x

د. جابر عصفور.. الإمساك بزمن جميل مضى

الأربعاء 15-12-2010 18:12 | كتب: أيمن عبد الهادي |
تصوير : اخبار


«يعترف الدكتور جابر عصفور فى عنوان أحدث كتبه، الصادر منذ أيام بأن نوعاً من الأسى يعترى نفسه على ماض جميل قد انتهى، فالكتاب الذى صدر منذ أيام عن «الدار المصرية اللبنانية» يحمل عنوان «زمن جميل مضى»، ولعل ذلك هو السبب فى أن يصدر مدير المركز القومى للترجمة هذه السيرة، التى ضمت صوراً قلمية يسترجع فيها هذا الذى قد ولى ويحاول الإمساك به والذى - على حد تعبيره - «يمنح فعل استرجاعه النفس على التشبث به، والعودة إليه، واللجوء إليه، فى نوع من استراحة المحارب، أو فى نوع من التقاط النفاس». ويوصف عصفور فى مقدمة بليغة دوافعه فى إعادة عرض ما مر من حياته من جديد فتلك «عملية تتأمل فيها الذات بعض ماضيها، أو مشاهد منه على وجه التحديد، تجد فى تذكرها بهجة، خصوصاً فى زمن مختل، يزداد قبح مشاهده بالقياس إلى مشاهد مضادة، لا يخلو تذكرها من بهجة الراحة والتأسى». ثم يستدعى بيتاً قاله أحمد شوقى: «وإذا فاتك التفات إلى الماضى/ فقد غاب عنك وجه التأسى».

ويبوح أكثر: «تذكرى لمشاهد هذا الزمن الجميل الذى مضى لا يخلو من الإدانة للحاضر، والرفض للأسباب التى انقلبت بالجمال إلى قبح، وبالمعرفة إلى جهل، وبالاستنارة إلى الإظلام»، هو تذكر له معنى، ليس تنصلاً أو هروباً أو «رغبة العودة إلى الرحم، أو تصور أن الماضى أجمل مطلقاً من الحاضر، وإنما تذكر الأوجه الإيجابية لزيادتها بالإضافة إليه، والأوجه السلبية برفض العودة إليها، وذلك فى سياق هذا الزمن الذى نعيشه، ولا نواجه تحدياته بالقدر الذى يسهم فى جذرية تغييره». هذا هو مفهوم التأسى الذى ذكره شوقى واعتنقه جابر عصفور وهو يرثى فرحه الجميل الذى عاشه فى زمن مضى والذى يلملمه ثانية عبر تجسيده كتابة لكى يتحول حسبه «إلى نوع من الطاقة التى تدفع إلى الأمام»، فيواصل الطريق ساعياً إلى «زمن جميل آت.. زمن يمكن أن يكون هو نفسه، فى زمن قابل، زمناً أجمل».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية