ألونسو على خطى قادة بايرن أمثال بيكنباور وماتيوس

واجه جوارديولا انتقادات بسبب استدعائه لتشابي ألونسو في بايرن، لكنها تلاشت بسرعة بسبب مستوى ألونسو الرائع. غير أن مستواه تراجع بشدة ليظهر حديث قوي حول رحيله، والآن عاد ليقدم نفسه كقائد كبير للبافاري مثل بيكنباور وماتيوس.

على العكس من فترات طويلة في الموسم الماضي ظهر الإسباني تشابي ألونسو، نجم خط وسط بايرن ميونيخ، بشكل رائع في افتتاح مباريات الموسم الجديد للدوري الألماني «بوندزليجا» أمام فريق فيردر بريمن، والتي انتهت بفوز بايرن 6- صفر، افتتحها ألونسو بهدف في الدقيقة التاسعة من تسديدة أكثر من رائعة على بعد مسافة 20 مترا من مرمى بريمن، سددها بأعصاب قوية وتقنية رائعة. ليس هذا فقط وإنما تحكم في سير اللعب عبر 61 تمريرة خلال تواجده على أرض الملعب.

كانت تمريرات ألونسو في مباراة بريمن متنوعة عرضية وبقطر الملعب وتمريرات خطيرة، لم تخطئ طريقها سوى سبعة فقط، حسب المحرر الكروي المخضرم رايموند هينكو في موقع «شبورت بيلد».

وعندما استبدل المدرب الإيطالي أنشيلوتي لاعبه الإسباني المخضرم «34 عاما» بعد مرور نحو ساعة من عمر المباراة وقف 75 ألف متفرج في ملعب أليانز أرينا، وبدأوا في التصفيق تحية للنجم الكبير، الذي كانوا ينتقدونه كثيرا الموسم الماضي.

لقد دخل ألونسو، القادم من إقليم الباسك قلوب عشاق ومشجعي الفريق البافاري في تلك الليلة، كما منحته صحيفة «بيلد» أعلى تقييم في المباراة «درجة 1»، ووجه هينكو حديثه لألونسو قائلا: «دخلت قلوبهم لأنهم رأوا فيك قائدا حقيقيا، وخليفة عظيما للشخصيات الكبيرة التي كانت قائدة لبايرن»مثل«فرانز بيكنباور وبول برايتنر ولوتار ماتيوس...» ويطلب رايموند هينكو من تشابي ألونسو، الذي يعتبره رمزا للباسكيين الأقوياء، أن يقود بايرن للانتصار على أتليتكو مدريد عندما يلتقي الفريقان في أواخر سبتمبر في إسبانيا ثم في السادس من أكتوبر في ميونيخ في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا. ثم ريال مدريد أيضا في مرحلة ما ربما في ربع النهائي ونصف النهائي مثلما فعل من قبل مع بايرن ميونيخ قبل ثلاثة أعوام: «عزيزي تشابي لقد جئت»حينها«مع كارلو أنشيلوتي»مدرب الريال آنذاك«إلى ميونيخ واكتسحتما سويا من الناحية التكتيكية بيب جوارديولا،... في نصف النهائي.» كانت تلك المباراة، التي لا تُنسى في مساء 29 أبريل 2014، وليلتها تعرض بايرن ميونيخ بقيادة جوارديولا لأكبر فضيحة كروية على ملعبه حينما خسر بنتيجة صفر- 4 في أكبر هزيمة له على ملعبه في دوري أبطال أوروبا. وفي تلك المباراة أظهر المدرب كارلو أنشيلوتي آنذاك أنه المعلم الأكبر تكتيكيا في مواجهة الأيقونة جوارديولا، أكبر من طبق نظرية تفوق بايرن عبر كل العصور.

كما ظهر لاعبو مدريد لا سيما رونالدو بشكل أبطال العالم وهو ما حدث فعلا فيما بعد، علما بأن ألونسو قد حصل في تلك المباراة على بطاقة صفراء حرمته من الاشتراك في المباراة النهائية. وبعد تلك المباراة بشهور قليلة قام جوارديولا باستدعاء ألونسو للعب في بايرن ميونيخ قبيل إغلاق سوق الانتقالات مقابل عشرة ملايين يورو، ليحل محل شفاينشتايجر، الذي كانت تمنعه الإصابة تلو الأخرى من العودة للعب، بعدما أدى في ذلك العام أداء بطوليا مع المانشافت في مونديال البرازيل 2014. بايرن وتذبذب مستوى ألونسو تعرض جوارديولا آنذاك لانتقادات بسبب ألونسو لكن المحارب الباسكي أسكت بسرعة تلك الانتقادات، حينما ظهر بشكل رائع وصار أكثر اللاعبين لمسا للكرة في مباراة في الدوري الألماني حينما لمس الكرة في مباراة كولونيا 206 مرات، وفاز فيها بايرن بهدفين نظيفين.

ليس هذا فقط وإنما وفقا لمجلة «شبورت بيلد» كانت نسبة دقة تمريراته هي 89 في المائة. ما جعل جوارديولا يقول: «لا يمكننا الفوز دون ألونسو». لكن في الدور الثاني من البوندزليجا «2014/2015» انخفض أداء ألونسو كثيرا، كما كان أداؤه في دوري أبطال أوروبا متوسطا، علاوة على ذلك أهدر ركلة ترجيح أمام دورتموند في كأس ألمانيا ليودع البافاري البطولة. ولذلك كثر الحديث حول رحيله عن بايرن، في عام 2015. لكنه لم يرحل وإنما تم تمديد عقده الذي كان سينتهي في يونيو 2016.

وعاد الآن ألونسو في الموسم الجديد إلى مستوى مشرف أجبر منتقديه على الاعتراف بقدراته، ومن أهمها أن يكون قدوة للاعبين الشباب. فعلى سبيل المثال يوسوا كميش، موهبة بايرن الشابة «21 عاما» يقول «قدوتي كانت دائما هو تشابي ألونسو».