بابتسامة واسعة، يستقبلك شريف زكريا، 35 عامًا، على بوابة الشاطئ، يُرحب بك وكأنّه صاحب المكان وأحد مُلاكه الرسميين، وهو بالفعل كذلك بحُكم عشرته الطويلة مع الرمال، فمهنة تأجير «الشماسى والكراسى» ورثها أبًا عن جد، ومُنذ جاء إلى الدنيا لا يعرف إلا جُملة واحدة: «دَق الشماسي» صيفًا، وصيد السمك شتاءً.
يروى شريف ذكرياته مع مصيف جمصة: «فى المواسم كُنا بنرص الكراسى 5 صفوف، والزبون يتخانق مين يقعد الأول»، هكذا، وبحماس شديد يصف كيف كانت المواسم «زمان»، أما الآن فاختلف الأمر، حتى فى يوم الجمعة أشد الأيام زحامًا، لا تجد سوى صف واحد، وبجانب الشماسى والكراسى يلجأ الناس إلى حلول بسيطة، ترشيدًا للنفقات: «أغلب الناس دلوقتى بتجيب ملايات وخيم عشان توفر المصاريف».
«مليون و300 ألف جنيه»، هو المبلغ الذى يدفعه شريف مقابل إيجار 200 متر من الشاطئ، بالإضافة إلى نسبة 7% مقابل خدمات النظافة، التى لا يشعر بها المصطافون، فعلى امتداد الشاطئ، تنتشر القمامة والمُخلفات، دون وجود أى صناديق نظافة.
أما بالنسبة لرصف جُزء من الشاطئ، تمهيدًا لسير المصطافين، فيقول شريف: «أنا صرفت بنفسى على رصف طريق عشان العواجيز وذوى الاحتياجات الخاصة».
وبحُكم العارف بأصناف المصيفين، يرصُد شريف التحولات التى يُلاحظها بخصوص أحوال المصطافين: «زبون جمصة ده مختلف، لأن المصيف متوسط، ومتاح لكل الناس، وقريب من الأرياف».
ويضيف بنبرة لا تخلو من الحسرة على زمنٍ مضى: «المصيف مبقاش زى زمان، مافيش اهتمام من مجلس المدينة، وكمان الناس اتغيرت ومبقاش فى مودة بينهم».