كشف الدكتور عمرو حمزاوى، أستاذ العلوم السياسية والباحث بمركز كارنيجى للسلام، أن الأحزاب المدنية تسعى للتوحد تحت مظلة ائتلاف يخوض الانتخابات القادمة فى مواجهة الإسلاميين، وسيعلن عنه نهاية الأسبوع الجارى.
وقال حمزاوى خلال مؤتمر نظمته حركة «التحرك الإيجابى» بقصر ثقافة المنصورة، مساء الأحد ، فى حضور قادة 5 أحزاب ليبرالية وحزب الكرامة ـ إن ما حدث فى الجمعة الماضى شجع الأحزاب على اتخاذ تلك الخطوة لتوحيد صفوفها ضد التيارات الإسلامية التى تنادى وتسعى نحو الدولة الدينية. وأضاف أن المواطن بات أمام اختيار واضح بين نموذجين للدولة المستقبلية: أحدهما دولة دينية وآخر دولة مدنية، مطالباً باتخاذ موقف قانونى من الأحزاب الدينية لمنع الخلط بين المساحة الدينية والمساحة السياسية وتنظيم العلاقة فيما بينهما.
وقال إن «الدولة الدينية أو المدنية لا يمكن أن تختزل فى صندوق الانتخابات، ولابد من وضع مبادئ حاكمة تمنع اتجاه أى تيار لاستغلال الانتخابات لإنشاء الدولة الدينية».
من جانبه، نفى الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب «الجبهة الديمقراطية» أن يكون هناك تعارض بين الفكر الليبرالى وصحيح الإسلام أو المسيحية، أو حتى اليهودية، وقال: «إن من يكفرون الليبراليين وحرية الفكر والممارسة السياسية يسعون إلى إلقاء البلاد فى كهف مظلم، ويعودون بها إلى الوراء».
وأوضح أن الدولة المدنية تقوم على المواطنة واحترام القانون والدستور، وتهتم بتنظيم العلاقة بين الدين والدولة، داعياً إلى تنسيق المواقف والتضافر بين القوى السياسية والاندماج الحزبى للرد على ما حدث فى جمعة «وحدة الصف» فى ميدان التحرير.
واعترف الغزالى حرب بحصول حزب «الجبهة الديمقراطية» الذى يترأسه على دعم مادى من رجل الأعمال المصرى المهندس نجيب ساويرس، نافياً أن يكون فى ذلك ما يشين الحزب، وأكد الدكتور شادى الغزالى حرب، رئيس حزب «الوعى»، أن حزبه هو الآخر تلقى دعماً من رجل الأعمال نجيب ساويرس.
وربط عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ورئيس الحزب «المصرى الديمقراطى الاجتماعى»، بين ما يحدث على الساحة السياسية فى مصر ومحاولات خارجية لإحباط مسار ثورة 25 يناير، واتهم دولاً إقليمية فى مقدمتها إسرائيل بالسعى لتدمير مكتسبات الثورة، خوفاً من انتقال العدوى الثورية إليها. وقال إن «هناك محاولات أخرى لتصدير أيديولوجيات مذهبية لمصر، تبدو واضحة فى توجهات التيارات السلفية والأصولية».
وعبر الدكتور أيمن نور، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، عن عدم انزعاجه من الكثافة السلفية والأصولية التى شهدها ميدان التحرير، الجمعة الماضى، لكنه قال إن المشكلة كانت مخالفة ما تم الاتفاق عليه فى الميدان، وأضاف: «يجب الاعتراف بأن التيارات السلفية لا تملك الخبرة السياسية الكافية، ويجب الاستماع إليها ومشاركتها فى الحوار».
وطالب الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى، عضو مجلس أمناء «الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى»، ببلورة صيغة جادة لإزالة نقاط الخلاف بين القوى الحزبية، من أجل التكتل ضد من وصفهم بـ«الجبهات الظلامية، التى تسعى لحصر الحياة السياسية المصرية فى دائرة التعصب الدينى».