يبدأ مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى، التابع لمكتبة الإسكندرية، مشروعا لتوثيق التراث المشترك بين واحة سيوة بمصر، ومدينة طنجة بالمغرب، تحت عنوان «سيوة - طنجة: تراث من أجل حياة أفضل»، بالاشتراك مع منظمة كوسبى الثقافية الإيطالية، وجمعية «سيوة لتنمية المجتمع وحماية البيئة»، وجمعية «البوغاز» بمدينة طنجة بالمغرب.
وقال الدكتور فتحي صالح، رئيس مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري، إن المشروع يتم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج «التراث الأوروبي المتوسطي 4»، ويهدف إلى تعزيز المعرفة والفهم الأفضل للأصول الثقافية المحلية، وخلق أدوات إدارة فعالة لضمان استدامة التراث المادي وغير المادي في مدينة طنجة وواحة سيوة، وتنشيط السياحة الثقافية بالواحة والمعرفة بالتراث الثقافي لها، والحفاظ على الثقافة الأمازيغية لمواجهة التشويه أو الاندثار.
وأضاف أن تراث واحة سيوة تعود جذوره إلى قبائل البربر بالمغرب الذين حضروا إلى مصر فى العصر الفاطمى، واتخذوا من عدة مدن مصرية سكنا ووطنا لهم ومن بينها واحة سيوة التى يعد معظم سكانها من البربر الأمازيغ، الذين جاءوا إلى الواحة بتراثهم وحضارتهم وثقافتهم فأضافوا إلى ثراث الواحة الكثير وأخذوا من سيوة ثقافتها وتراثها لخلق مزيج ثقافى مشترك من التراث المادى وغير المادى، وأصبحت عاداتهم مزيجا مابين الثقافتين المصرية والأمازيغية.
وأشار صالح إلى أن المشروع يستغرق ثلاث سنوات، وقال إن المركز يقوم بتدريب كوادر من أهل سيوة قادرة على جمع المادة التراثية وصياغتها، سواء كانت المادة ضمن التراث المادى أو غير المادى، وستتم مراجعته من قبل مشايخ واحة سيوة لتوثيقه وتصحيحه ومن ثم جمعه وأرشفته.
وقال المهندس أيمن خورى، نائب مدير مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى ومدير مشروع توثيق التراث الشعبى، إن البربر مجموعة من القبائل تشكل جزءا هاماً من سكان دول المغرب العربي الكبير، فمنذ العصور القديمة سكن الجزء الأكبر من هذه القبائل في المناطق الداخلية وسكنت بعض القبائل الصغيرة منها في المدن والمناطق الساحلية في بلاد المغرب العربي، مشيرا إلى أن أشهر وأكبر قبائل البربر هي صنهاجة وكتامة وعهامة ولواتة وزناتة وزويلة.
وأضاف أن معظم سكان واحة سيوة من البربر الأمازيغ الذين جاءوا إلى مصر عن طريق الفاطميين، حيث اعتمد الفاطميون في تأسيس دولتهم في مصر على قبيلة كتامة المغربية، وكانت منازلهم في القاهرة بحارة كانت تسمى حارة كتامة، وجاءت قبائل أمازيغية أخرى مع كتامة منها قبيلة زويلة وأطلق اسمها على إحدي بوابات القاهرة الفاطمية المعروفة الآن بباب زويلة، وقبيلة شعرية التي أطلق اسمها علي بوابة أخرى للقاهرة والمعروفة الآن بباب الشعرية، وهناك قائد أمازيغي اسمه سعادة اطلق اسمه علي منطقة بالجمالية اسمها درب سعادة، ولهذا يعد العصر الفاطمي مرحلة هامة في تاريخ الهجرات الأمازيغية إلى مصر، ففي هذا العصر انتقلت موجات كبيرة من المغرب، واستقرت في الجانب الغربي لمصر، في غربي الدلتا، والبحيرة والفيوم، والواحات وسائر الجهات الغربية من صعيد مصر.