وسط إجراءات أمنية مشددة تنظر محكمة جنايات القاهرة،الاربعاء، أولى جلسات محاكمة الرئيس السابق، حسنى مبارك، ونجليه علاء وجمال، ورجل الأعمال المقبوض عليه فى إسبانيا حسين سالم، وحبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، و6 من مساعديه، بتهم قتل المتظاهرين، والتربح والإضرار العمدى بالمال العام، وتصدير الغاز لإسرائيل، فى جلستها المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار أحمد رفعت.
وقررت وزارة الصحة توفير فريق من الأطباء لمرافقة مبارك من مستشفى شرم الشيخ الذى يرقد فيه حالياً إلى أكاديمية الشرطة، فيما قالت مصادر طبية إن حالة مبارك مستقرة جسدياً لكنها متدهورة نفسيا، متوقعة نقله بالإسعاف الطائر، أو طائرة عادية.
وتشهد أكاديمية الشرطة إجراءات أمنية مشددة خارج المبانى، منذ الخامسة صباحا مع نشر قوات الأمن فى الطرقات المؤدية إلى القاعة، وفرض كردون أمنى من جانب القوات المسلحة على منافذ دخول الأكاديمية، والاطلاع على تحقيق الشخصية لكل من صدر له تصريح بحضور الجلسة من الإعلاميين والمحامين المدعين بالحق المدنى.
وقالت مصادر أمنية إنه من المنتظر أن يسيطر رجال الأمن أمام الباب الرئيسى على مداخل المبانى، على أن يكون الدخول من البوابة 1، وستجرى الاستعانة بالكلاب البوليسية والبوابات الإلكترونية لتفتيش الداخلين، وسيتم تسليم الهواتف المحمولة إلى أمن الأكاديمية قبل الدخول إلى القاعة.
وأضافت المصادر أن إجراءات التأمين غير عادية لأن القضية تضم متهمين يريد الأهالى الفتك بهم انتقاما لذويهم الذين استشهدوا فى المظاهرات، وبالتالى زادت الخدمات الأمنية خشية أن يتعرض أى منهم للاغتيال، موضحة أنه من المنتظر أن يصل المتهمون إلى الأكاديمية فى السابعة صباحا، ويتم إيداعهم أحد الفصول الدراسية التى تم تجهيزها حتى تكون بديلا لحجز المحكمة.
وأشارت المصادر إلى أن القوات المسلحة هى المسؤولة عن تأمين الأكاديمية من الخارج، بالإضافة إلى تأمين دخول الإعلاميين والمحامين إلى القاعة، وهناك 12 تشكيلا من الأمن المركزى، بالإضافة إلى التشكيلات الأمنية التى تضم ضباط المباحث التى ستكون مسؤولة عن تأمين القاعة التى ستشهد المحاكمة، وأوضحت أن الأكاديمية لها 13 بوابة، لم يتم الاستقرار على أيها سيتم إدخال المتهمين منها، مع تشديد إجراءات الدخول وتحديد أدوار الضباط المعينين خدمة، وفى حالة حدوث أى مشكلة ستتم إحالة الضباط المقصرين للمساءلة القانونية.
وقالت المصادر إن المأمورية المسؤولة عن ترحيل نجلى الرئيس السابق علاء وجمال وحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق ومساعديه الأربعة من سجن مزرعة طرة حتى الأكاديمية عبارة عن 3 مدرعات ضد الرصاص وسيارتى نجدة وسيارتى مرور و2 موتوسيكل مرور ومجموعة مسلحين من الأمن المركزى و35 ضابط شرطة ونظام و4 عقداء ولواءين خدمة تأمين.
وأكدت المصادر أن المأمورية المسؤولة عن نقل المتهمين ستكون معززة بحراسة مشددة غير مسبوقة خشية تعرض المتهمين للاغتيال، وستبدأ عملها قبل بدء الجلسة بـ4 ساعات، وسيتم نقل علاء وجمال داخل مدرعة ضد الرصاص، على أن تسبقها دراجة بخارية، وسيارة نصف نقل تابعتان لإدارة المرور، وتليها سيارة نجدة، أما المدرعة الثانية فسيكون بداخلها حبيب العادلى وحسن عبدالرحمن، وخلفها سيارتا شرطة، ثم مدرعة للواءات إسماعيل الشاعر، وأحمد رمزى، وعدلى فايد، وخلفها ٣ سيارات شرطة.
وتوقعت المصادر أن تكون هناك مدرعة رابعة مخصصة لنقل اللواءين أسامة المراسى، مدير أمن الجيزة السابق، وعمر الفرماوى، مدير أمن 6 أكتوبر، فى حالة إصدار رئيس المحكمة قراراً بحبسهما، وسوف يتم نشر قوات الأمن من سجن طرة على امتداد طريق ترحيل المتهمين حتى الاكاديمية.
ورصدت «المصرى اليوم» الثلاثاء بدء وضع الأكمنة الأمنية على طول الطريق ابتداًء من الطريق الدائرى والأوتوستراد الذى من المقرر أن يمر منه المتهمون الموجودون فى سجن مزرعة طرة حتى مقر انعقاد المحكمة، وبدأت مديرية أمن القاهرة فى تعيين ضابط وأمينى شرطة على بعد كل 3 كيلومترات تقريبا على طول المسافة، ورفضت مصادر بمصلحة السجون الإفصاح عن خط سير المتهمين كجزء من الخطة الأمنية.
فى سياق متصل، قررت وزارة الصحة توفير فريق من الأطباء لمرافقة مبارك من مستشفى شرم الشيخ، الذى يرقد فيه الآن، إلى أكاديمية الشرطة، وسافر الفريق الطبى إلى شرم الشيخ بالفعل صباح الثلاثاء .
وحذرت مصادر أمنية وعسكرية من وقوع اشتباكات بين المتظاهرين المتوقع حضورهم بأعداد غفيرة أمام الأكاديمية صباح اليوم، وبين عدد قليل من جانب أنصار مبارك والمؤيدين له، الذين أرسلوا رسائل قصيرة عبر الهواتف المحمولة تدعى مؤيدى مبارك للتجمع أمام المحكمة لمناصرته، فيما بدأ عدد كبير من الثوار وأسر الشهداء فى تجميع أنفسهم وكتابة لافتات تطالب بالقصاص من قتلة الثوار لرفعها أمام الأكاديمية.
وأكد المحامون عن المتهمين بقتل المتظاهرين أنهم سيطلبون فى جلسة اليوم تأجيل القضية لاستدعاء عدد من الشهود والاطلاع على أوراق القضية التى بلغت أكثر من 9 آلاف ورقة، فيما واصل فريد الديب، محامى مبارك، إغلاق هاتفه منذ نحو 3 أيام، وقال بعض المقربين منه إنه يعد المذكرة التى سيقدمها لرئيس المحكمة اليوم وسيطالب فيها بإعفاء مبارك من الحضور أمام هيئة المحكمة، نظراً لسوء حالته الصحية.
وفى جنوب سيناء تجرى استعدادات أمنية مكثفة لنقل مبارك فجر اليوم، رغم الغموض الذى سوف يحيط بعملية نقله لتأمينه حتى انتهاء المحاكمة، وقالت مصادر أمنية رفيعة المستوى إنه من المقرر نقله عن طريق طائرة هليكوبتر من مهبط الطيران الذى يوجد خلف المستشفى، أو عن طريق إسعاف طائر، مستبعداً نقله بطائرة حربية إلى مطار ألماظة، ثم نقله لأكاديمية الشرطة، مشيراً إلى إنه تمت الاستعانة بمئات من الضباط وجنود الأمن المركزى من طور سيناء لتأمين عملية النقل.
وقال مصدر طبى فى مستشفى شرم الشيخ إن حالة مبارك النفسية تتدهور بشكل سريع وتزداد سوءاً مع اقتراب المحاكمة، مشيرا إلى أن حالته الصحية مستقرة نسبيا ومناسبة لعمره.
من ناحية أخرى، قالت مصادر أمنية إن قوات من الجيش والشرطة تقوم بعملية تأمين وصفتها بـ«الاستثنائية» على طول المجرى الملاحى لقناة السويس، تحسبا لأى مخاوف من تنفيذ التنظيمات الجهادية المسلحة بسيناء أى عمليات جديدة بالتزامن مع محاكمة مبارك.
وأوضحت المصادر أن خطة التأمين وضعت فى إطار معلومات وردت عن احتمال تنفيذ تلك التنظيمات أعمالاً هجومية على غرار ما حدث فى العريش، مما أدى إلى استشهاد ضابطى من الشرطة والجيش وعدد من المواطنين .
وأكدت المصادر أن عمليات التأمين تشمل توقيف المشتبه بهم من العابرين من وإلى سيناء عبر الكبارى والمعديات على القناة، إلى جانب الفحص الإلكترونى لحمولات السيارات ومكوناتها، مشددة على استمرار تلك الإجراءات المرحلة المقبلة إلى أجل غير مسمى.