ألقت أحداث سوريا ظلالها على كل الصحف العالمية الصادرة الثلاثاء، كما اهتمت الصحف بتطورات قضية الإرهابي النرويجي واعترافاته، وكيفية تلقي المصريين خاصة الفقراء منهم للثورة، ومدى تأثير مليونية «وحدة الصف» الإسلامية على فض الاعتصام في ميدان التحرير الاثنين.
صمت المتواطئين
ذكرت شبكة «سي بي إس نيوز» الأمريكية أن الدول العربية قابلت المجزرة السورية في شهر «رمضان» بالصمت، موضحة أن الرئيس السوري بشار الأسد حول الشهر الكريم الذي يتعلم فيه المسلمون الصبر والخضوع لله إلى شهر يخضع فيه الشعب السوري لحكمه.
وقالت: «إن الدبابات وقوات الجيش استخدمت القوة المفرطة، لسحق المتظاهرين خلال اليوم الأول من رمضان، واستمرت خلال الثلاثاء، ما جعل حصر الضحايا شبه مستحيل، لكن شهود العيان قالوا إن يومين من القصف أسفرا عن مئات الشهداء، معظمهم في حماه.
وانتقدت رد فعل الدول العربية «المرعوبة من انتقال الثورات إليها»، ومن صمتها على الجرائم التي تحدث في سوريا، موضحة أنه ربما لو سنحت لتلك الدول استخدام نفس التكتيكات السورية لقمع المحتجين لما تأخرت، كما حدث في البحرين مثلا.
إرهابي مسيحي
بعد أسابيع على ارتكاب السفاح النرويجي أندير بريفيك جريمته التي أودت بحياة أكثر من 70 شخصا، تساءلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية: هل يمكن إطلاق صفة «إرهابي» على بريفيك المسيحي؟
وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرين شعروا بالذعر، عندما قامت وسائل إعلام بوصف «بريفيك» باعتباره «إرهابيا»، وقالت: «إن الأمر أثار جدلا كبيرا عن "المعايير المزدوجة" التي يتعامل بها الناس مع الإرهابيين، طبقا لاختلاف ديانتهم».
وأضافت: «إن الأزمة كانت في الإعلام الأمريكي والإسلامي، لكنها لم تشكل أهمية كبيرة للإعلام الأوروبي، الذي لم يهتم بديانة بريفيك أو بالألفاظ المستخدمة في وصفه»، موضحة أن الإعلام الأمريكي أو معظمه رأى أنه من «المروع» إطلاق لفظ «إرهابي» على بريفيك، فيما استنكر البعض ربط الديانة بالجريمة، كأن يطلق اللفظ على المسلمين فقط إذا ارتكبوا أفعالاعنيفة أوجرائم.
الثورة المصرية والفقراء
صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية قالت الثلاثاء: « إن فقراء مصر لا يتحملون تكلفة الثورة»، مشيرة إلى استنكار كثير من المصريين استمرار الاعتصامات أو الاحتجاجات، بسبب تأثيرها على الوضع الاقتصادي، ويرون أن «الثورة استمرت أكثر من اللازم».
وأوضحت على لسان بعضهم أن «ما يحدث الآن ليس ثورة وإنما تخريب»، قائلة إن الاتحاد الذي جمع صفوف المصريين للإطاحة ب«مبارك» أثناء الثورة التي استمرت 18 يوما، يختفي الآن بسبب الاختلافات التي نشبت بين الثوار والمواطنين العاديين.
وقالت الصحيفة الأمريكية: «إن الأمة التي ألهمت العالم العربي وساعدت على إشعال فتيل الثورة في عدة دول تنادي بالديمقراطية، أصبحت الآن مكانا للأحلام المتكسرة والانقسامات والمرارة».
مليونية الشريعة وفض الاعتصام
أعرب مارك لينش في مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية عن قلقه مما حدث في مليونية «وحدة الصف» التي تجمع فيها أكبر عدد من الإسلاميين في ميدان التحرير، وتأثيره على فض اعتصام الميدان بالقوة، متسائلا عن القوة التي تملك التحدث باسم الثورة الآن.
واعتبر أن تنظيم مليونية الجمعة الماضي كان مجرد «استعراضا لقوة الإسلاميين»، مدعوما براغبي «الاستقرار» ومؤيدي المجلس العسكري ورافضي الليبراليين والمبادئ فوق الدستورية. وأضاف أن تغطية الإعلام الغربي للمليونية كان «مضللا»، فلم يكن علم السعودية هو الوحيد الموجود في الميدان، ومن طالبوا بالإفراج عن عمر عبدالرحمن كانوا من «الجماعة الإسلامية» فقط، وكان في الميدان عدد كبير من النساء.
لكنه عاد ليقول إن الانتخابات المقبلة هي التي ستحدد مسار الديمقراطية في مصر وليس أعداد الناشطين في الميادين، سواء كانوا من الإسلاميين أو غيرهم، وإن المهم هو أن يتلقط الجميع أنفاسهم ليفكروا في كيفية التأكيد على مدنية الدولة أيا كانت الاختلافات.