x

مايكل أنجلو المصرى: مواطن يحول «موقعة الجمل» إلى تماثيل خردة

الثلاثاء 02-08-2011 19:55 | كتب: يمنى مختار |
تصوير : محمد كمال

«من البيكيا.. وإليها نعود».. هكذا لخص رؤيته لكل ما حوله، واستطاع باستخدام قطع حديد الخردة أن يعيد إلى الأذهان مشاهد مؤلمة من موقعة الجمل الشهيرة، حيث حول مفرداتها وتفاصيلها إلى مجرد تماثيل خردة.


بهدوء.. جلس أمام قطع الخردة، يلوى هذا ويصنفر هذه، لتخرج من بين يديه قطع فنية جمالية، لا تعكس بأى حال من الأحوال كونها تعبر أو تؤرخ لإحدى أهم لحظات الثورة، عندما اقتحمت الخيول والجمال ميدان التحرير لتفرق المتظاهرين، فيما عرف إعلامياً وتاريخياً باسم «موقعة الجمل» ليصبح الفنان أحمد يحيى، بفضل هذه المعركة، وبفضل تماثيله الخردة عنها «مايكل أنجلو المصرى» كما وصفه الكاتب الصحفى جمال الغيطانى. أول تماثيله الخردة عن الثورة كان الحصان الجامح، استغرق فى يديه 15 يوماً، واستخدم الخردة فى صناعته ليعبر من خلاله عن حالة الثورة التى يعيشها المصرين، ووضع قيدا مكسورا فى إحدى أرجله ليعبر عن كسر كل القيود والحواجز واتجاه الشعب نحو الحرية بعد أن ظل مقيدا لسنوات.


صنع «يحيى» تمثالاً يعبر به عن التضامن بين طوائف الشعب المصرى من خلال شابين استخدم الخردة والزلط لتصميمها، بحيث يظهر كل منهما ممسكاً بمصحف وصليب، بينما يمسكان علم مصر فى اليد الأخرى. أما موقعة الجمل فقد أبدع «يحيى» فى تصويرها من خلال تجسيد البلطجى الذى يقود الجمل بأنبوبة بوتاجاز ليعبر عن الانفجار الذى حدث داخل الميدان بعد أن اقتحمه أصحاب الجمال والخيول، واستخدم شرائح من الصاج الخردة وسلك اللحام ليشكل بها باقى أجزاء الجمل لتصل تكلفته الإجمالية إلى أكثر من 15 ألف جنيه.


تتشابه قصة «يحيى» مع كثير من الشباب أعطتهم الثورة دفعة وانطلاقة نحو تحقيق أحلامهم، خاصة أنه يعتبر نفسه أحد ضحايا النظام السابق، حيث اضطر إلى ترك التعليم بعد إنهاء المرحلة الإعدادية ليعمل ويساهم فى توفير نفقات أخواته السبع، واتجه إلى العمل فى إحدى ورش الحدادة فى منطقة القومية العربية المتخصصة فى تصنيع الأبواب والنوافذ الحديدية.


«يحيى» نجح فى إقامة أول معارضه فى أتيليه القاهرة، حيث صنع أكثر من 36 قطعة فنية من الخردة، تتمحور كلها حول الشخصية المصرية مثل بائع الفول وبائع البخور، لاقت إقبالاً كبيراً من الجمهور حتى إنه نجح فى بيع أكثر من نصف القطع التى صنعها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية