x

«إسكندرية اليوم» تعيش لحظات الحزن والذعر فى انهيار مصنع الملابس بـ«محرم بك»

الخميس 16-12-2010 08:00 | كتب: شيماء عاطف, نسمة علي |
تصوير : حازم جودة

كشف انهيار مصنع الملابس الداخلية فى منطقة محرم بك العديد من القصص الإنسانية والحكايات، ولم تتوقف الكارثة عند وفاة الضحايا ولكن تبين أن العديد منهم من الأطفال الذين يعملون لسد احتياجات أسرهم، فتجمع ذووهم فى المنزل المقابل للمصنع لمشاهدة عمليات استخراج الضحايا إلا أن سريان شائعة بانسحاب قوات الحماية المدنية أثار حفيظتهم، حتى كادوا يشتبكون مع عمال الإنقاذ، والتقت «إسكندرية اليوم» مع عدد من الأهالى الذين وصفوا لحظات الفزع.

فى البداية قال وليد شحاتة، أحد سكان المنطقة، إن المصنع يستخدم ماكينة كبيرة كانت تؤدى إلى حدوث هزات أرضية فى البيوت المحيطة، مؤكداً أن أصحاب العقار المجاور للمنشأة سبق أن تقدموا بشكوى إلى الحى، بشأن تضررهم من هذه الهزات، وسبق أن تم إغلاق المصنع، قبل أن يعاد تشغيله مرة أخرى.

وقال شحاتة إنهم فوجئوا فى صباح يوم الحادث بسماع صوت ارتطام شديد، وباستطلاع الأمر وجدوا المصنع انهار على العمال، الذين يبلغ عددهم حوالى 65 عاملاً.

وقال «محمد»، أحد شهود العيان «فوجئنا بانهيار المصنع حوالى الساعة 12 ظهراً، وعلى الفور أبلغنا قوات الحماية المدنية، وحاولنا إنقاذ العمال بمجهودنا الشخصى، ولكننا لم نستطع حتى جاءت قوات الحماية المدنية، وقمنا بمساعدتهم أنا وشباب المنطقة فى استخراج الضحايا».

وقالت فوزية السيد، إن المصنع يتكون من 6 أدوار، كان الدور الأول مخصصا كمخزن، والثانى للمكواة، والثالث مقص دار، والرابع إدارة، والخامس للماكينات، والسادس المصنوع من الصاج مخصص لتخزين الأقمشة والبضائع.

خلف الحواجز الأمنية كانت تقف فتاة وهى تصرخ: «حرام عليكم يا ناس، أنا عايزة أشوف أبويا»، تبين أن اسمها «منى محمد السيد»، وأن والدها يعمل فى المصنع، وقالت لـ«إسكندرية اليوم»: «كنت فى عملى، وأخبرونى بأن المصنع الذى يعمل فيه والدى انهار، فهرعت مسرعة إلى موقع الحادث، ولكنى فوجئت بالأمن يمنعنى من الوصول إلى مكان الحادث لكى أطمئن على والدى، وأقف منذ 7 ساعات تحت الأمطار فى انتظار معرفة أى أخبار عن والدى».

وقالت أم على، إحدى أهالى الحى: «حرام اللى بيحصل ده، شباب زى الفل راح بسبب الإهمال، خصوصا الأطفال الصغار اللى بيشتغلوا فى المصنع، وكلهم فقراء، الله يكون فى عون أهاليهم اللى اضطروا يشغلوهم بسبب الفقر».

وقالت سيدة كانت تبكى وهى جالسة على الرصيف المقابل للمصنع: «ربنا يستر لأن معظم اللى بيشتغلوا فى المصنع أطفال صغار، ليس منهم أحد من أقاربى، ولكن أنا عارفاهم، وكلهم زى أولادى لأن المنطقة شعبية وكلنا أسرة واحدة». بينما أشار عاشور المصرى، أحد المقيمين فى المنطقة، إلى أن المصنع أنشئ منذ سنوات عديدة، ولم تجر له أى أعمال ترميم طوال تلك المدة، وأغلب العاملين فى المصنع من صغار السن.

ورصدت «المصرى اليوم» حدوث مشادات بين قوات الأمن والأهالى بسبب احتجازهم تحت الأمطار حتى الساعة السابعة مساء، وحاولوا اختراق الحاجز الأمنى للاطمئنان على ذويهم، قائلين: «حرام عليكم، عايزين نطمن على أولادنا، إحنا هنا من الصبح، ومافيش حد بيطمنا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية