره الصيني شي جين بينج، 4 سبتمبر 2016. لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع نظيره الصيني شي جين بينج، 4 سبتمبر 2016. تصوير : آخرون

للمرة الثالثة منذ توليه السلطة في 2014، يزور الرئيس عبدالفتاح السيسي، الصين، ولكن هذه المرة للمشاركة كضيف شرف في الدورة الـ11 لقمة «مجموعة العشرين» والتي تستضفها مدينة «هانغشو» الصينية خلال الفترة من 4 و5 من سبتمبر الجاري، بناء على دعوة من نظيره الصيني، شي جين بينغ.

ويعود تأسيس مجموعة الـ20 إلى عام 1999، وهي عبارة عن تجمع اقتصادي يضم 19 دولة أبرزهم الصين وأمريكا وروسيا واليابان وفرنسا وألمانيا والهند والسعودية، وتركيا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، وتهدف اجتماعاتها إلى تنمية الاقتصاد العالمي، وتفعيل مبادرات التجارة الحرة، ومناقشة القضايا المتعلقة بسياسات تعزيز الاستقرار المالي الدولي.

وتستضيف الصين هذه القمة للمرة الأولى تحت عنوان «نحو بناء اقتصاد عالمى إبداعى ونشط ومترابط وشامل»، وكان السيسي زار الصين مرتين في 2014 و2015، بينما قام الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بزيارة مصر في يناير 2016 بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ويعود التاريخ الحديث للعلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين إلى مايو 1956، حيث أقيمت العلاقات الدبلوماسية رسميًا بين الدولتين ومثل ذلك فرصة للصين لإقامة علاقات مع البلدان العربية والأفريقية، ولكن قبل هذه الفترة سبق ذلك دعم متبادل بين الدولتين، حيث كانت مصر أول دولة عربية تعلن رفضها للاحتلال الياباني لتايوان 1943، وكذلك كانت أول دولة عربية وإفريقية تعترف باستقلال جمهورية الصين الشعبية عام 1953، وهو ما قابلته الصين بالوقوف مع مصر أبان فترة العدوان الثلاثي وإعلانها رفضها لهذا العدوان.

وعن مشاركة السيسي بالقمة الـ11 لـ«مجموعة 20»، يقول الدكتور أحمد قنديل، خبير الشؤون الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، «دعوة الصين للرئيس السيسي للمشاركة بهذه القمة اعتراف بأن مصر تسير على الطريق الصحيح اقتصاديا والدليل على ذلك أن مصر توصلت إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار، ومجموعة العشرين تشبه مجلس إدارة العالم اقتصاديا، وهي أكبر تجمع اقتصادي بالعالم حيث يضم 20 دولة بما فيها الاتحاد الأوروبي، وبالطبع دعوة مصر للمشاركة بها اعتراف بوضع مكانة مصر على الساحة الإقليمية والعالمية».

ويضيف «قنديل»، لـ «المصري اليوم»: «لاشك أن هناك تطورا في العلاقات بين مصر والصين والدليل على ذلك أن القوات المسلحة المصرية كانت هي القوات العسكرية الوحيدة المشاركة في الاستعراض الصيني في سبتمبر الماضي بمناسبة الذكرى الـ 70 عاما بعيد النصر، وهذا يدل على مكانة مصر لدى الصين، كما أن الفترة الأخيرة شهدت قفزة في التعاون الاقتصادي والتجاري».

وعن مدى إمكانية مصر للاستفادة من حضور القمة، قال «قنديل»: «حضور مصر لقمة مجموعة العشرين انتصار للدبلوماسية المصرية، وهذه أول مرة تحضر فيها مصر قمة لمجموعة العشرين، وبالتالي يجب أن نعكس خلال حضور القمة رؤية مصر للنظام الاقتصادي العالمي، وكيفية تحقيق المنفعة المتبادلة مع الدول المشاركة بالقمة».

ويضيف: «يمكن أن تستفيد مصر من حضور القمة من خلال عرض التطورات التي تشهدها المشروعات القومية في مصر والإصلاحات الاقتصادية على نحو يساعد على جذب الاستثمارات الأجنبية، كما أن اللقاءات المباشرة مع المسؤولين من الدول المشاركة بالقمة قد تساعد في تعزيز التعاون، ولكن المشكلة تكمن في ضعف الجهاز التنفيذي وعدم مواكبته لحركة الرئيس على المستوى الدولي فقد يعقد السيسي اجتماعات غاية في الأهمية دون أن يكون هناك تحرك مواكب من جانب الجهاز التنفيذي يكلل نجاح هذه الاجتماعات ويترجمها إلى واقع تستفيد منه مصر».

وعن اهتمام مؤسسة الرئاسة بالتوجه نحو بالصين والقارة الآسيوية بشكل عام، قال «قنديل»: «أشيد بهذه التوجه لأنه يعكس إدارك الرئيس السيسي للتغيرات التي حدثت على الساحة الدولية، فالقرن الواحد العشرين لاشك أنه سيكون قرنا آسيويا، فالرئيس أدرك انتقال القوى العالمية والاقتصادية من الغرب إلى الشرق، ويدرك تماما أن لنمو الاقتصادي العالمي سيكون مركزه آسيا خاصة الصين واليابان والهند، ولكن هذا الإدراك والتحرك لابد أن يكمله الجهاز التنفيذ والبيروقراطي لأن الرئيس لن يقدر أن يدير كل هذه العلاقات بمفرده، والجهاز البيروقراطي والتنفيذي لازم يكون ظهير له».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية