أرجع أستاذ الإعلام بجامعة جورج واشنطن ستيفن روبرتس، ظهور ظاهرة المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، إلى خبرة المرشح الجمهوري الإعلامية، ومهارته في استخدام «تويتر»، مشيرا إلى أن ترامب يدرك منذ البداية أنه لن يربح هذه الانتخابات، وربما كان يسعى من خلال ترشحه لمزيد من الشهرة تمكنه من إنشاء إمبراطورية إعلامية.
وقال روبرتس، في حلقة نقاشية عبر الفيديو كونفرانس نظمتها السفارة الأمريكية بالقاهرة أمس في إطار برنامج للتعريف بسير عملية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إن ظهور ظاهرة ترامب بهذا الشكل يرجع في البداية إلى كونه «مقدم برامج تليفزيونية محترف»، يدرك كيفية التعامل مع التلفزيون كوسيلة إعلامية بسيطة، لا يمكنها عرض الموضوعات المعقدة والاستفاضة في تفاصيلها، لأن الصورة تحد من تركيز الجمهور على المعلومات المعقدة.
وأضاف روبرتس، الذي عمل كمدير لمكتب صحيفة نيويورك تايمز في الولايات المتحدة وقام بتغطية 13 انتخابات رئاسية أمريكية، إن خبرة ترامب في التليفزيون وفي الرسائل التي يبحث عن نقلها جعلته يحصل على ما يقدر قيمته بـ2 مليار دولار أمريكي من ساعات البث التليفزيون مجانا، وحصل على تغطية أكثر من منافسيه الجمهوريين، وأكثر بنسبة 40% من منافسته هيلاري كيلنتون.
وتابع روبرتس إن العامل الثاني الذي أدى إلى ظهور ترامب هو مهارته في استخدام تويتر، وهو وسيلة أكثر بساطة وغباء من التليفزيون، فلا يمكن نقل معلومات معقدة في 140 حرفا، مشيرا إلى أن ترامب لديه 7 ملايين متابع على تويتر، وهو يعرف نوعية الرسائل التي من الممكن أن تثير الجمهور، وهي الرسائل الجدلية والصادمة.
وقال: «قد لا يكون لترامب خبرات سياسية، مثل منافسته كلينتون، لكن إعلامي محترف، استطاع أن يقود الإعلام ويحقق ظاهرة ترامب»، مشيرا إلى كلينتون ليست نشيطة على تويتر مثل ترامب، واستجابتها للرد عبر السوشيال ميديا أبطأ كثيرا، لكنها في المقابل لديها تواصل مع مؤيديها عبر البريد الإلكتروني، حيث استفادت من قاعدة بيانات مؤيدي الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما.
وأضاف إن «هناك نظرية تقول إن ترامب يعلم أنه غير مؤهل للرئاسة، ولم يكن يتوقع أن يصل إلى هذا الحد في الانتخابات، وربما لا يريد أن يكون رئيسا، وأنه سيعمل بعد الخسارة على تكوين إمبراطورية إعلامية باسمه، فهو رجل يعشق وضع اسمه على الأشياء».
وأشار روبرتس إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن 80% من الناخبين يؤيدون كلينتون، وقال: «رغم ذلك فإن الانتخابات لم تنته بعد، فكلينتون تحاول تحقيق شيء لم يحدث في التاريخ الأمريكي إلا مرتين، وهو بقاء الرئاسة في حزب واحد لأكثر من فترتين رئاسيتين».
ويؤكد روبرتس :«حصول الديمقراطيين على الرئاسة لأكثر من فترتين أمر صعب جدا، ويخالف عقيدة الناخب الأمريكي الذي اعتاد ألا يحصل الحزب الحاكم على أكثر من فترتين رئاسيتين»، مشيرا إلى أنه رغم خبرة كلينتون السياسية إلا أنها وجه سياسي مألوف لديه أصدقاؤه وأعداؤه، ومشاكله، كما أن «الأمريكيون يعتبرون أن عائلة كلينتون لا تقول الحقيقة ولا يمكن الوثوق بها»، في المقابل فإن فوزها سيكتب تاريخا جديدا في الولايات المتحدة بوصول سيدة إلى البيت الأبيض للمرة الأولى في التاريخ الأمريكي.
وقال روبرتس: «للأسف كلا المرشحين غير جيدين وليدهما سلبيات»، مشيرا إلى أن النساء المتعلمات يفضلن انتخاب كلينتون، في حين ربما يفضل العمال والأقل تعليما ترامب، ومن دراسة الانتخابات الأمريكية نعرف أن الكتلة الحرجة والتي ساهمت من قبل في فوز أوباما هي أصوات السيدات.
وأوضح روبرتس أنه «لا يمكن لترامب الفوز بأصوات البيض فقط، لأن الأقليات أصبحت تشكل نسبة مهمة من الناخبين»، متوقعا لأن يبدأ ترامب في تخفيف لهجته تجاه المهاجرين للحصول على أصواتهم.