قال الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك إن الثورة المصرية «تتعرض للخيانة»، معتبراً أن «الجيش يتعاون مع الإخوان المسلمين لبناء مصر تشبه كثيرا تلك الدولة التي حكمها مبارك وأطاحت بها الثورة».
وأكد فيسك في صحيفة «إندبندنت» البريطانية، الثلاثاء، أن «الثوار الشباب والعلمانيين، الذين كانوا السبب فعلا في الإطاحة بمبارك وواجهوا رجاله وبلطجيته في الشوارع، أصبحوا في هامش الصورة الآن ويتم إقصاؤهم لصالح الإبقاء على النظام القديم».
ورأى فيسك أن الصورة غائمة الآن، كما أن الربيع العربي على وشك أن يتحول إلى خريف، و«الشيء الوحيد الذي سيحصل عليه الثوار الشباب الذين طالبوا بالكرامة والحرية هو مشهد أسد عجوز في قفص حديدي الأربعاء»، في إشارة إلى محاكمة مبارك التي ستبدأ في أكاديمية الشرطة غدا.
وأوضح أنه «لولا طاقة الشباب المصريين وإصرار أهالي شهداء بلغ عددهم على الأقل 850 شهيدا، لما وقف مبارك ورجاله ونجليه أمام القضاء ليحاسبوا في نفس القفص الذي صنع خصيصا لأعدائهم من قبل».
وأشار إلى أن غالبية المصريين يعتقدون أن «محاكمة الأربعاء خطوة لتهدئة الناس، وبعدها يتم تأجيل الجلسات حتى يموت الرئيس السابق على فراشه في شرم الشيخ، ويستمر المجلس العسكري في لقائه بالإخوان المسلمين وإقصاء العلمانيين والليبراليين من المشهد».
وقال فيسك إن اللواء محمد العصار، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أكد خلال زيارته إلى واشنطن مدى النضج الذي وصلت إليه جماعة الإخوان المسلمين»، معتبراً أن رجال المجلس العسكري «سيفعلون أي شيء لتجنب حدوث تغيير حقيقي كالذي يصر عليه الثوار الأصليون».
واختتم فيسك مقاله مشيرا إلى أنه بدلا من هدم النظام القديم الفاسد بالكامل، و«لن يحصل الثوار إلا على إصلاح من الداخل بنفس الوجوه القديمة ونفس الطرق البالية بمساعدة الإسلاميين الذين كانوا السبب في دعم واشنطن لنظام مبارك في الأساس، وحينما يأتي وقت التعامل بسياسات مبارك، سيتم التضحية بهم باعتبارهم تهديداً للدولة، وتعود الكرة من جديد».
