اهتمت الصحف العربية الصادرة الأربعاء بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، وقالت «النهار» اللبنانية إن المصريين استبدلوا المسلسلات الرمضانية بمحاكمة الرئيس السابق ونجليه في قضية سقوط «إمبراطورية الأموال والأعمال» الفاسدة التي أداروها بمساعدة حسين سالم.
وأشارت «النهار» إلى أن رجل الأعمال الهارب من مصر حسين سالم كان أول من استثمر في شرم الشيخ، ويقال إن علاقاته ومصالحه متشعبة لدرجة التدخل في صفقة بيع الغاز المصري لإسرائيل، والتي أنكر علاء مبارك أن يكون لديه معلومات بشأنها، كما قالت إن هناك أنباء تفيد بضلوعه في صفقات سلاح عديدة، كانت المخابرات المصرية على علم بها.
وقال جمال فهمي في مقاله بـ«النهار» إن الأربعاء يعتبر يوما تاريخيا بحق «إذ يشهد افتتاح محاكمة وطنية أولى لحاكم عربي وهو على قيد الحياة، وهو حادث لا يجد المرء له مثيلا في الذاكرة القومية والوطنية» القريبة أو البعيدة.
واعتبر أن المجيئ بمبارك من جناحه الرئاسي في مستشفى شرم الشيخ ومثوله في قفص الاتهام، يعتبر خطوة مصرية للأمام، رغم أن المحكمة نفسها عادية والقضاة عاديون لكن المتهمين هم الاستثناء بشخصهم وصفاتهم التي كانوا يحتفظون بها إلى عهد قريب.
أما «الحياة» اللندنية فوصفتها بأنها «محاكمة القرن»، وأنها مشهد استثنائي يظهر فيه مبارك ورجاله خلف القضبان، وهي المرة الأولى أيضا التي يظهر فيها مبارك منذ تنحيه في 11 فبراير الماضي.
وفي «الشرق الأوسط» كتب عبدالمنعم سعيد يقول إن مبارك «سوف يتعرض لعدة محاكمات حتى لو لم تتحمل صحته العليلة ذلك»، مضيفا أن مبارك اختار مصيره لأنه لم «يهرب من الميدان.. للتخلص من هم ثقيل لكنه لم يفعل ولم يستغل أمراضه الكثيرة لكي ينزوي في أحد مستشفيات العالم».
وشبه سعيد مبارك بأنه «كالجندي لا يترك الميدان، وهو بوطنيته يعرف متى ينسحب»، معتبرا أن مبارك كان «ضحية السلطة»، لافتا إلى أن الحلقة التي ضربت حوله كانت هي السبب في مصيره.
صحيفة «عكاظ» السعودية رأت أن مبارك تحول من «القبضة الحديدية» لمصر إلى دخول «القفص الحديدي» للمحكمة ومحاسبته على اتهامات تؤدي به إلى الإعدام.
وفي مقاله الافتتاحي، قال عبدالباري عطوان رئيس تحرير «القدس العربي» إن وقوف مبارك أمام القضاء للرد على اتهامات بالقتل والفساد ونهب المال العام، يعني سابقة تاريخية من نوعها بالنسبة للعالم العربي، وانتصارًا لإرادة الشعب. وأكد أنه «لا تعاطف مع الطغاة، ولا شفقة مع من تعاطى مع شعبه كما لو أنه قطيع من الأغنام»، لافتا إلى أسباب إدانة مبارك على مدار 30 عاما قضاها في حكم مصر.
من جانبها، اهتمت صحيفة «القبس» الكويتية بإدراج معلومات عن المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة، الذي اختارته محكمة استئناف القاهرة، ليقوم بأكبر حدث في تاريخ القضاء بمحاكمة الرئيس السابق ورجاله. وقالت إن رفعت انتقل من محاكمات الإخوان المسلمين إلى محاكمة رئيس مصر السابق، ووصفته بأنه «حازم، صارم في إجراءاته، متخصص في قضايا الأموال العامة».