نظمت أسرة المخرج الراحل محمد خان، احتفالية تأبين له، بسينما كريم، حضرها الفنانون محمود حميدة، ليلى علوي، مادلين طبر، والناقد طارق الشناوي، والمخرج داوود عبدالسيد، المخرج خيري بشارة، المنتج محمد العدل، الموسيقار هاني شنودة، المصور السينمائي سيعد شيمي، المخرج اللبناني سعد سويد، المونتيرة دعاء فاروق، المخرج يوسف شريف رزق الله.
وأشاد نجل الراحل بالحضور الغفير الذي لبى الدعوة، وشكر كل الفنانين المشاركين في الحفل، موضحًا أن سبب اختيار السينما لإقامة حفل التأبين حب خان وعشقه للسينما حيث وصفها بأنها عالمه الثاني الذي طالما أحبه، وتلا ذلك عزف من الفنان جورج كازازيان، بمقطوعة موسيقية.
وقال المصور السينمائي، سيعد شيمي، إنه شارك خان فيلمه «الحريف»، لافتًا إلى أنه منذ الستينيات يحاول خان أن يكون مخرجًا ويعمل جاهداً ليكتسب ثقافات كثيرة بسبب مشاهدته أفلام في لندن.
وأضاف أنه محتفظ بتسجيلاته الصوتية بينهما وسيذكر قريبا كل ما كان يتمناه «خان» من أفكار.
وقال المخرج يوسف شريف رزق الله، إنه لم يتردد لحظة في اختيار خان لتكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي، لافتًا أنه كان دائمًا يناديه بـ «جوزيف» وليس يوسف، مشيرًا إلى أنهم بصدد إصدار كتابا يحمل اسمه في المهرجان، موضحًا أن بداية تعارفهما كان من خلال مجلة «ألوان» حيث كان «خان» يكتب بها وكانت تصدر في الستينيات وأنه لفت نظره إلى أنهم كانوا يقوموا بعمل مسابقات ويتباران في المعلومات السينمائية، لافتًا إلى أنه كان صاحب ثقة عالية وهو أحد القلائل من المخرجين المصريين الذين يحرصون على متابعة السينما العالمية، ولفت أن لديه مكتبة مصنفة لأفلامه، مختتمًا بأنه لم يكتف بمشاهدة الأفلام بشكل منتظم فحسب ولكنه كان حريصا على متابعة الأعمال الدرامية في رمضان.
وأشارت الفنانة ليلى علوي، إلى أنها لن تستطيع التحدث عن خان كمخرج، ولكنها مدينة له بأنه غير مفاهيمها عن المخرجين، لأن الجميع كانوا يروها الفتاة الجميلة التي تظهر في الأفلام ولكنه هو من رشحها لدور «خوخة» في فيلم «خرج ولم يعد» أمام الفنان يحيى الفخراني، والفنان فريد شوقي.
وأضافت ليلى أنه كان دائمًا يناديها بـ«خوخة» وهي الشخصية التي جسدتها في الفيلم، لافتًا أنها رأت لأول مرة الريف المصري عندما كانوا يتجولون أثناء التصوير كل يوم بعربة 7 راكب وكانوا يشاهدون ريف مصر الجميل والذي فوجئت خلال تصويرها فيلمها الأخير «الماء والخضرة والوجه الحسن» باختفاء المشهد الذي تعرفه، ووجهت نصيحة قائلة: «لو عايزين تشوفوا الريف المصري ارجعوا إلى خرج ولم يعد».
وأشارت إلى أنها تمنت أن تعمل مع خان حتى جاءتها الفرصة، لافتًا أن حياته لم تكن سهلة ولكنه كان يعرف ماذا يريد ولديه تحدي قوي للحياة، مشيرة إلى أنه قدم العديد من الفنانين في مشواره الفني لأنه دائما كان المعلم والمحب، فكان دائم الحب للطبيعة والحياة.
وأضافت: «أتذكر أن خرج ولم يعد فاز بجائزة مهرجان قرطاج الدولي، وأنا أحببت السينما واحترمت السينمائيين من خلاله، وآخرين تشاركت معهم».
