x

تركيا تتوعد الأكراد السوريين بمزيد من الغارات

الإثنين 29-08-2016 20:35 | كتب: أ.ف.ب |
تركيا تسعى لإقامة "منطقة آمنة" دون الأكراد - صورة أرشيفية تركيا تسعى لإقامة "منطقة آمنة" دون الأكراد - صورة أرشيفية

أكدت تركيا، الإثنين، أنها ستواصل استهداف المقاتلين الأكراد في شمال سوريا طالما أنهم لم ينسحبوا إلى شرق الفرات، وذلك في اليوم السادس من دخول القوات التركية إلى شمال سوريا، فيما قالت واشنطن أن المعارك بين الطرفين «غير مقبولة».

وواصلت القوات التركية عملياتها داخل سوريا التي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردي وقصفت عشرات الأهداف.

وأعلن الجيش التركي في بيان أنه أطلق النار 61 مرة على مواقع في شمال سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية، إلا أنه لم يحدد الجهة المستهدفة، معتبرًا أن ضرب هذه الوحدات يعد أمرًا حساسًا للغاية نظرًا لأنها حليفة الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وقالت أنقرة إنها قتلت 25 كرديا «إرهابيا» في ضربات استهدفت مواقع وحدات حماية الشعب الكردي الأحد، بعد يوم من مقتل جندي تركي في هجوم صاروخي اتهمت تلك الوحدات بشنه.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بيتر كوك في بيان تلقت وكالة «فرانس برس»، نسخة منه أن واشنطن تتابع الأنباء عن اشتباكات جنوب جرابلس (شمال)، وحيث تنظيم الدولة الإسلامية لم يعد متواجدا بين القوات التركية وبعض الفصائل المعارضة من جهة ووحدات منضوية في قوات سوريا الديمقراطية.

وأفادت وزارة الدفاع: «نريد أن نوضح أننا نعتبر هذه الاشتباكات غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد».

وأكدت أن «لا ضلوع للولايات المتحدة» في الاشتباكات كما «لم يتم التنسيق مع القوات الأمريكية في شأنها، ونحن لا ندعمها»، داعية الأطراف المعنية «إلى وقف كافة الأعمال المسلحة في هذه المنطقة، وفتح قنوات تواصل في ما بينها».

تخشى تركيا من أن يؤدي إنشاء منطقة كردية تتمتع بحكم ذاتي في سوريا إلى تقوية المسلحين الأكراد في جنوب شرق البلاد.

وكان نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أعلن الأربعاء الماضي في أنقرة أن واشنطن أبلغت بوضوح الوحدات الكردية بالتراجع شرقًا إلى ما وراء نهر الفرات وأنها «لن تحظى تحت أي ظرف كان بدعم الولايات المتحدة في حال لم تحترم تعهداتها»، إلا أن أنقرة قالت إنها لم تر دليلا على ذلك.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو في مؤتمر صحافي أن وحدات حماية الشعب الكردي «وكما وعدت الولايات المتحدة بنفسها وقالوا هم أنفسهم، يجب أن ينتقلوا إلى شرق الفرات في أسرع وقت ممكن وطالما لم يفعلوا ذلك سيبقون هدفا».

واتهم الوزير التركي المقاتلين الأكراد في وحدات حماية الشعب الكردي بالقيام بـ«تطهير اثني» في سوريا، وقال في هذا الصدد «في الأماكن التي تحل فيها ترغم وحدات حماية الشعب الكردي الجميع على النزوح بمن فيهم الأكراد الذين لا يفكرون مثلها، وتقوم بتطهير اثني».

وأضاف أن المنطقة المحيطة بمدينة منبج غرب الفرات والتي استولت عليها الوحدات الكردية المقاتلة في الأونة الأخيرة من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، تضم غالبية عربية.

وتتهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردي بأنها منبثقة من حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردًا داميًا في الأراضي التركية منذ 3 عقود.

والإثنين قصفت طائرات عسكرية تركية مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بحسب وكالة الأناضول.

وقالت الوكالة إن طائرات تركية «دمرت بين الساعة 9،30 و10،55 ت غ، مواقع للمنظمة الإرهابية الانفصالية الكردية في منطقة غارا في شمال العراق، فيما تواصل تركيا عملياتها العسكرية في شمال سوريا مستهدفة المتمردين الأكراد في هذا البلد ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضافت الوكالة أن الغارات نفذت قرب جبال قنديل، معقل حزب العمال الكردستاني في العراق.

ورحب وزير الخارجية التركي أيضا بنجاح العملية الخاطفة في بلدة جرابلس التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية المدعومة من أنقرة اعتبارا من الأربعاء الماضي، وقال إن «هدف هذه العملية هو تطهير المنطقة من تنظيم داعش الإرهابي».

وينشر الجيش التركي حاليا حوالي 50 دبابة ومئات الجنود على الأراضي السورية في إطار هذا الهجوم الذي قتل فيه السبت أول جندي تركي.

وقال المجلس العسكري لجرابلس والتابع لقوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردي، إن قواته انسحبت إلى جنوب نهر ساجور على بعد 20 كلم جنوب جرابلس «لحماية حياة المدنيين».

ويلبي ذلك المطالب التركية، إلا أن القوات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية لا تزال في مدينة منبج وشمالها غرب الفرات.

وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش، الإثنين، أن أحد أبرز أهداف عملية «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا الأسبوع الماضي في شمال سوريا هو منع إقامة ممر كردي ممتد من العراق إلى شواطئ البحر المتوسط.

وقال كورتلموش كما نقلت عنه شبكة «أن تي في» التركية، إن «هدف العملية هو تطهير المنطقة من جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية ومنع وحدات حماية الشعب الكردي من إقامة ممر متصل».

وأضاف: «إذا حدث ذلك فإنه يعني أن سوريا أصبحت مقسومة».

وأشار إلى أنه تم إبلاغ جميع الأطراف بالعملية التي بدأتها تركيا في سوريا الأربعاء، بما في ذلك نظام الرئيس السوري بشار الأسد العدو اللدود لأنقرة.

وقال: «تم إبلاغ جميع الأطراف المعنية، بما فيها الإدارة السورية التي تم اطلاعها من خلال روسيا. نحن متأكدون من ذلك».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية