x

كاتب بريطاني: أردوغان يجازف بالقتال على ثلاث جبهات

السبت 27-08-2016 01:37 | كتب: أ.ش.أ |
أردوغان: إتفاق اللاجئين مرهون بتنفيذ مطالب تركيا - صورة أرشيفية أردوغان: إتفاق اللاجئين مرهون بتنفيذ مطالب تركيا - صورة أرشيفية

اعتبر الكاتب البريطاني ديفيد جاردنر، زيارة نائب الرئيس ‏الأمريكي، جو بايدن، إلى أنقرة مؤخرا بمثابة محاولة لترقيع العلاقات مع رئيس تركيا المشاكس، ‏رجب طيب أردوغان، والتي اهترأت بعد انقلاب يوليو الفاشل.
‏‏

وأشار جاردنر- في مقال بالـفاينانشيال تايمز- إلى شن الجيش التركي أولى عملياته الحقيقية في ‏سوريا، محاصرًا بذلك منطقة «جرابلس» الحدودية الخاضعة لسيطرة داعش، ومذكرًا واشنطن بقيمة ‏أنقرة كـحليف للـناتو.

واستدرك جاردنر قائلا «وبعد، لكن هذا الوضع المُرضي ظاهريا هو في حقيقة أمره مُضّلل؛ ‏ذلك أن تركيا لا تزال على مسار تصادمي مع الغرب، فهي تقاتل على أكثر من جبهة في وقت ‏واحد.»‏

ورصد الكاتب إصرار أردوغان، في مؤتمره الصحفي مع بايدن الذي انعقد ‏الأربعاء، على المطالبة بتسليم أمريكا للداعية المقيم في بنسلفانيا، عبدالله جولن، الذي تتهمه ‏أنقرة بالتخطيط للانقلاب الدموي الذي جرى الشهر الماضي... قال اردوغان: إن أمريكا ‏يجب أن تختار بين «تركيا أو»فيتو«(اختصار منظمة فتح الله الإرهابية) على حد وصفه.

‏ وعلى صعيد الاتحاد الأوروبي، المنظور إليه باعتباره يدير ظهره لتركيا المسلمة كعضو في ‏الاتحاد، فإنه ليس فقط الحزب الإسلامي الحاكم ولكن أيضا الليبراليون الأتراك يتسخطون على ‏الأوروبيين كونهم انزعجوا من أعمال القمع التي قامت بها الحكومة التركية بعد الانقلاب أكثر ‏من انزعاجهم من الانقلاب نفسه.‏

ورصد جاردنر توجُه اردوغان صوب إيران بُعيد رحلة قام بها إلى روسيا محاولا إصلاح ‏ذات البين مع فلاديمير بوتين القوي... هاتان (إيران وروسيا) هما داعمتا نظام الأسد في سوريا ‏الذي جاهدت تركيا لإسقاطه على مدى خمس سنوات... فهل ثمّ ما يُستشف من هذا الارتباك؟

وقال جاردنر: «بداية، على أمريكا والاتحاد الأوروبي الإقرار بأن الانقلاب الفاشل كان اعتداء وحشيا على ‏جمهورية ديمقراطية، وأنه على خلاف الانقلابات السابقة، كان هذا مجرد تمرد جزئي... وتشير ‏الأدلة إلى وقوف ضباط مؤيدين لفتح الله جولن وراء الانقلاب، وسواء أدار جولن بشكل ‏مباشر الانقلاب أم لم يديره- وهو ما تطالب واشنطن أنقرة بإثباته- فإن الحقيقة الواضحة هي أن ‏الدولة التركية تعرضت لاختراق واسع النطاق من جانب مؤيدي جولن.

ورصد صاحب المقال محاولة تركيا تشبيه جولن بكل من أسامة بن لادن وآية الله ‏خوميني... ورأى جاردنر أنه «من الصعب رؤية كيف يمكن لاردوغان مواصلة القتال في نفس ‏الوقت ضد كل من أنصار جولن وتنظيم داعش والمتمردين الأكراد، لا سيما في ظل استمرار ‏أنقرة في التصادم مع حلفائها الغربيين التقليديين.

وقال جاردنر «ظاهرة جولن يمكن تقويضها وتنظيم داعش سيختفي لكن الأكراد سيبقون بمثابة ‏تهديد وجودي دائم لوحدة الإقليم التركي»‏ ... لكن الانقلاب، الذي رفضه خصوم حزب العدالة والتنمية الحاكم بمن فيهم حزب الشعوب ‏الديمقراطي الداعم للأكراد، هذا الانقلاب يتيح فرصة للرئيس (اردوغان)- لا سيما إذا ما ‏استخدمت الولايات المتحدة نفوذها الجديد مع الأكراد الذين كانوا يتحدثون عن سلام مع أنقرة ‏حتى الصيف الماضي.‏

واختتم الكاتب قائلا «ربما يلجأ أردوغان إلى تحميل أنصار جولن اللائمة في إشعال تمرد ‏حزب العمال الكردستاني، تماما كما لجأ مؤخرا إلى تحميلهم لائمة إسقاط الطائرة الروسية في ‏نوفمبر الماضي وإفساد ذات البين مع صديقه المستر بوتين.»‏

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية