اهتمت الصحف العربية الصادرة الثلاثاء, بعمليات الإبادة التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه، ومحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك الأربعاء, والآراء القانونية فيما إذا كان سيمثل أمام القضاء أم لا، بالإضافة إلى فض اعتصام ميدان التحرير بالقوة من قبل الجيش والشرطة.
مجزرة جديدة في حماة
استمرارًا لحملات تصفية الشعب السوري، قالت «النهار» اللبنانية إن قوات بشار الأسد قصفت مدينة حماة، وأوضح شهود عيان أن الدبابات السورية فتحت النار على أحياء سكنية في أنحاء حماه في أعنف قصف تشهده المدينة في الهجوم المستمر منذ يومين. وأشاروا إلى أن القصف المكثف بدأ بعد صلاة العشاء وتركز على المناطق القريبة من دوار بلال في شمال غرب المدينة.
أما الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» الرسمية فنقلت عن مصدر مسؤول أن «قوات الجيش لاتزال تنفذ مهمتها في فتح الحواجز والمتاريس، التي كانت قد نصبتها مجموعات مخربة على المداخل الرئيسية لمدينة حماه، ويجري اشتباك واسع النطاق كون هذه المجموعات منظمة في وحدات وهي تستخدم أسلحة متطورة وتقوم بتفخيخ الشوارع الرئيسية».
من جانبها، اتفقت صحيفة «الوطن» السورية مع وكالة الأنباء السورية الرسمية، ونفت أن يكون الجيش السوري دخل أحياء مدينة حماه، قائلة إن «وحدات الجيش طوقت مداخل المدينة الأربعة فقط، وعملت على إزالة الحواجز التي كانت تعترض السكان». وطالبت الصحيفة الأهالي بإزالة كل الحواجز في المدينة و«السماح لكل السكان بممارسة الحياة الطبيعية وللدولة بملاحقة المسلحين، والتوقف عن ترويع المواطنين وتهديدهم».
واعتبرت صحيفة «السفير» أن القيادة السورية بدت مصممة على الحسم العسكري للأزمة السياسية التي تواجهها منذ شهر مارس الماضي، دون أي اعتبار للثمن الباهظ الذي يدفعه السوريون بأرواحهم أو للعواقب السياسية. ورأت أن ارتفاع عدد الضحايا واستخدام القوة المفرطة أدى إلى منح القوى الخارجية الأمريكية والأوروبية مبررات أقوى للتدخل في سوريا.
أما صحيفة «الشرق الأوسط» فقالت إن قصف حماه كان يستهدفها كل 10 دقائق، وأن حماه ودير الزور تقريبا خرجتا عن سيطرة الحكومة السورية، فالمظاهرات استمرت ليلا، والمتظاهرون لا يبدون على استعداد للرضوخ. وشبهت الصحيفة ما فعله بشار بمدينة حماه اليومين الماضيين، بما ارتكبه أبوه حافظ الأسد، الرئيس السوري السابق في نفس المدينة في الثمانينيات والتي أسفرت عن 10 آلاف قتيل على الأقل من حماه وحدها.
وأضافت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر استنكرت ما يحدث في سوريا، وأصدرت بيانًا قالت فيه إنه من المؤسف أن الجيش السوري الذي لم يطلق رصاصة واحدة طوال 40 عاما على العدو الصهيوني قتل في يوم واحد أكثر من 145 مواطنا أعزل، معتبرة أن دماء السوريين ستكون الوقود لتحرير الوطن وحرق النظام.
فض اعتصام التحرير
وفي مصر لم تكن الأجواء أقل خطورة، عندما تدخلت قوات الأمن والجيش لفض اعتصام ميدان التحرير بالقوة، وفككت خيام المعتصمين. وقالت «الحياة» اللندنية إن الشرطة العسكري استخدمت الهراوات لتفريق المعتصمين، وفتحت الطرق بالقوة أمام السيارات والحافلات للمرور.
وفي الوقت الذي اعتقلت فيه القوات أكثر من 100 من المعتصمين، أعلنت صفحة رئاسة الوزراء أن الشرطة ألقت القبض على عدد من «البلطجية» في ميدان التحرير. وأوضحت «الشرق الأوسط» أن المعتصمين فوجئوا بمدرعات الجيش والشرطة على مداخل الميدان وحاول البعض تشكيل حواجز ودروع بشرية أمام قوات الأمن ورشقوا البعض بالحجارة إلا أن الشرطة العسكرية أطلقت بعض الأعيرة في الهواء، واحتمى بعض المعتصمين بمسجد عمر مكرم فحاصرته قوات الأمن حتى خرج المعتصمون منه، كما قالت الصحيفة.
أما «النهار» اللبنانية فقالت إن عددًا كبيرًا من الائتلافات والقوى السياسية كانت قد قررت تعليق الاعتصام، وكان أكثر المعتصمين في الميدان من أهالي شهداء ثورة 25 يناير. ووصفت «عكاظ» السعودية المشهد قائلة إنه بينما كانت القوات تزيل الخيام وتخلي الميدان ممن فيه، صفق بعض المارة مع مرور السيارات والحافلات في ميدان التحرير الذي كان مغلقا أمام حركة المرور، وأضافت أن غلق الميدان «أغضب بعض المصريين الذين يقولون أنهم ضاقوا ذرعا بالاحتجاجات، مشيرين إلى أنها تعطل حياتهم وتلحق أضرارا بالاقتصاد».
محاكمة مبارك
على صعيد آخر، اهتمت أكثر من صحيفة بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية السابق حبيب العادلى وستة من مساعديه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم التي تبدأ الأربعاء بقاعة المحاضرات الكبرى بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.
وقالت «المدينة» السعودية إن 50 محاميا، على رأسهم محامي يدعى يسري عبدالرازق تطوعوا للانضمام إلى هيئة الدفاع عن مبارك، وقال عبدالرازق لـ«المدينة»: إن 800 محامٍ من مؤيدي الرئيس السابق اجتمعوا مع ائتلاف «ميدان مصطفى محمود» واختاروا 50 محاميًا من بين هؤلاء المحامين لينضموا إلى هيئة الدفاع عن مبارك. وأضاف: «إن هناك مؤتمراً صحفياً سوف يعقد مساء الثلاثاء بميدان مصطفى محمود عقب صلاة العشاء»، وقال: «سوف نستمر في المؤتمر حتى صلاة الفجر، وبعدها نستقل سيارات خاصة وأتوبيسات للتوجه مباشرة إلى المحكمة».
وأوضحت صحيفة «القدس العربي» أن حضور المتهم في محكمة الجنايات «وجوبي ولا تبدأ المحاكمة في غيابه»، فيما صرح مصدر قضائي لـ«الرياض» السعودية: إنه يجوز لمبارك التغيب عن جلسات المحاكمة إذا ما أثبت محاميه تعذّر حضوره لأسباب طبية، موضحا أن لهيئة المحكمة الحق في انتداب لجنة من الطب الشرعي أو أساتذة من كلية الطب لإجراء الكشف الطبي على مبارك والوقوف على حالته الصحية أو إيفاد أحد أعضائها إلى مقر المستشفى بشرم الشيخ للتحقق بنفسه.
وأضافت «الرياض» أن محامي الرئيس السابق فريد الديب يحاول الحصول على تقارير طبية تفيد بأن حالته لا تسمح بنقله، مشيرة إلى أنه يصعب محاكمة مبارك وهو «ابن للمؤسسة العسكرية»، ما يمثل حرجا للمجلس العسكري الحاكم للبلاد.