وقال كمال عبدالعزيز، المصور السينمائي، إن فيلم «فارس المدينة» عانى من الظروف الانتاجية وأنه يتذكر أنه اقترض من البنك حتى يكمل تصويره ثم قام بعمل فيلم آخر لتسديد القرض الخاص بالفيلم الأول، لافتًا إلى أنه رغم ظروف الانتاج المتعسرة ولكنه كان لديه تحدي وحلم يريد تحقيقه وهي السينما التي يحبها.
وأوضح أن «خان» ابن عابدين، وشارع شريف، ووسط البلد، موجهًا نصيحة إلى الأجيال الحالية بمشاهدة أفلامه لتتعرف على منطقة وسط البلد، من خلال سرد قصصه معه خلال تصوير فيلمهما «الجنوبية»، و«فارس المدينة»، وأشاد بوجود الشباب في الاحتفالية معتبرًا أنه دليلًا على تواجده بيننا.
وحكى المخرج اللبناني محمد سويد، ذكرياته مع المخرج الراحل، قائلًا إن علاقته كانت جيدة باللبنانيين وولديه جمهور يتفاعل معه وأخذ عضوية بنقابة السينمائيين بلبنان ويعتبر هو الأوحد من الفنانين الذي حصل عليها.
وقال المخرج داوود عبدالسيد، إن «بازولويني» يقول إن المونتاج مثل الموت، بمعنى أنه يختلف ويتغير ويحذف أو يضاف إليه، بمعنى أن كل شخص بعد الموت يكتمل مضمونه ويصل لنقطة لا يوجد فيها حذف ولا إضافة.
وسرد أول أعمال خان عام 1978 وآخر أفلامه 2016 وأوضح أن هذا يعني أنه كان شغوفا بالسينما الروائية بشكل احترافي لمدة 37 سنة حيث ما يقرب في كل سنة ونصف فيلما، مطالبًا الجميع بمشاهدة أفلامه السينمائية ليروا أن الفارق كبير بين ديكوراته وأبطاله من حيث الشكل مقارنة بين القديم والحديث، مؤكدًا أن أفلامه الـ 24 مصنوعة بعيون مصرية.
وقال الفنان محمود حميدة إنه تعامل مع خان من خلال فيلم «فارس المدينة» موضحًا أن فايز غالي هو من رشحه للدور، وعندما تقابل «حميدة» مع «خان» قال له الأخير: «على فكرة الفيلم مكتوب لأحمد ذكي لكن مش هيعمله، ووديته لمحمود عبدالعزيز وهيرد عليا بعد 10 أيام فلو محمود رفضه يبقى انت استعد واقرأ السيناريو»، مازحا أن هذه كانت طريقة خان مباشرة.
وقالت المونتيرة دينا فاروق، إنه كان من المفترض أن المونتيرة نادية شكري هي من تكون مكانها، لأنها من قامت بمونتاج كل أفلامه، وحزن خان على رحيلها جدا، لافتة إلى أنه كان دائما يعطي الثقة للمونتير، وأشارت أن جملته المشهورة «next» دليلا على الاستمرارية في العمل وعدم التوقف واللانهاية في السينما.
فيما قال الناقد محمود عبدالشكور، أن الراحل «طفل يعشق الحياة» وأنه عرفه أخر 5 سنوات لكن ترك لديه علامات، وطالب بضرورة اعتلاء اسم خان على أحد شوارع القاهرة لتخليد ذكراه.
وقال المخرج خيري بشارة، إنه يعيش حالة انكار لرحيل «خان»، مندهشًا على علاقته به طيلة الـ 40 سنة حيث كان يختلفان كثيرا ولكنهما أوفياء جدا وحدثت مفارقات كثيرة ولكنها لم تبعدهما عن بعض.
وعزف الفنان هاني شنودة، معزوفة «الشوارع حواديت»، واختتم الحفل بعرض فيلم «فارس المدينة» وهو إنتاج وإخراج الراحل محمد خان، وتصوير كمال عبدالعزيز، قصة محمد خان وفايز غالي، سيناريو وحوار، فايز غالي، موسيقى، ياسر عبدالرحمن، مونتاج نادية شكري، بطولة محمود حميدة، لوسي، عايدة رياض، عبدالعزيز مخيون، حسن حسني.